الأثنين, 14 يناير 2019 05:05 مساءً 0 273 0
نحو أفق اقتصادي
نحو أفق اقتصادي

 إلى أين نحن سائرون

 

الناظر لتداعيات الأوضاع السياسية والاقتصادية ببلادنا  يتضح له أن انعكاساتها قادت إلى دخول كل القوى السياسية المتاهة الكبرى، وأصبح الوضع الراهن أشبه بالملاح التائه في لجة البحر.
أفاد وزير الداخلية  الدكتور بلال عثمان أمام البرلمان بأن عدد الشهداء نتيجة الأحداث الأخيرة في عطبرة والقضارف وكريمة وبعض الولايات الأخرى وصل إلى 19 شهيداً بينهما اثنان من رجال الشرطة.
واعتقلت الشرطة في الأحداث الأخيرة 816 من المتظاهرين ودونت 322 بلاغاً بينها 19 حالة وفاة، وأشار لإصابة 131  نظامياً بينهم إصابات جسمية.
هذه المواجهات ستعود بانعكاسات سالبة على مستوى الداخلي لأن انصراف الناس للتظاهر سيعطل الإنتاج ويقود لانقسام في المجتمع، وأخطر المشكلات التي تواجه أي دولة أن يحدث فيها انقسام بين جهاز الدولة الحكومي والمواطنين.
الانقسام السياسي بين الحزب الحاكم والقوى السياسية الأخرى قاد لانسحاب الأحزاب التي تشكل الجبهة الوطنية للتغيير المكونة من 22 حزباً وحركة سياسية أبرزها حركة الإصلاح الآن التي يقودها القيادي الإسلامي الأسبق الدكتور غازي صلاح الدين العتباني, وحزب الأمة الإصلاح الذي يقوده وزير الاستثمار الأسبق مبارك الفاضل وأحزاب أخرى تشكل ألوان الطيف السياسي.
الانقسام السياسي سيؤثر على الاقتصاد بصورة كبيرة خاصة أن هنالك دوائر دولية كما قال وزير الإعلام  والاتصالات بشارة جمعة أرور ووسائط إعلام وقنوات تحاول دبلجة أشياء وفبركة أخرى عن الأوضاع في السودان.
وذلك يعني أن هنالك دوائر دولية تسعى إلى فرملة خطوات رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان.
الولايات المتحدة الأمريكية اشترطت أربعة شروط للرفع الشامل والنهائي للعقوبات الاقتصادية عن السودان أبرزها ملف حقوق الإنسان والديمقراطية والصحافة، وإذا نظرنا لعمليات التكرار والتكثيف لما وصفه وزير الإعلام بعمليات الدبلجة وفبركة الأوضاع عن السودان يتضح أن  خصوم الحكومة يسعون لعكس أوضاع سالبة عن السودان لفرملة خطوات رفع العقوبات الاقتصادية عنه، مما يقود لمزيد من التعقيدات في الوضع الاقتصادي لأن القرار سيعيد الأوضاع للمربع الأول في تعامل البنوك الدولية مع البنوك السودانية، وهذا أساس البلاء الذي حاق بعجلة الاقتصاد وقاد لكل المشكلات التي يعاني منها القطاع الاقتصادي، وما بين حالة الانقسام الأهلي وانسحاب الأحزاب وتأكيد المؤتمر الوطني أن الأحزاب خرجت عن شرعية الوثيقة الوطنية, وما بين تأكيدات الحكومة أن الاحتجاجات بداية مرحلة جديدة لاستقرار البلاد وتأكيدات المعارضة أن الاحتجاجات (بوخة) لعمل قادم، يطرح سؤال جوهري ومهم إلى أين نحن سائرون، مع ترديد مقولة المفكر تشارلز ديكنز (يا إلهي لقد أصبحنا أمة منقسمة).

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق