الخميس, 11 مارس 2021 06:17 مساءً 0 411 0
صوت الحق: الصديق النعيم موسى
صوت الحق: الصديق النعيم موسى

إحذروا القطيعة والنميمه !

     إذا أردت أن تعرف مدى إنهيار الأخلاق فأذهب لمؤسسات الدولة لتجد ما يشيب الرأس من القطيعة والنميمة وأكل لحوم الموظفين لبعضهم البعض في مرتب لا يسمن ولا يغي من جوع هذا حال مؤسسات وهيئات الخدمة المدنية ومنذ الصباح الباكر يتوجه الموظفون لعملهم وإلاّ من رحم الله مجالسهم نميمة وحقد وحسد كيف تتقدم الدولة وهذا مستوى العمل الذي تذهب به ، أكثر ما أحزنني وجود النفاق الإجتماعي في الخدمة المدنية بصورة كبيرة هي الآن مُشاهدة للكل من المستوى الخطير الذي تمضي فيه البلاد .

    بعض المؤسسات وحتى لا ندخل في حُرمة الجمع ولكن الكثير منهم من ترك عمله وأصبح عمله الكذب والنفاق المتواصل وإن رأيتهم يُعجبوك وإن أدرت ظهرك نالوا منك وكأن شيئاً لم يكن ، شاهدت بنفسي النفاق في مؤسسات الدولة بصورة مُخيفة ترك الموظفون أعمالهم التي جاءوا من أجلها وأصبحت جُل أوقاتهم للنميمة ونعوذ بالله منها فنزلت في شأنها أيات محكمات وأحاديث متواترة صحيحة حيث قال تعالى في مُحكم تنزيله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12) صدق الله العظيم ، هذه الآية الكريمة من سورة الحجرات بيّنت ثم وضّحت خُطورة النميمة والغيبة التي تنتشر في مجتمعنا بصورة كبيرة جداً خاصةً في مؤسساتنا المدنية ،  فقول الله العظيم ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) يقول تعالى ذكره للمؤمنين أيحبّ أحدكم أيها القوم أن يأكل لحم أخيه بعد مماته ميتا, فإن لم تحبوا ذلك وكرهتموه, لأن الله حرّم ذلك عليكم سُئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الغيبة, فقال: هُوَ أنْ تَقُولَ لأخِيكَ ما فِيهِ, فإنْ كُنْتَ صَادِقا فَقَدِ اغْتَبْتَهُ, وَإنْ كُنْتَ كاذِبا فَقَدْ بَهَتَّهُ".    

والغيبة حرام بالكتاب والسُّنَّة. قال الله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)؛ قال ابن عبّاس: حرَّم الله أن يُغتاب المؤمن بشيء كما حرَّم الميتة. ولعلّ المتدبّر في هذه الآية يشعر بخطورة الغيبة وآثارها الوخيمة فقد أوضح سبحانه في النّهي عن الغيبة وجعلها شبه أكل الميتة المحرّمة من لحم الآدميين وأسباب الغيبة كثيرة، منها ضعف الإيمان مرافقة أهل السّوء والمعاصي الحسد كما في قصة إبليس وآدم، وقابيل وهابيل حبُّ الدّنيا والحِرص عليها والتّنافُس على ما فيها من حُطامها الزّائل يقول الفضيل بن عياض: ما مِن أحد أحبَّ الرّيَاسة إلّا حسَد وبَغي وتتبَّع عورات النّاس وكره أن يُذكر أحدٌ بخير، والفراغ . هذا وإنّ للغيبة أضراراً كثيرة في الدّنيا والآخرة، وهذه الأضرار لها آثارها السّلبية على الفرد والمجتمع، فلا بدّ من التّنبيه عليها والإطلاع على تبعاتها كي نتجنّبها ولا نقع فيها، ونحذر إرتكابها فهي تزيد في رصيد السّيّئات، وتنقص من رصيد الحسنات ولا يغفر لصاحب الغِيبة حتّى يعفو عنه الّذي وقعت عليه الغِيبة والغِيبة تترك في نفس الفرد جوانب عدائية بسبب ما تتركه على سمعته ومكانته كما أنّها تظهر عيوب الفرد المستورة في الوقت الّذي لا يملك فيه الدفاع عن نفسه. وأنّها تدلّ على دناءة صاحبها، وجبنه، وخسَّته وتترتّب على الغيبة عقوبات دنيوية وأخرى أخروية، أمّا عقوبتها في الدّنيا فهي بُغْض النّاس لمن يغتابهم وعذابه في الدّنيا والآخِرة، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. أمّا عقوبتها في القيامة، أخذ النّاس جميع أعماله الصّالحة، وأخذه من سيّئاتهم قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}.

أمّا النّميمة فهي من المفردات الّتي تنعكس آثارها السّلبية على المجتمع برمّته، فتفسده، وتهدّ عرى بنيانه لأنّ نقل كلام من إنسان إلى إنسان وتحريفه يخرِّب العلاقات بين الأفراد والجماعات والنّاس بسببها يتقاطعون ويتدابرون فبدل أن تسيطر الرّحمة ويعمّ التّواصل والتّكافل تباعد النّميمة بينهم وتشعل نار الفتنة والأحقاد في الصّدور والقلوب يقول تعالى: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} أي الإنسان الّذي يطعن بالنّاس حيث يسعى إلى الفساد والفتنة والإساءة إلى العلاقات بين النّاس، والدّفع إلى إثارة الخلافات والنّزاعات وهو ما يبيّن مرضه النّفسي عبر حقده على المجتمع وعلى كلّ فرصة للمحبّة والخير فيه وفي الحديث: “لا يدخل الجنّة نمّام” إشارة إلى مدى خطورة هذه العادة البغيضة

       كل ما ذكرت تجدونه في الخدمة المدنية والمجتمع بصفة عامة ، اللهم نسألك الهِداية والصلاح والعفو والمُعافاة في الدنيا والآخرة يارب العالمين .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق