السبت, 19 يناير 2019 00:42 مساءً 0 284 0
قراءة تحليلية
قراءة تحليلية

النصيحة حارة والأحر منها الحقيقة :
هل السباق الانتخابي 2020 حل مثالي للأزمة أم هو سباق بطل الضفادع ؟

تقول الرواية الشعبية الطريفة ان غزالا لجأ الى ملك الغابة للفصل في موضوع التنافس الغير الشريف بين مخلوقات الغابة حول ابنته موفورة الجمال فقرر الأسد اعتماد شرط تنافسي عبارة عن سباق حر مباشر على مدى محدد ففوجئت لجنة حصر المتنافسين بان مجموعة الضفادع (القعونج) حضرت مبكرا لتسجيل متنافسها علي رأس القائمة فسخرت منها مجموعات الغزال والنعام والزراف والمرافعين والثعالب والنمور والتيتل سخروا من هذه المحاولة الانتحارية الفاشلة لجماعة القعونج في حين أن الفارس المتسابق للقعونج ظهر غير أبه بما يقولون ويسخرون مرددا في قرارة نفسه الله يجيبك يا سباق والسواي ما حداث وعن حكمة القصير بلاع الطوال والقصير .... والرجالة دناقر ما كبر عناقر وحقار الرجال مويت ومسبوق عند كتمة السباق. في صبيحة يوم السباق احضر متسابق القعونج شبيها له بنقطة ضربة الانطلاقة لخط السباق جنبا بجنب مع بقية المتسابقين وفي الخط الموازي لخط السباق المفصول بالأعشاب قام متسابق القعونج برص أنصاره على طول الخط الموازي حتى بات على مقربة من نقطة البرد وهي نقطة النهاية بلغة الوسط الشعبي فجلس هو على رأس خط التمويه السباقي فما ان اطلقت اللجنة المنظمة صافرة الانطلاق فإذا بمتسابق القعونج ينط نطتين والثالثة يقول للجنة المنظمة أها أنا جيت فلا مجال للجنة المنظمة الا ان تعتمده عريسا وسط دهشة بقية المتسابقين الذين وصلوا البرد بعد سباق رهيب فحينما علم الثعلب بالحكاية بعد وصوله متأخر نسبيا قال للجنة المنظمة ان متسابق القعونج كان يجلس بجانبي لحظة الانطلاقة وبطريقة جريه وعدوه الشفتها دي لا محالة واصلكم باكر فتصدي له الفارس الفائز بحزم أخرس يا حاسد المعاكم ده شقيقي الأصغر مصاب بشد عضلي وقد نصحته بعدم المشاركة فرفض فهذه هي نتيجته الحتمية اما أنا فصرت عريس السباق المتوج فلا نامت اعين الحاسدين أمثالك وآخرين من دونك فتلك هي سنن الحياة المؤكدة وغير المؤكدة ومنكته ومنكدة فاذا قمنا باسقاط هذه الرواية الشعبية التي تحكي عن ديمقراطية مخلوقات الغابة فالبني أدم صراحة يمارس ذات السلوك ولكن بطرائق أكثر إحكاما وتمويها فالقوي السياسية الليبرالية تكثر الحديث عن الديمقراطية والتحول الديمقراطي وخطابه ولكن بكل أسف خطاها ليست لها أي علاقة بالديمقراطية وقيمها وهياكلها وأخلاقيات الممارسة الفعلية والدليل فلسفة التكوين البنيوي وحالة الانشطار الارتدادية والمترددة وملهاة التكاثر الحزبي الذي بلغ مقابر الجهوية والقبلية والشللية والعرقية والمؤسسة الحزبية غامضة التفكير والتدبير والمفاهيم والمسارات والمآلات والقوى الإسلامية تمضي في ذات الاتجاه وبمسلكية تفوق وقع الحافز على الحافر كيف لا والدلائل والشواهد تتزاحم بالمناكب فالشوري دغمست ولا أثر لها البتة على مستوى الشروع والمشاريع فصارت الشورى خشم بيوت متاكية ومؤصدة وخربه. شورى نصية  عامة وشورى نصية خاصة وشوري فقهية وشوري مفخخة يقوم بنصبها الاجنديون والاقصائيون وأوصياء الوطن والقيم على المسرح والمشهد الوطني العام على طريقة الأغنية الشبابية القمري جاء النقوم أجيب شركي. أما نظام الحكم العسكري البحت يقوم على مبدأ التعليمات والأوامر والضبط والربط وهذه بيئة تختلف تماما عن بيئة العملية السياسية والنظام العسكري المزدوج عسكري مدني جربه السودانيين في أكثر من تجربة مع مراعاة انجازاته ولكنه ينطوي على عيوب خطيرة مثل الشمولية القابضة والدكتاتورية وإطلاق يد المسيسين من شريحة الموالاة لممارسة ألوان من الظلم والهيمنة والتهميش والوصايا السياسية والاجتماعية المضرة بدرجة الإتلاف بحقوق المواطنة ومن خلال تلك القراءة مقرونة بالتجارب التي تمثل اكبر مهددات الحلول والحل المثالي للسباق الانتخابي عموما وسباق 2020 على وجه التحديد ومع ذلك نؤكد على أهمية اعتماد سباق 2020 كواحد من مستويات الحلول ولكنه قطعا لم يكن الأول نعتمده كخيار في حالة واحدة فقط وهي حالة تعرض البلاد الى خطر ومخاطر نفاد الشرعيتين الشرعية الانتخابية وشرعية الحوار في 2020م نفاد مصحوب بفشل القوى السياسية حكومة ومعارضة فشل في تقديم رؤى وأفكار ومبادرات نوعية تتصدى للأزمة السياسية بخيارات الانتقال الكلي والانتقال التوافقي فدخول حلبة السباق الانتخابي في ظل التحدي الماثلة يجعل من البيئة الانتخابية بؤرة صراع سياسي خطير.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق