السبت, 19 يناير 2019 00:37 مساءً 0 238 0
تحليل اخباري
تحليل اخباري

ومن دخل (مستقلة) ابن حمدان فهو آمن

الصورة الشائهة
كعادته، يتعثر أداء القطاع الإعلامى الرسمى تحت إمرة النظام وكذا الذي بين ظهرانيّ الحزب الحاكم أمام الملمات الكبار،كيف لا يتعثر وهو المحروم والممنوع من الخوض فى لجج الأعماق والركض فى مضامير السباقات الإعلامية، فهاهو يقدم صورة إعلامية شائهة تطال الإعلام المستقل المتهم بالمولاة من وراء حجاب أو بالتدجين خوفا من قطع الرقاب والأرزاق والأمر من بعد وقبل كله بأمر الله وإليه يرد، سبحانه واهب الملك لمن يشاء ونازعه ممن يشاء بأسباب يبديها وأخرى يبتديها وثالثة يخفيها عمن يخفيها كما هو حالنا الذى لا يخفى عليه كما ضعفنا، وعليه فإن جل إن لم يكن كل الإعلاميين والصحفيين منهم خاصة من المغضوب عليهم من معارضى النظام الذى أفلح فى إقصائهم عن المشهد العام فبدا لهم كل شئ من دونهم النظام يسبونه ويلعنونه حال ثائرة تظاهرات اليوم الشابة التي نترحم على شهدائها ونواسي كل السودانيين ، ما كان يضيرهم شيئا لو بسطوا تدريجيا الحريات للإعلام الرسمى قبل المستقل على علاته ونكرانه، ولو فعلوا لكان اليوم إعلامهم وإعلامنا قبلة الناس لإستقاء المعلومات التى غُصب على ترك ميدانها للإعلام الخارجى والفارس القادم الجديد وسائل التواصل الإجتماعى المهيمنة على المشهد الميدانى بلا قيود جراء الغياب شبه الكلى للإعلام الرسمى وشبهه والمستقل وشبهه وفقا للتبويبات والتصنيفات التى لا ينبغى الإشاحة والإزورار عنها بل التعاطى والتعامل معها باب دخول للحوار مع الشباب الذى وصف الدعوة له مطلقا الزميل ضياء الدين بلال رئيس تحرير الغراء (السوداني) بالساذجة مناديا ببديله معالجة قضايا الشباب ولعله لم يرخِ السمع ويسترقه مرتين لهتافاتهم الطالبة للمساواة والحرية والعدالة، غاب الإعلام برمته ولازال عن المشهد رغم قوة حجة ومنطق عاملين منهم من يتحلى بالعقلانية ويتشح بالمهنية القانونية وغيرهم من يناهضها فيُوقف جراءً وجزاءً حينا من الدهر ثم يُسمح له ليكون بعضا من ماكينة إعلامية شبه معلولة لم تتلق الصيانات الدورية والتعديلات الحتمية لتواصل المسير بين منعرجات وشجون وتضاريس ومرتفعات الطريق، قدرها، قدر الماكينة مزيدا من الإعتلال مع خراب يطال سوية الطريق!
رقصا أو ذبحا
والإعلاميون والصحفيون لازالوا على فرفرة الرقيص والذبيح قادرين، يبادئون ويبادرون ويحاولون غير آبهين بالمثبطات، منهم  الأستاذ الإعلامى الكبير على حمدان ناشر صحيفة المستقلة التى تعرض ذات يوم بسببها وفى عقر حرم داره لضر عظيم لم يخفه ويثنه ،الزميل الفخيم على حمدان درج على جمع الصحفيين كلهم بمقر المستقلة يوما فى الإسبوع فيه يطعمهم ويشربهم ويطب مجلسهم بكرم فياض يتجلي فى وقوفه وإشرافه كأم العروس بعون زملائه بالغراء المستقلة، ومن ثم يتحلقون ويتحاورن عن شؤون البلد، فضلا عن هذا فإن إبن حمدان يوثق ما بينهم من صلات، يدخلون دار مستقلته آمنين، كما  دخلناها آخر مرة يوم أول أمس الخميس  كما دخلها غير الهيّاب عمار محمد آدم آمنا هاتفا تسقط بس فى وجه قيادات من المؤتمر الوطنى وكذا وزير الإعلام والإتصالات وتقانة المعلومات بشارة جمعة أرور بحضور كافة القيادات الإعلامية والرسمية من بينها المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وطاقمه الذى إكتفى بتسجيل إفادات من قبل بعض الإعلاميين وعند إبتداء الحوار فى فضاء مستقلة إبن حمدان الطلق، متأثرا بالتدجين إكتفى طاقم التلفزيون بالمتابعة ولم يتجشم حتى عبء تسجيلها وثيقة تبرئ ذمة الإعلاميين يوما وقد تحدثوا بلسان الثائرة الغاضب جلها أو كلها عليهم، وقمة التأثر بالتدجين القمئ والذى تسبب فى كل ما نحن فيه، نهوض طاقم التلفزيون للتسجيل بعد إنتهاء كل المتحدثين لما مَنحت منصة الحوار الساخن الفرصة للدكتور عبدالرحمن الخضر رئيس القطاع السياسى بالمؤتمر الوطنى الذى بادر لسبب يعرفه برفض التسجيل ومن قبل سبقه رئيس تحرير (أخبار اليوم) هذه بالإعتراض الجهير على تسجيل إفادات الخضر مع إهمال مداخلاتهم وقد كانت له واحدة موضوعية وساخنة ربما ساءه عدم تسجيلها مبديا كذلك تحسرا جهيرا أمام الخضر وإدارة التلفزيون لعدم بث حوارهم كإعلاميين مع رئيس الوزراء حول قضايا الساعة، ممثلة الإذاعة انتزعت مداخلة لم ترتب لها ولكنها بعد ان تلمست سخونة الحوار وصراحته والرفض الجامع والعارم من الإعلاميين للحاصل أغلقت مدجنةً جهاز التسجيل وقد إبتدرت مداخلتها بأنها لم تسجل لعلمها بصعوبة بث ما يدور وتعجبت عن بث الأجهزة الرسمية لأخبار العلاقات العامة في أجواء كهذه وافاضت حتى أعجبت وسمعت رئيس تحرير (أخبار اليوم) هذه يقول لها جهيرا:عفارم عليك.
غريبةً ونشازاً
ما كان يضير المؤتمر الوطنى لو أنه وارب أبوابه رويدا رويدا حتى تنفتح على مصارعها بنوافذها فيتغلل الهواء مجددا غرفه التى فضل ثلاثين عاما إغلاقها على نفسه وذاته وعضويته فضيق واسعا على  فتحه وفكره وجهده وعصفه وحكمه حتى بدت أصوات الآخرين عليه غريبة ونشازا، فأصبح غير محتمل لأصوات النقد والتصويب الهادئة من داخله فكان شقاقه وشقوته، فما باله السماع لأصوات الآخرين بذات الهدوء ومصير المسموعة كان وعدا وميثاقا منكوصا ووريقات إتفاق بجرورة على علاتها مع آخرين كان مصيره كذلك الوضع فى الأدراج الخلفية ليصبح نسيا منسيا، قطعا الرفض كل الرفض مصير أصوات التظاهرة والثائرة بينما الأمر لا يعدو أن يكون بذات أريحية الإستماع والتلقى الهادئ الذى قابل به الدكتور عبدالرحمن الخضر ثائرة عمار محمد آدم بذات هتافات المتظاهرين من الشباب كما هو شبه الإتفاق على شبابية المرحلة، شبابية بعضها ربما من بين صلب وترائب الإسلاميين الحاكمين كما يتردد هنا وهناك، الدكتور عبد الرحمن الخضر أبدى روحا مرنة مستمعا لإنتقادات ساخنة لتجربة حكمهم كلها وصبر بابتسامات وهدوء على هتافات عمار الذى قاطعه مرارا مستنكرا ما بدا له من مرافعة دكتور الخضر مزيدا من التشبث والذى بدوره طالبه بعدم مقاطعته كما فعل واستمع لإنتقاداته ومحاكمته، الشاهد أن الهتافات لم تمنع الخضر من إكمال حديثه وكسب التقدير لسماعه ما يجب أن يسمعه مؤتمره الوطنى، الأستاذ عثمان ميرغنى تقاطع مع الخضر وقال له جنس هذه المرونة وتقبل الآخر دون إحساس بالعُلوية هو ما نطلبه مؤكدا بأنه ليس لديهم عداء مع الأفراد إنما مع المفاهيم وطالب الخضر بالمضى بذات النهج والإفساح للآخرين فى منافسة شريفة لو خسروها فإنهم سيكسبون الجولة مرة أخرى بإرادة الشعب.
ضد الثرثرة
أما وزير الإعلام والإتصالات وتقنية المعلومات الشاب بشارة جمعة أرور المتحدث باسم الحكومة تحدث بلسان موجز ومبين، فاجأ الجميع على غير الخضر منتقدا ما وصفه بكثرة الكلام الذى صُرِف وقال أنه من أخر حال السودان وأقعد به فى إشارة منه لضرورة الإنتقال لمربع الأعمال، وقال أنه الآن يقف ليس معنيا بعمل الآخرين إلا فى حدود وبمقدار تمليكه للمعلومات عبر آليات ومن ثم إعلانها للناس،وكما زاد بأنه الآن كوزير ليس معنيا بشؤون المؤتمر الوطنى ولا حزبه، حزب العدالة المشارك فى حكومة الحوار الوطنى التى وصفها بأنها وليد مخرجات حوار وطنى ولا أعمق ولا أخلص، مخرجات حوار دعا للتدبر والتأمل فيه وقال أنهم يسيرون بنهجه وقدّر حتى مايو القادم تنفرج الأمور وتنجلي صفوف الأزمات،وأبدى بشارة إستعجابا من منهج تسقط بس وكأنه موجها خطابه لثالث بأنه سيقابلك يوما إن كان هو نهجك للوصول للحكم أو حتى الدعوة لتغييره، وقلل بشارة مما يثار وقال أن بضعة صغيرة من الجسد تفسدها شوكة تؤذى الجسد كله وريثما يتم إجتثاثها وإستئصالها يرتاح الجسد، الوزير يرى الفساد بضعة تؤذى المشهد كله وطالب بعدم إطالة واستدامة النظر للجزء المظلم من الكوب وأبدى تفاؤلا بتبدل الأحوال ولكن بالتفاوض فقط للخروج بالدولة من مآزقها، وطالب أرور بتعزيز دولة القانون ليجري على الكبير والصغير ولم يعد الإعلاميين بالتدخل لصالحهم فى حال وجود بينات ما ضدهم، تلك كانت شذرات وقطفات وإستيحاءات من تلك الجلسة فى دار ابن حمدان ومستقلته التى من يدخلها كما عمار آمن وطاعم وبعض من تفصيلها تجدونه طى هذا العدد الذي بين يديكم.  

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة