الأثنين, 14 يناير 2019 05:26 مساءً 0 374 0
كلام أهل البيوت
كلام أهل البيوت

عزيزة وكرام

الفرق بين المطالبة بسقوط الحكومة وسقوط الدولة كبير، الدولة من الثوابت والحكومة من المتغيرات، فقد تذهب حكومة تتبعها أخريات وتبقى الدولة ثابتة يتبادل أهلها كراسي الحكم.
المطلوب من المحتجين على سياسات الحكومة وغلاء الأسعار والفساد المستشري أن يحكموا العقل ويحددوا ماذا يريدون هل هو سقوط الحكومة التي تدير الدولة السودانية أم يريدون سقوط دولة السودان، ولكل من المطلبين وسائل وطرق لا تصل من جانب المحتجين درجة التخريب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة كما حدث في بعض الولايات، والخرطوم حتى اليوم مبرأة من ذلك.
كما يجب على أجهزة الدولة الأمنية ألا تسوق المحتجين إلى المواجهة مجهولة العواقب واستعمال القوة المفرطة التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء لا نستطيع أن نعوض أهلهم عن حياتهم ولا حتى تعويض البلاد عن خسارتهم، وكل الخسائر غير المطلوبة ولا المرغوبة يمكن تعويضها إلا الأرواح فلن تعوض.
كل المسئولين على مختلف درجاتهم يتفقون على أن التظاهر والاحتجاج حق يكفله القانون في إطاره السلمي ورفع مذكرات للمسئولين سلوك حضاري مشروع وردهم على المذكرات أكثر تحضراً، ما كان يضير الأجهزة الأمنية شيء لو راقبت المتظاهرين من بعيد وليس بالكثافة التي نشهدها اليوم بعيداً عن الاستفزاز والتحرش الذي يدفع للمواجهة بين قوتين هما في الأصل قوة واحدة، فرجل الشرطة لم يتم استيراده من الخارج والمواطن المتظاهر يشاركه في هذا الوطن السودان الذي يسع أهله ومثلهم معهم من دول الجوار أو حتى من بلاد رحلتي الشتاء والصيف الشام واليمن السعيد.
لو نظر كل منا الحكام والمحكومين بعين
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام
فلن نفقد بلادنا العزيزة ولا أهلنا الكرام، نكتب بس.     

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق