الثلاثاء, 25 ديسمبر 2018 03:22 مساءً 0 300 0
صيدلانية : نتحمل تذمر المرضى عندما يجدون الزيادات غير المنطقية في أسعار الدواء لأننا نشعر بمعاناتهم
صيدلانية : نتحمل تذمر المرضى عندما يجدون الزيادات غير المنطقية في أسعار الدواء لأننا نشعر بمعاناتهم

كتبت: قمر فضل الله
 لم يسلم الدواء من موجة ارتفاع الأسعار ، وهناك بعض المرضى يقفون جوار الصيدليات يسألون المارة إكمال ثمن العلاج ومعاناة المرض تبدو على وجوههم.
وتجددت أزمة زيادة أسعار العقاقير في الوقت الذي يأمل فيه المواطنون أن يحصلوا على علاج يكون في متناول اليد وبسعر مناسب.
وأكد مختصون أن سياسة تحرير الدواء تزيد من معاناة المواطن وتشكل خطراً عليه، مطالبين بضرورة تفعيل القوانين المنظمة لسوق الأدوية.
وأكد عدد من الصيادلة أن الزيادة في الأدوية أصبحت مثلها مثل الزيادات في أسعار المواد الغذائية حيث لا يوجد فرق بين سلعة وأخرى، وقالت الصيدلانية عبير سلمان إن المواطن أصابه اليأس واستسلم لارتفاع الأسعار على مضض، وأصبحت الآن المعاناة من انعدام الأدوية خاصة المنقذة للحياة،  فمعاناة  المريض تستمر إلى أن يجدها  خاصة البخاخات وأدوية الأمراض النفسية.
وأضافت عبير: لا ندري إلى متى ستستمر هذه الحالة،  فالمواطن من حقه أن يتوفر له الدواء ويكون في متناول يده حتى  يتعافى ويعيش خاصة أننا في فصل الشتاء الذي تكثر فيه أمراض الصدر والحساسيات والأزمات، وقد وفر كثير من الناس جهاز الربو من الخارج في البيوت ولكنهم يعانون من الحصول على الدواء نفسه،  وأضافت د. عبير: حقيقة نريد حلولاً لهذه المعضلة.  
وقالت سارة محمد ـ صيدلانية: هناك زيادة كبيرة في أسعار الأدوية خاصة أدوية الأمراض المتلازمة مثل حبوب الضغط الهندية، وهناك تذبذب كبير في الأسعار حسب سعر الصرف، وقبل فترة أوقفت الشركات البيع، وأضافت: كلما أردنا (طلبية) جديدة نجد زيادة كبيرة، وأكدت سارة على ندرة الأدوية المنقذة للحياة ومعاناة المرضى الذين يقبلون عليهم بعد أن أنهكهم التعب في اللهث من صيدلية إلى أخرى وهم يبحثون عن الدواء، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة هدر مالهم، وأضافت أن هناك أدوية منقذة للحياة كحبوب الضغط فيها زيادة عالية، وكذلك البخاخ وهذه أدوية منقذة للحياة، وإضافة لسعرها الغالي تكاد تكون معدومة.
وعن التأمين الصحي قالت إنه لا يخدم المواطن إلا بنسبة بسيطة جداً خاصة أن أغلب الأدوية عالية السعر لا تندرج تحت قائمة التأمين لأن معظم المرضى يأتون إلينا بدفتر التأمين بقائمة من الأدوية ولا يجدون غير دواء واحد وأحياناً لا يجدون .  
أما الصيدلية عبير مصطفى فأكدت على زيادة الأسعار في الأدوية وعدم توفر أنواع عديدة منها خاصة الأدوية المنقذة للحياة بسبب ارتفاع الأسعار، وأصبح المواطن يشتري الأدوية بالقطاعي، والزيادات تكون في فترات متقاربة حتى أصبحنا لا نحفظ الأسعار  وبمجرد حفظنا للسعر نجده ارتفع مرة أخرى، ومن بينها دواء الكبد وهو من الأدوية التي يسبب انقطاعها رد فعل عكسي، ولكن نظراً للظروف يضطر المريض لعدم تناوله لمدة يوم أو يومين ثم يعاود شراءه مرة أخرى، وهذا من الأشياء التي تؤلمنا ولا نستطيع تغييرها، ودواء غسيل الكلى أيضاً من الأدوية الغالية، وهي أدوية ملازمة للمريض.
وأضافت:  نحن نتحمل تذمر المرضى عندما يأتون إلى الصيدلية لشراء الدواء ويجدون سعره قد ارتفع لأننا نحس بمعاناتهم من هذه الزيادات غير المنطقية.
وفي السياق ذاته أوضح صيدلي ـ فضل حجب اسمه ـ أن الزيادات في شركات محددة دون أخرى، فهناك حبوب دائمة مثلاً حبوب الضغط  فيها زيادة وألبان الأطفال زاد سعرها بشكل جنوني، وأضاف أن الأدوية المنقذة للحياة تتوفر في المستشفيات وفي صيدليات الطوارئ ولكنها لا تتوفر في الصيدليات وكذلك حبوب الصرع والأمراض النفسية لا توجد إلا في الإمدادات الطبية.  
وعن التأمين قال إنه يخدم في بعض الأحيان ولكن كثيراً من الأدوية لا تندرج  تحت دائرة التأمين، وأشار إلى أن الخطة غير مفهومة، فهناك أدوية أسعارها بسيطة لكنها غير موجودة  في التأمين وأخرى مرتفعة تندرج في الخطة والعكس، وقال إن الأدوية التي لم يتم تسجيلها في وزارة الصحة غير متوافرة، وبات أغلب المرضى يعتمدون على ذويهم في الخارج  لتوفير الدواء، ومن ليس له شخص في الخارج يضطر للرجوع إلى الطبيب مرة أخرى ليغير له الدواء. ونفى الصيادلة عن أنفسهم تهمة زيادة الأسعار.
من جهتهم ظل مرضى السكر والضغط  يشتكون أمام الصيدليات لعجزهم التام عن الحصول على الدواء خاصة أن هذه الأدوية من العلاجات الدائمة والتي تشكل عبئاً كبيراً عليهم مما يجعلهم يتوقفون عن أخذها لأيام متتالية حتى يخففوا عن أنفسهم الأعباء المالية، وهذا يشكل خطراً كبيراً على حياتهم.  
وقالت الحاجة رقية سلمان إن لديها معاشاً شهرياً كانت توظف جزءاً منه لشراء أدوية السكري من حبوب ومنظم وفيتامين، أما الآن فكل المعاش يذهب للعلاج وأحياناً تحتاج لمساعدة، مؤكدة أن هذا الحال ينطبق على مئات المعاشين بالبلاد، مشيرة إلى وجود مفارقات في الأسعار بين صيدلية وأخرى.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق