الأحد, 20 يناير 2019 02:27 مساءً 0 296 0
قراءة تحليلية
قراءة تحليلية

النصيحة حارة والأحر منها الحقيقة
 يسألونك عن المظاهرات وعن المتظاهرين والمندسين وإستراتيجية ضرب الدولة بأدوات الفوضتين

 

اشرت في قراءات تحليلية سابقة على أهمية دور المجهود الفكري الاستراتيجي لتحديد وحصر وتفكيك المفاهيم لجهة ان المفاهيم تعتبر مقدمة أساسية منطقية للتعاطي مع الأشياء بصورة ايجابية وقد فطن عباقرة الفكر التشريعي والسياسات التشريعية الى هذه النقطة نقطة تفكيك المفاهيم فأنشئوا بابا كاملة في البنية التشريعية للموضوع المعين عرف بباب التعريفات حتى لا يقتضي السياق معنى غير المعني المطلوب في التشريعي او أي معاملات أخرى تتعلق بالتعاقدات والعقود. في مختلف المجالات الحياتية والحيوية والحيوات عموما وفي ظل المشهد السياسي الدراماتيكي الذي تشهده البلاد والذي تشكل في صور أزمة رئيسية وأزمات أخرى متفرعة ظهرت كمية من المفاهيم الفكرية والسياسية التي تحتاج لعمليات تفكيك واسعة تعين المواطن الكريم باعتباره أصبح مركز للاستقطاب والاستقطاب المضاد
مسمار جحا
 {أن المواطن ينبغي ان يتم التعامل معه من زاوية انه صاحب الحق وصاحب الولاية وله من البصيرة والمباصرة والبصر ما يفوق حصاد عيون زرقاء اليمامة في التفريق بين دور الحكومة ونظام الحكم التوافقي في الحفاظ على الاستقرار النسبي الذي تعيشه البلاد والتدابير الخاصة بإيجاد خيارات حلول موضوعية منطقية للخروج عن الأزمة وأزماتها الفرعية ودور المعارضة والمعارضات في تقديم البديل عن طريق تسقط بس ومن ثم انفضاض السامر او دق مسمار جحا بالدخول المباشر في أتون الفوضتين الخلاقة والفوضى المختلفة أو تسقط بس مقرونة بالبدائل المقنعة للمواطن الذي يحاول جاهدا لإخفاء رؤية المواطن والشارع الحقيقية وفي إطار مفهوم مد تثبت بس وجزر تسقط بس لابد من تفكيك الأدوات المفاهيمية المستخدمة في العملية والعمليات الديوانية والميدانية التي ترسم لوحة المشهد والحراك فأولى هذه الأدوات أداة التظاهر والمظاهرات فالمظاهرات وسيلة سياسية لتحقيق أهداف سياسية وهي حق دستوري قانوني معلوم ولكن اكبر عقبة كؤود تقابل هذا الحق الدستوري قربه الشديد لدرجة التداخل مع خط الفوضى والاضطرابات وضرب الطمأنينة والسلامة العامة وقد يلاحظ هذا بوضوح هناك من يهتف ويردد هتافات سلمية سلمية بكل مبدئية وأخلاق يرفع شعار سلمية سلمية ويمارس تحته الفوضى والعنف بصورة فعلية عنف لفظي ومادي ومعنوي
المصنوع والمصطنع
{ والحكومة وأجهزة الدولة مناط بها دستوريا وقانونيا بصون حق التظاهر السلمي ولكن تتهم بعض أجهزتها بممارسة العنف المادي المغرض او دفع المتظاهرين بتصرفات معينة للخروج بالمظاهرة من سلمية الى غير سلمية وهذه الاتهامات المتبادلة تفضي بصورة مباشرة الى تفكيك مفهوم المتظاهرين المندسين والمتظاهرون المندسون موجودون في هذه البيئة السياسية التي تمور بالأحداث المتلاحقة الحقيقي منها والمصنوع والمصطنع ومن أنواع المندسين مندسون يسعون الى إحراج الحكومة أمام المواطن والرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وهذا النوع من المندسين يلعب لعبات فردية رشيقة على ثلاثة حبال حبل المواطن بالتعبئة السلبية والشحن العدائي الزائد وحبل الحكومة بالتركيز على صناعة الإشاعات بالغة الخطورة وبعض الممارسات والاعتداءات النوعية التي تعمق جراح المواطن وتورط الحكومة بوصفها تملك القوة المادية وبالتالي صناعة الاتهامات ضدها غير مكلفة وفي هذا الإطار أشارت الأجهزة الأمنية بوجود خلايا ومندسين يتبعون لحركة عبد الواحد محمد نور وقد تم ضبطهم بالفعل جاري التحقيق معهم وهنا المتهم بريء حتى تثبت إدانته ولكن بالمقابل هتفت معارضة تسقط بس بان الكل دارفور في إشارة الى براءة المتهمين ولكن مثل هذه الأشياء والاتهامات لا تثبت بالاتهامات ولا بهتافات النفي إنما بالتحري والتحقيق الذي يفضي الى إطلاق الصراع بعدم استيفاء الأدلة قانونا او لاستيفائها وبالتالي التقديم الى حين العدالة والقانون
المظاهرات ثلاثة انواع
{وقد اشرنا في موضوع تفكيك مفاهيم المظاهرات هذه ولمصلحة المواطن الكريم بان المظاهرات ثلاثة أنواع مظاهرات سلمية عفوية وهذه اقرب الى المواطن الطبيعي والذي شعر بان شيء ما غير طبيعي انتاب حياته الطبيعية مثل أزمات القوت والنقود والمحروقات والرعاية الاجتماعية المقتدرة وهذا النوع من المظاهرات قد أوصل رسالته للحكومة من قولة (تيت) بدليل التفاعل الرسمي الكبير الذي بذلته ولازال تبذله الحكومة للإجابة على استحقاقاته المشروعة والتي اعترفت بها الحكومة وعلى رؤوس الإشهاد والمظاهرات الثانية هي مظاهرات يستغلها المندسون ومن سماتها الأساسية الإبقاء على الأوضاع متوترة بمعدلات متسارعة تغلب الآلام على الآمال واليأس والقنوط على التفاعل والتفاؤل الاستخدام الواسع لمحركات الفتنة والإشاعات لضرب الثقة لإحداث حالة اللا توازن الفكري والسياسي والاجتماعي والنفسي والمشهدي وهذا إجراء وتدبير كفيل بضرب ثلاثة أهداف بمقذوف واحد الحكومة والنظام والدولة وقد حذرنا مرارا وتكرارا الى عدم اخذ الدولة والوطن بجريرة الحكومة ولنظام الحكم القائم فالدولة هي رأس المال المتوارث ابا عن جد والحكومة والأنظمة مناط بها تعظيم رأس المال والمظاهرات الثالثة السلمية الجادة .
التنجيم السياسي
{ان فشل الحكومة ونظام الحكم في إيجاد أرباح او تعظيم رأس المال هذا ليس مدعاة أخلاقية لضرب الدولة وعلى المعارضة ان تدرك جيدا ان مجرد المطالبة بإسقاط النظام من باب التشفي والمكايدة والمزايدة او للقصور هذا لا يجعل المواطن الحصيف يغض الطرف من عدم طرح سؤال أساسي للمعارضة البديل قبل التغيير فمثل هذه الأشياء ومن واقع التجارب التراكمية والنظيرة لا تقبل عمليات التنجيم السياسي والرجم بغيبيات البدائل نختم قراءتنا هذه بان القضية الوطنية قضية سياسية تاريخية بالدرجة الأولى لا تحل إلا بتدابير سياسية دستورية موضوعية هادئة أساسها مبدأ وطن يسع الجميع وبهم وبكل جرأة وشفافية وأكثر ما يعقد القضية لدرجة زوال الوطن والكتابة على أنقاضه كان هنا وطن هي عمليات الإقصاء الهمجي والممنهج من طرفي الحكومة والمعارضة تحت مبرر تثبت وتعقد بس وبراعة تسقط بس مع أحر التعازي لذوي الشهداء والجرحى والضحايا الله نسأله ان يتقبل الشهداء ويشفي الجرحى ويعين الضحايا ونسأله ان يعين الشعب والحكومة والمعارضة لبحث خيارات حلول من منتوج سعة العقول ورحابة الصدور وصفاء الضمائر.  

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق