الثلاثاء, 15 يناير 2019 04:27 مساءً 0 253 0
مشادات ومشاجرات يومياً أمام مداخل المستشفيات الحكومية
مشادات ومشاجرات يومياً أمام مداخل المستشفيات الحكومية

الخرطوم: قمر فضل الله
مشاجرات ومشادات حادة واحتجاجات واحتكاكات تحدث يومياً أمام مداخل المستشفيات الحكومية بالولاية بين الزوار ومتحصلي الرسوم بسبب قيمة التذكرة التي تتراوح ما بين عشرة إلى خمسة عشر جنيهاً.
(أخبار اليوم) من بوابة أحد المستشفيات الحكومية رصدت هذه الاحتجاجات.
بداية حدثتنا المواطنة سيدة عبد الرحمن بلهجة غاضبة: أصبحت المستشفيات تفتح أبواب الزيارة منذ الساعة 12 ظهراً وتستقبل آلاف الزوار حتى وقت متأخر من الليل من أجل التحصيل المادي دون مراعاة لراحة المرضى، والشيء المؤسف أن الزائر لا يجد مكاناً ليجلس عليه حتى لبضع دقائق، فضلاً عن أن عمال التذاكر بالبوابات لا يحسنون التعامل مع الزوار، وشاهدت ذات مرة مشاجرة حدثت بينهم والزوار كادت أن تؤدي إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها.
وقاطعها المواطن الطيب العوض الذي وجدناه يفترش قطعة من الكرتون ولسان حاله يغني عن سؤاله وتساءل أين وزارة الصحة من ذلك، وأين تذهب الأموال التي يتم تحصيلها بصورة يومية من نافذات الدخول؟ وقال من المفترض أن توظف هذه الأموال في إنشاء مظلات مزودة بمبردات مياه ومقاعد مريحة للزوار خاصة أن البعض يتكبد المشاق من مناطق بعيدة.
وتقول الشابة هالة محجوب: أعتقد أن القيمة المخصصة للزيارة عالية وليست في مقدور الكثيرين في ظل الظروف المعيشية الضاغطة، وكما هو معلوم السودانيون معروفون بروح التكافل والمجاملة، فالزائر يتحمل عبء إعداد وجبة إضافة لحافظات الشاي والقهوة إلى جانب تكلفة المواصلات ورسوم الدخول.
وناشدت هالة وزارة الصحة بضرورة إعادة النظر في هذه الرسوم التي لا معنى لها خاصة أنه ليس هناك أي مقابل خدمي، فالزائر لمستشفيات الخرطوم لا يجد جرعة ماء يروي بها ظمأه، والمريض والمرافقون له يشترون المياه المعدنية وهذا عبء آخر.
وقال المواطن أحمد عبد الغني: في السابق كان سعر التذكرة لا يتعدى الثلاثة جنيهات وتفتح أبواب الزيارة عند الثالثة ظهراً وتغلق في السادسة مساءً، الآن أصبحت مفتوحة حتى أوقات متأخرة من الليل ومن المفترض تهيئة العنابر، أين تذهب هذه الأموال، فأوضاع المستشفيات تغني عن السؤال، والناظر إليها يشاهد حجم معاناة ذوي المرضى الذين يفترشون الأرض، وأشار لانعدام أبسط صور الراحة. وشكا أحمد من الطريقة السيئة التي يتعامل بها متحصلو رسوم التذاكر الذين لا يقبلون أي عذر ويحرمون الكثيرين من زيارة مرضاهم بسبب الرسوم، موضحاً أن جميع أفراد الأسرة كانوا في السابق يزورون المريض انطلاقاً من الحديث الذي يحث على زيارة المرضى، والآن يقوم بذلك شخص واحد نسبة للظروف الاقتصادية.
هذا وحاولت الصحيفة استنطاق عدد من متحصلي الرسوم إلا أنهم لاذوا بالصمت والغالبية منهم اكتفوا بمقولة (نحن عبد المأمور).

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق