الأثنين, 14 يناير 2019 05:13 مساءً 0 414 0
عطر الكلام
عطر الكلام

النائب العام.. ثقة أم اطمئنان

{ قرار فصل منصب النائب العام عن وزارة العدل في العام 2017م.. كان خطوة جريئة وكبيرة وولادة شرعية جاءت بعد مطالبات متكررة ومتعددة لجهات حقوقية وقانونية مختلفة بضرورة وجود جسم مستقل مثله مثل القضاء يقوم بالتحري في القضايا الكبيرة والصغيرة ويعمل على رد الحقوق إلى أهلها في استقلالية وحيادية تامة.. لاسيما في البلاغات التي تكون المؤسسات الحكومية طرفاً فيها مما يخلق ثقة واطمئناناً لدى المواطن في سرية وشفافية التحريات والتحقيقات في الدعاوى إلى أن يتم تقديمها للمحكمة وتستمر حتى الفصل  فيها.
{ هذه الثقة أو الاطمئنان لم يأت من فراغ فطبيعة عمل ومهام النيابة العامة تقتضي وتتطلب المهارة التامة في وضع كل الأمور في نصابها وفق ميزان العدالة والبحث والتقصي في كل الاتجاهات حتى الوصول إلى الحقيقة دون أي تأثير من أي جهة كانت.
ولأنني عايشت فترة ما قبل فصل النيابة عن وزارة العدل.. أذكر جيداً أن كل الأصوات الحقوقية والقانونية التي كانت تنادي بالفصل كانت أولى أولوياتها اختيار شخصية قوية لهذا المنصب الحساس.. وكانت التكهنات تحوم حول شخصيات عامة مستقلة عديدة.. لها تاريخ وباع كبير في العمل القانوني.
{ عندما تم اختيار مولانا عمر أحمد محمد نائباً عاماً.. كانت المباركة من الجميع ووصفوه بأنه الرجل المناسب في المكان  بـ(السنت والملي).. فمولانا عمر عرف بشخصيته القوية ومواقفه المتفردة المشهودة منذ أن كان في وزارة العدل.. لذلك تفاءل الجميع بأن الرجل أهل للمنصب والثقة.. وزاد من تلك التحركات الواسعة والملفات المهمة التي اطلعت بها النيابة منذ إنشائها بحيادية تامة في قضايا الفساد وبلاغات هزت الرأي العام.
{ الظروف التي تمر بها البلاد حالياً بالغة التعقيد من تظاهرات ومسيرات في عدد من مدن السودان راح ضحيتها عدد من الشهداء كما أعلنت السلطات.. تضع مسؤولية ثقيلة على عاتق النيابة في تحقيق العدالة والتحري بشفافية وحيادية.
{ وقد أعلنت النيابة بمنبر سونا تسلمها لعدد من التقارير التي تحوي التفاصيل الكاملة للأحداث وطالبت المواطنين بضرورة التبليغ الفوري عن أي وفيات أو أي تلف في الممتلكات.
{ من هذه الزاوية نقول إن النيابة العامة أمامها عمل كبير في هذه المرحلة.. وهي قدر التحدي.
{ حادثة صغيرة تذكرتها وأنا أكتب هذه السطور.. في أحد الأيام أثناء وجودي في مكان عام لفت نظري حديث لرجل خمسيني.. تحدث عن أنه يملك محلاً بالخرطوم وأنه تم إلقاء القبض عليه لمدة ثلاثة أيام في ملابسات لم يفهمها ولم يخضع للتحري وكانت نجدته بمرور وكيل نيابة بمقر حبسه حيث أطلق سراحه فوراً.. حديث هذا الرجل أدمع عيني.. فقد وصف وكيل النيابة كملك  نزل عليه من السماء.
{ رباه.. ما أرحب سماء عدلك.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق