الخميس, 17 يناير 2019 02:20 مساءً 0 247 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

وهكذا حكايتنا دواليك بس!

لن نصمت بس
بعيدا عن تسقط بس وتقعد بس، لن نصمت بس وإن لم يكن كلمنا برائق للطرفين، فتعقيدات المشهد لا تحتمل بس حلا وإنفكاكا تهطله السماء امطارا ليست بس بل لها بروقها وسحبها  الدالة على إنهمار غيوثها موسما بعينه وفى بلاد وأمصار أخر هطّالة فى كل المواسم،المشهد بالمجاهيل محتقن وبالقراءات الظاهرة والباطنة معلومة المصائر الراجحة،ليس فى عالم اليوم بالمعطيات والوقائع مجالٌ للرجم بالغيب،ولا للأمنيات كذلك فسحات للتمشى والتمطي والكل محكوم بحتميات ومن قبل وبعد هى قدريات، وللإنسان ربوبية ممنوحة وموهوبة حتى يحرك ساكنا ولا يبقى رهينا للقدرية بل وليفكر ويقدر بقدرة إنسانيته المحدودة غير المطلقة، فالمطلوقية نسبية وليست مكفولة برمتها كفلا يتيح للفساد والإفساد مراعٍ ومراتع وسلطوية بغيضة وإحساس أعمى بالهيمنة مطغ صاحبه على الآخرين طغيانا يجردهم من حقوقهم فى الإختيار مثلا بين أن تسقط بس وتقعد بس، ومن يفرض ويبسط قعدته يحكم سلطنته إقصائيا فيتحكر حتى موعد مع تسقط بس وهكذا حكايتنا دواليك بس!
لقعدة جديدة
ليستقرظوك  ناس تسقط بس أو تقعد بس، عليك بالسير فى ركابهم وقريبا حتي لا تأكلك وبك تفتك ذئابهم، وغير الإستقراظ والإستظراف، فإن إستلباسك ثياب الجاهلين والفاحشين والإنتهازيين والأرزقيين بديلك،هى سوح المعركة الآنية بين تسقط بس وتقعد بس مع سبق إصرار وترصد لإبعاد واقف بس دون أدنى إستعداد لسماعه وتفسير سكوته بل يناله السب واللعن وقبيح الوصف وإسقاط القبح كل القبح عليه بذات السيناريو الصادم بين تسقط بس وتقعد بس البالغ للأعراض وهتكها مع عقد محاكمات إستباقية بأسماء وتفاصيل مُستهدفين يتم ربطهم بطريقة وأخرى من قبل هؤلاء أو أولئك بما يشنعهم ويبشعهم ويمسخ صورهم مع بعث شيطانى لأدب وبئس الأدب السعى للإغتيال الأدبى والمعنوى للرموز على بكرة أبيها، لابد من نهوض ثالث وبروز لقعدة جديدة مستوعبة للتعقيدات خاصة التى أفضت لتشابك المصالح وتقاطعها بين قبلية وجهوية إن وحدتها المصائب فأسباب إنشطاراتها كالشياطين الرجيمة قائمة، فليلعن من يلعن ومن يتهم بالجبن والرمادية له، فهذا هو بعض من الواقع المأزوم الذى يتحمل كبير وزره فريق تقعد بس وكما هرة كانت أكولة لما غير يليها دعك من بنيها، لاتحتاج بفقه غريب  لكثير عناء لتشب فى حلقوم الآخر  الذى لم يسترضيك، وصعب تأنيك لتكتشف أنه لا يستعديك ولم ينصر عليك من تعتقد أنه يعاديك، ليس كمثلي، سلسا كعادته أديبنا الطيب صالح بجمله القصيرة ومباشرته لمن كان أعور فى عينه فلذا تراه أبدع وأكمل وأشمل بتساؤله الشهير من أين جاء هؤلاء أو من أين جاء هؤلاء الناس وإن لاحقا تراجع مهدودا بالمرض فى سياق حوار مع التلفزيون الحكومي أجراه إعلامي عمل فى ظل النظام حتى حين بينما الآن في مغتربه البعيد واحد من ألد أعدائه التائقين لزواله المنتمين لتيار تسقط بس، ليس من سلاسة فى وضعنا الراهن وإن إستعذبته بكل مياه النيل وخططته ورسمته وصورته بذات تلك البساطة والأناقة والمباشرة تسقط بس أو تقعد بس.
مجرد مفردة
مُبَرَر خوف الطرف الثالث الغالب المتفرج من مصائب وأهوال جراء إستزراع مشترك بين النظام وكل من خالفه وعارضه مدنيا عسكريا فى أخطر تطورات الصراع على الدولة السودانية، والسودان نذكر لعل الذكرى تنفع، أنه فى أجندات الحركات المسلحة الدارفورية خاصة مجرد مفردة وليس إسما علما لبلد منقوصة أسباب وعناصر الإشتراك للتواطن عليه، فلذا تنادى قيادة الحركات المسلحة التفاوضية يإدراجه كمفردة للتباحث وهذا من حقها، هى قطعا ليست بالسطحية لتستهدف بذلك تغيير الإسم الذى مهما كان عريقا ليس مقدسا، هى تنادى بأسس جديدة للتواطن بعدالة وحرية ومساواة التفوق فيها مكفول بالشبر والذراع، قد تتشابه المطالب بالشعارات والهتافات ولكن عند تفصيل التنزيل والتطبيق يبرز شيطان التقسيم اللئيم، فاستدامة التحاور ضرورة مع إستمساك كل بدعوته سقوطا أو قعودا بس، لا يعقل مجابهة كل من كتب واجترح واقترح حلا غير إقصائي للأزمة بتسقط بس أو تقعد بس، ليس فى صالح الكل إن سقطت بغتة وكما ليس فى صالحهم تقعد بس دون قفزة هائلة بالزاوية دونها وإحكامها كسر الرقاب.
أكلام صندل ؟
تطورات خطيرة ومهمة ومثيرة تجرى ولا يتوقف من ورائها فريجة على أطرف تسقط بس وتقعد بس وواقف بس، تطورات أصيلة فى مشهدنا المأزوم، إستوقفنى منها تصريحات جديرة بالتأمل منسوبة للقيادى بحركة العدل والمساواة سليمان صندل أحد أبرز من شاركوا فى الهجوم على أمدرمان بل كان قائده الميدانى لدى الدخول الأول وقبل إنضمام الراحل دكتور خليل وإنسحابه بعد فشل العملية وتبعه سليمان صندل الذى تسببت قوائم أسماء بينها إسمى مربعا، لا أدري أسقطت منه سهوا أو أسقطها عمدا من بعد إنسحابه لتعثر عليها الأجهزة الأمنية عثورا جرجرني وأخضعني لتحقيقات بالأمن السياسى، معرفتي بقيادات الحركة ربما أتطرق لها لاحقا، سليمان صندل الآن وكما علمت مقيم بشمال النرويج بمعية أسرته محضرا لرسالة دكتوراة، ولا أدرى إن صح نسب التصريحات إليه أمطلوقة من النرويج أم من مواقع الحركة ؟
الحالة الثالثة
تصريحات سليمان صندل منسجمة مع تصريحات قيادات الحركة بالمانيا وفقا للمواقع  التي تناقلتها، أبدى فيها تحفظات على التظاهرات الشعبية واسما المعارضة بالضعيفة لإستغلالها معترفا بقوة الترسانة الأمنية للنظام وقدرته على إحداث إختراقات فى صفوف المعارضة وبدا صندل غير مشجع لمنسوبيهم للمشاركة حتى لا يكونوا مجرد وقود لقوى وتنظيمات المعارضة المدنية رغم إنضواء بعضها فى راية الحركات بتفاهمات قاسمها المشترك العمل على إسقاط النظام كليا ومنفردين، صندل مضى بعيدا فى التصريحات المنسوبة إليه ونادى بأهمية التفاوض السلمى بين المعارضة والنظام وهو المجرب للمعارضة المسلحة بكل صنوفها وكرها وفرها والعالِم بمردها وبها شارك فى تنفيذ أجرأ وأخطر عملية، وعليه إن لم ينف ما قاله، يكون من مساندى الحالة الثالثة المتجاوزة آلياتها تظاهرات تسقط بس وحشود تقعد بس، فالحالة الثالثة التى يرفضها بشدة مقرونة بسب وشتم من يسندها، قد يرخى إليها سمع الرافضة صوت هو كصوت الأخ صندل أبعد ما يكون من الإتهام بمهادنة نظام شارك فى بداياته ثم خرج منه بلا رجعة.
ماذا يريد حفتر ؟
ذاك تطور داخلى صح أو طاش مؤثر جدا فى مجريات الأوضاع ومحدثاتها وذات صلة مباشرة بما تشهده البلاد من تظاهرات شعبية، وغيره العديد من المشاهد الداخلية ذات الصلة بالأحداث الجارية الناشدة تغييرا ليس محددا بل واقفا فى محطة تسقط بس بينما آخرون يشاركون ذات الرغبة نظرتهم مختلفة للتغيير اختلافا قد لا يروق لمن يسقطونها بس، غير التطورات الداخلية، تبدو إرهاصات جديدة فى المشهد الليبي الذى لم يستتب بعد على الرغم من إعتراف ليس بالهين بحكومة يناوئها الجنرال حفتر المعادى للنظام فى السودان بحسبانه إخوانيا وإن أقسم بتجاوز الأخونة بهيئتها المرفوضة من حفتر وغيره، الجنرال حفتر يبسط سيطرته على أراض ليبية مقدرة متاخمة للحدود السودانية، فقد أعلنت قوات حفتر إنطلاق العملية العسكرية الفعلية بوصول تعزيزات عسكرية لقاعدة تمنهنت الجوية الجنوبية، العملية العسكرية  جانب منها فى الشريط الحدودي مع السودان، أهداف العملية متعددة وستقيد حركة الليبيين عند ساعة إنطلاقها وحتى إنتهائها، تطور نعجب لمن لا يقرأه مصحوبا بداخلنا المتوتر توترا يطال حدودنا مع ليبيا مسرح العملية العسكرية ذات الشظايا المتطايرة، وداخلنا كذا متوتر فى عديد المسارح المتوقف نزالها تمهيدا لمفاوضات خاتمة هى الأصعب إن سارت الأمور كما هو مرسوم لها، فإن جادت قريحة مفاوضيها سلما سلمنا وإن حادت حربا فلعلعة الرصاص وفوه مدافع دبابات هناك لا زالت مصوبة نحو داخل يسلم إن سلمت وحدته ويخبث إن خبثت.
وبالله التوفيق

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة