الاربعاء, 23 يونيو 2021 09:44 مساءً 0 677 0
دكتور أحمد حسن يكتب :كاترينا مر من هنا يا كردفان
دكتور  أحمد حسن يكتب :كاترينا مر من هنا يا كردفان

إعصار كاترينا، كان أكثر الأعاصير دمويةً، وضرراً مقارنةً بكل أعاصير المحيط الأطلسي التى حدثت خلال موسم عام 2005 م، ويعتبر حد أعنف خمسة أعاصير في تاريخ أمريكا، وسابع أكبر أعاصير المحيط الأطلسي على الإطلاق، حيث بلغ عدد الوفيات حوالي   3183قتيل، و خسائر مادية قدرت بحوالى 108مليار دولار أمريكى، مما جعله أكثر الأعاصير فتكاً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1928 ميلادي. حجم دمار الاعاصير أحياناً لحد كبير يشبه تصرفات متخذى القرارات التى تؤثر على منافع الرعية، كقرارات التعين، أو الاقالات التعسفية، وما تتركة فى نفوس الناس من أحباط وتدنى ى الانتاج والانتاجية، وهذا بالضبط ما حدث فى ولاية شمال كردفان أخيراً، كقرار الوالى باعفاء المدير العام لوزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية شمال كردفان.
 لو أن هنالك نجاح لمخرجات واعدة لثورة ديسمبر على مستوى ولاية شمال كردفان، يمكن قولها بأنها ظفرت بشخصية مثل الدكتور/ أدريس موسى بأن يكون مديراً عاماً لوزارة الانتاج. الأخ/ د.ادريس ربما تكون شهادتى فية مجروحه ولكن، ربما يعززها آخرين ممن تعاملوا معة، الرجل ليس دفعتى، ولم نعمل سوياً فى مؤسسة واحدة،  ولكن، توطدت علاقتى به حيث يمكنك معرفة الرجال، جمعتنا ظروف سفر وهم السودان قاصدين المملكة المتحده للمشاركة العلمية، وتمثيلة خارجياً ضمن فعاليات المؤتمر العالمى للاصماغ بمدينة ويلز الجميلة عام 2009م، ومنذ ذلك الوقت ادركنا جيداً بأن انفصال جنوب السودان كان مسئلة وقت ليس الإ، عرفتة عن قرب رجلاً يحمل كل كلمة رجل بما تحملة الكلمة من معنى، طول البال، وقوى التحمل، عرفته عن قرب، وأدركت وقتها بأنه من الشباب العلماء القلائل الذين يتميزون باستخدام البرامج الاحصائية والذكا الاطناعى، مما جعل مجلات عالمية مرموقة تتغزل فية وتعتمده محرراً فيها.
قرار تعينة كمديراً لوزراة الانتاج لم أعلم به ألا عندما اتصل على فى ماليزيا يوم انعقاد منتدى الصمغ العربى بالولاية الاخير الذي شرفة السيد رئيس الوزراء، استضاف معى مجموعه من ابناء السودان من الخارج عبر الاسافير لتلاقح الافكار للخروج برؤية، واضحة تهدف الى مصلحة أهل كردفان، والسودان عموماً، مثل هذا النوع من التفكير يعتبر تفكير خارج الصندوق، ولم يكن مألوفاً للمدراء العامين للوزارات الولائية، ولكن في الوقت نفسة لم يكن مفاجئاً لنا بأن يبادر بة من شخصية أكاديمية مرموقة ذات افق واسع مثل الدكتور/ ادريس كمديراً للموارد، لأنه كان يعى تماماً حجم المسئولية، وبالتالى اراد ان يشرك ابناء الخارج والداخل، ولكن للأسف لم يكن يعلم أن مثل هذا المؤتمر يكشف المستور، و أول ماتم كشفة في المؤتمر هو الخطاب الممجوج الذى قدمة والى الولاية، خطاب كان يميل لشعر الحماسة قبل دخول المعاركن من كونه خطاب امام رأس الدولة والعالم، ربما تم توريط الوالي به من قبل الحاضنة السياسية لقحت، الحاضنة التى افرغت جرابأً من الافاعى فى ولاية تمثل مواردها العمود الفقرى لاقتصاد السودان.
فى ظل تلك الظروف الصعبه حرك المدير العام للموارد المياه االراكده، علماً بأن حركتة كانت مبنية على معلومات أحصائية تمثل وتلبى أحتياجات الناس فى كافة انحاء الولاية لحلحلت مشاكل قواعد المنتجين، مما أكسبة ثقتهم وألتفافهم حوله، هذا الالتفاف أكدته، ودعمته لجان المقاومة لتحقيق اكبر قدر من زيادة الانتاج،  نجاح الرجل فى أدارة منتدى الصمغ العربى، والعمل على تنفيذ مخرجاته الواعده وفقاً لطلب رئيس الوزراء كان من الممكن ان يساهم فى تنفيذ حوالى 70% على الاقل من الخطة الطموحة التى تبناها مجلس الصمغ العربى وعنذاً يكتمل تكامل الادوار بين المؤسسات المفقوده اصلاً. نجاح المدير العام وطموحة، والتفاف لجان المقاومة حولة،  بالاضافة الى التفاف المنتجين شجعه على الاعداد المبكر لمؤتمر الفول السودانى الاول بمدينة الابيض ونجح فى ذلك، علماً بأن ولاية كردفان غير مطلوب منها ولا دفع فلساً واحداً، ومثل هذا المؤتمر كان من الممكن أن يعود على ولاية كردفان بفوائد عديدة على المستوين الطويل والبعيد. ولكن للاسف لم يغتنم الوالى فرصة مؤتمر الفول، وبالتالي حوله الى الخرطوم ربما لايريد ورطة لتكرار خطابة الذي يصيب سامعية بالصمم، بالاضافة الى طوابير الثوار الذين طالبوا السيد رئيس الوزراء باقالة، ومحاسبة الوالى، ومن هنا يمكننا استنتاج قرار الوالى باقالة أفضل مدير عام للموارد من منصبة، وهنا تمكن كارثة السودان عموماً، مثل مدير ادارة الانتاج والموارد البشرية كان من الاولى أن يشغل منصب الوالى، وليس مدير عاماً للانتاج، وهنا تمكن معضله قحت التى نعاها رئيس الوزراء فى مؤتمرة ذو العشره دقائق، أول خطاب يشعرك بأنه خطاب كتبة حمدوك دون تدخل الاخرين، التشاكس بين مكونات قحت، والجيوش الجراره لايمكن ان تهضم أمعاءهم رجل بحجم دكتور/ ادريس بكل الانزيمات.
ولكن، فى مثل هذه البئة السياسية المسمومة أجد أن المدير العام كان مذنباً، ذنبة كذنب هتلر ورفاقة عند محاكمتهم الشهيره التى جعلته بطلاً بعد ذلك، عندما سئله القاضى هل انت مذنب، وكان من غير المتوقع ان يقول نعم انا مذنب، بعكس ماقالة زملاؤة، قالها هتلر...أنا مذنب  يا سيادة القاضىى !!! ، عندما ادافع عن مكتسبات المانيا، أنا مذنب وعندما ادافع عن حق المانيا ضد اتفاقية  معاهدةُ ڤرساي (Treaty of Versailles) المذله التى وقعت عليها المانية صاغرة انا مذنب، بعدها سرعان ماتحول تحول هتلر من متهم الى بطل والباقى معلوم، وبالتالى كسب ود الشعب الالمانى واحترامهم، نفس المشهد تعيشة الان ولاية شمال كردفان اليتيمة باعفاء أحدد افضل ابناءها الخبير الدكتور/ ادريس موسى، ومن هنا رسالتى لوالى شمال كردفان باعتبارى أحد ابناء الولاية ابشرك بالفشل يا سعادة الوالى، لن تنجح ما دمت تستهدف الكفاءات، مثل المدير العام للموارد والانتاج، لن يتكرر رجل مثل المدير العام على الوزراة، رجل يتحرك بخطط علمية يحكمها الاحصاء التطبيقيى، والاقتصاد القياسى، ويكمل الخياط بالحرير برضاء المنتجين. مناشدتى الى وزيري الزراعة على المستوين الولائي والاتحادى، والى مدير أدارة مشروع الجزيره بأننا فقدنا فحلاً من فحول الانتاج فارجوا ألأ يفقده السودان، لأن رجل مثل دكتور/ ادريس لن يتكرر كثيراً، نعم فقدناها بقرارات والى شمال كرفان، التى جعلت غالبية المواطنيين يحلمون بعودة فترة الوالى مولانا أحمد هارون، قرارات الوالى اقل ماتوصف بانها مدمره كأعصار كاترينا.
وفى الختام، والينا المحترم أن من أكبر الأبتلاءات للانسان عندما يتم تنصيبة والياً على اهله فاعلم أن الذنب مضاعف، ظلم ذوى القربه، وضياع الرعية، ويقول نبينا الكريم صلوات الله وسلامه علية لم يعرض على ذنباً اكثر من ذنب من اضاع من يعول، فانت تعول اهلك فى شمال كردفان فموعدنا معك يوم لاينفع مالاً ولابنون، وبصمتك التى تتركها لنا فى الولاية ستظل محفوره عميقاً فى دواخلنا بين الضلوع والاجساد النحيلة، وسننقلها للاجيال القادمة بأن اعصار كاترينا مر من هنا يا ابناء ياكردفان.

أحمد حسن
الجامعة العالمية -ماليزيا

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة