رمادى : الوعد الذى اكده رئيس الوزراء بان ازمة السيولة تجرى معالجتها وانها ستنتهى تماما بنهاية شهر يناير . مازال المواطن فى انتظار انفراج هذه الازمة المستفحلة ، والتى اصبح منظر صفوف المواطنين امام الصرافات الالية مشهدا يوميا يصيب المرء بالحزن ،لان فيه معاناة حقيقية  بعد ان تحولت لتجارة وحجز مواقع امام الصرافات . الحصول على الكاش المتوفر خارج البنوك اصبح تجارة ومحسوبية . او قائم على علاقات خاصة حينما يتكرم عليك من يملك الكاش بمقابل شيك تختلف قيمته حسب الحالة . اما تجارة العملات رغم انخفاض قيمة الدولار الا ان سعر النقد والكاش مازال قائما .  رغما عن استمرار الاحتجاجات وتأثر بعض الأسواق بها الا ان حركة السوق مازالت مستمرة ، وعمليات البيع والشراء قائمة مع بعض التردد فى حالات متفرقة .  
الذى يدهشنا ان احجام اصحاب الاموال من توريدها للبنوك لم ينتهى حتى الان ، رغم مبادرة ايداع التى قادها اتحاد اصحاب العمل وغرفه التجارية والصناعية ، وتم ايداع مبلغ كبير زاد عن المليار جنيه ، إلا ان الأمر توقف هنا ولم نسمع بإيداعات جديدة رغم تأكيدات اتحاد اصحاب العمل لهم بامكانية سحبها فى اى وقت . اذا معالجة ازمة السيولة هى اولوية قصوى لانها ستسهم بشكل مباشر فى حل الازمات الاخرى مثل استقرار سعر الجنية وسهولة عمليات البيع والشراء ، باستقرار اسعاره بدلا من الحيرة بين اسعار النقد والشيكات التى اصبحت جزء من عمليات البيع والشراء . الشاهد ان رئيس الوزراء اكد ان عملية طباعة عمل ات جديدة تجرى بدقة وعملية حسابية وفنية دقيقة ، يجريها بنك السودان وسيقوم باصدار هذه العملات حتى يتجاوز ازمة السيولة ، وفى ذات الوقت ان ترفع قيمة اعلى ورقة من دولار واحد الى دولارين او اكثر باصدار فئتى المائة والمائتى جنية . ما نخشاه حقيقة هو ان يبتلع السوق هذه العملات الجديدة بسحبها من البنوك بعد اصدارها دون اعادة توريدها مرة اخرى ، حتى تعود عملية السحب والايداع مرة اخرى لطبيعتها وبذلك تختفى ازمة السيولة نهائيا . نتوقع من بنك السودان ان يكون لديه تدابير قوية بعد اصدار الفئات الجديدة لعمليات السحب والايداع حتى لاتتكرر الازمة بعد ان تم تفعيل الصرافات التى اصبحت المصدر الرسمى الوحيد للنقد.  فلقد توقفت البنوك من صرف الشيكات نقدا الا بنذر يسير او علاقة خاصة مع البنك وموظيفه لرفع قيمة السحب . عموما ازمة السيولة واحدة من اخطر الازمات التى واجهتها حكومة الانقاذ ، تجاوزها مفتاح لتجاوز الأزمات الأخرى.