الثلاثاء, 15 يناير 2019 04:32 مساءً 0 240 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

الاعلامي الكبير عطية الفكي يكتب:
لما مات هؤلاء

لما توفي الكرار
لما توفى سيدنا على بن أبي طالب رضوان الله عليه، قام الحسن بن على رضي الله عنهما فقال: أيها الناس... انه فيكم الليل رجل لم يسبقه الأولون ولم يدرك الآخرون قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينثني حتى فتح الله له ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم أعدها لخادم له.
لما قبض الصديق
لما قبض أبو بكر (رضي الله عنه) سجي بثوب، فارتجت المدينة بالبكاء عليه ودهش القوم كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم،وجاء على بن ابي طالب باكيا مسرعا حتى وقف بالباب وهو يقول رحمك الله يا أبا بكر، كنت والله أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشهدهم يقينا، وأغبطهم عناء، وأحفظهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحر بهم على الإسلام وأحناهم على أهله وأشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم خلفا وفضلا وهديا وسمتا، فجزاك الله عن الإسلام وعن رسول الله وعن المسلمين خيرا، صدقت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين كذبه الناس وواسيته حين بخلوا، وقمت حين قعدوا سماك الله في كتلة صديقا فقال (والذي جاء بالصدق وصدق به) يريد محمدا ويريدك، كنت والله للإسلام حصنا وعلى الكافرين عذابا، لم تقلل صحبتك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك، كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله العواصف، كنت كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، قليلا في الأرض، كثيرا عند المؤمنين، لم يكن لأحد عندك مطمع، ولا لأحد عندك هوادة، فالقوي عندك ضعيف حتى تأخذ الحق منه، والضعيف عندك قوي حتى تأخذ الحق له، فلا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك..
ويقول سيدنا على بن أبي طالب (رضي الله عنه) الحمد لله الذي جعل لنا الأرض كفاتا، أحياء وأمواتا والحمد لله الذي منها خلقنا (وجعل) إليها معادنا وعليها محشرنا ، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل الحسنات، وقنع بالكفاف ورضي عند الله عز وجل.
لما حضرت الوفاة عمر بن الخطاب: قال لولده عبد الله بن عمر- ضع خدي على الأرض لعل ربي يتعطف على ويصفح عني.
داؤود الطائي
لما مات داؤود الطائي تكلم ابن السماك فقال: ان داؤود نظر الى ما بين يديه من آخرته، فأعشى بصر القلب بصر العين، فكأنه لم ينظر الى ما إليه تنظرون،وكأنكم لم تنظروا الي ما إليه نظر وانتم منه تعجبون، وهو منكم يعجب، فلما رآكم مفتونين مغرورين، قد أذهلت الدنيا عقولكم.. وأماتت بحبها قلوبكم، استوحش منكم، فكنت إذا نظرت إليه حسبته حيا وسط أموات، يا داؤود ما أعجب شأنك بين أهل زمانك! أهنت نفسك وإنما تريد إكراما، وأتعبتها وإنما تريد راحتها، اخشنت المطعم وإنما تريد طيبه، وخشنت الملبس وإنما تريد ألينه، ثم أمت نفسك قبل ان تموت وقبرتها قبل ان تقبر، وعذبتها قبل أن تعذب سجنت نفسك في بيتك ولا محزن لها ولا جليس منها ولا فراش تحتك، ولا ستر على بابك، ولا قلة تبرد فيها ماءك، ولا صحفة يكون فيها غداؤك وعشاؤك، يا داؤود ما تشتهي من الماء بارده ولا من الطعام طيبه ولا من اللباس لينه، بلي، ولكن زهدت فيه لما بين يديك، فما اصغر ما بذلت وما اقصر ما تركت في حين ما رغبت، لم تقبل من الناس عطية ولا من الإخوان هدية، فلما مت شهرك ربك، وألبسك رداء عملك، فلو رأيت من حضرك علمت ان ربك قد أكرمك وشرفك.
وقفة السيدة عائشة
وقفت السيدة عائشة رضي الله عنها على قبر أبي بكر فقالت نضر الله وجهك، وشكر لك صالح سعيك، فقد كنت للدنيا مذلا بإدبارك عنها، وكنت للآخرة مُعزا بإقبالك عليها، ولئن كان اجل الحوادث بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم رزؤك، وأعظم المصائب بعده فقدك، ان كتاب الله  ليحسن الصبر فيك وحسن العوض منك، فأنا أنجز موعود الله بحسن الغراء عليك واستعيض منك بالاستغفار لك، فعليك السلام ورحمة الله ،ثم انصرفت.
نهاية المطاف
أخي عاصم.. كل عام وانتم وأهل وقراء (أخبار اليوم) في صحة وعافية.. وبعد هؤلاء رجال عملوا وقدموا ما قدموا للإسلام والمسلمين كان هذا نهاية مطاف لهم.. لا يسعون لجاه ولا مال ولا دنيا... فكيف نحن؟؟؟ ألا يجب علينا ان نتعظ ونترفع عما نفعل بأنفسنا والآخرين!! لا لدنيا قد عملنا..!!!
الله نسأل حسن الخاتمة وإنا لله وإنا إليه لراجعون ولا حول ولا قوة الله بالله..
أرجو ان يكون فيما ورد عظة وعبرة لمن يعتبر...


مع تحياتي
عطية الفكي مصطفى

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة