الاربعاء, 30 يناير 2019 02:28 مساءً 0 252 0
قراءة تحليلية
قراءة تحليلية

ذكرت في قراءات سابقة على نافذة رؤانا المتجددة بهذه الصحيفة الغراء ذكرت بان العقل هو وديعة ربانية خلقها الحق تعالى بالذات البشرية ثم جعلها قيمة لتصريف شؤون الحياة وفرص الاستثمار الاخلاقي فيها. والفكر أداة وآلية للتنقيب والاستخلاص في حقول الحيوات الثلاث الحياة الأولى والمتوسطة والحياة الاخرى والتفكير هو الحالة التشغيلية والمفاكرة هي العملية التفاعلية للاثراء الفكري المفضي الى تعظيم قدر العقول والانسانية ومقادير حقولها في كافة المجالات وذلك من خلال قوائم الاستنتاج والانتاج والانتاجية فمن هنا تأتي اهمية دور العقول والفكر والتفكير والمفاكرة وخطورة تجاهل هذه البيئة بيئة الاستنارة والاضاءات والتنوير والوعي المعرفي والتي تتشكل في الحقيقة على بعدين بعد علم الشهادة وما أوتيتم منه الا قليلا وبعد علم اللدن اللهم اجعل لنا من لدنك علما وهو علام الغيوب وفي سورة إقرأ عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ليست بقاريء قرأ له جبريل عليه السلام اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق إقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ، وفي اطار المجهود الفكري لتفكيك عناصر الازمة الوطنية وتحويل مهدداتها المحيطة والكامنة الى مضامين ايجابية تصب في بيئة السلام والوئام السياسي والاجتماعي والاستقراء الكلي تناولنا بالأمس المرتكزات السياسية والتنظيمية ورؤى واطروحات قوى المعارضة الرافعة لشعار تسقط بس والتي تبلورت في صيغة ميثاق الحرية والتغيير والجهات الموقعة والمسؤولة حيث قلنا ان متظاهري شعار تسقط بس قد أوصلوا رسالتهم البليغة للجهات المختصة ولمن يهمه الأمر وبالتالي الكفاح السياسي يجب أن ينتقل تلقائيا الى مرحلة تالية تختلف شكلا ومضمونا عن مرحلة اشهار ورفع المظالم والقضايا والتي شهدت مواجهات دامعة ودامية نأمل عدم تكرارها لصالح الوطن والمواطن خاصة ان أمرها كان يدور في محطتي الحكومة والنظام وهؤلاء بشهادتهم قالوا ان الرسالة قد وصلت في انتظار الرد عليها فشعار تسقط بس من واقع هذه التدابير اذا الناس تتعاطى السياسة صح ومن امها كما يقولون هذا الشعار ومشروعه ينبغي ان يتحول الى موقف تفاوضي وحواري وهو بكل صراحة وشفافية يعتبر واحد من خيارات الحلول طرف المعارضة ولن يكون حلا أحاديا ولكنه قطع شك في هذه المرة المعارضة جات للحكومة والنظام الحاكم من الاخر (تسقط بس) وهو بالمقابل ومن واقع المدافعة المشهودة والتي شهدتها الايام ماضية لن يستطيع وصف خطوة المعارضة تلك وبلغة شباب اليوم يصفها بان المعارضة هذه المرة لم تأتِ من الاخر ولكنها كبرتها وجابتها كبيرة. ختمنا قراءة الأمس حول المرتكزات السياسية والفكرية لقوى شعار تسقط بس بان الفرصة الان مواتية للانتقال الى مراحل اكثر سلمية ولكنها اعمق سياسيا وفكريا وهي مرحلة توحيد وتقوية الصفوف وتنسيق جدول الاعمال الخاص بمشروع الحلول المتكاملة الحل الشعبي الابداعي للازمة (حلول بس) فاسقاط الشيء ليس في كل الاحوال يتم باعمال العنف والقوى المادية فالشديد ليس شديد الصرعة وانما الذي يمتلك نفسه عند الغضب حيث عرف بان الغضب والحماقات والانفعالات اكثر كلفة في عمليات الازاحة والاسقاط والتسقيط بمقاومة مضادة وبدونها وعن شعار تقعد بس الذي تتمسك به القوى السياسية الداعمة للحكومة وللنظام الحاكم سبق ان قلنا رأينا صراحة حوله موضحين ان شعار تقعد بس لا يقابل فكريا وسياسيا شعار تسقط بس والذي يقابل شعار تثبت بس والفرق بين تثبت بس وتقعد بس الأول موضوعي والثاني تموضعي وفي الذكر الحكيم اشارة بليغة للقاعدين والمقعدين ومن التحديات السياسية لشعار تقعد بس المعادة والمكابرة كما تسقط بس الحماقة والانفعال وفجور الخصومة فكيف تقعد بس والبلد والمواطن يعيش هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية والسياسية محكمة الدوائر التي حدثت وتحدث في ظل مسؤوليتك الفردية والتضامنية مع اخرين كيف تقعد بس وخيارات الحلول العادية والابداعية تجاه هذه القضايا تبدو عصية والذين يتحدثون عن فرص الحلول عبر الحوار والتفاوض هذه كلمة حق ولكن بكل أسف اثبتت التجارب العملية بأنها كلمة حق أريد بها باطلا في اكثر من موقف ومناسبة ويكفي ان الممارسات التي صاحبت وثبة الرئيس التاريخية 2014م وفعاليات الحوار الوطني بشقيه السياسي والمجتمعي قسمت الحوار مفهوميا الى عدد من الحوارات فهناك الحوار من أجل الحوار. وحوار الحوار. والحوار الوطني حول المصالح والحوار الوطني حول الحقيقة اولا ثم المصالحة فأي كلام عن آلية الحوار على الطريقة القديمة يعد مضيعة للوقت وتعريض الوطن والمواطن ومقدراتهم للخطر الشديد خطر فتنة الصراع حول مقاليد الامور بالبلاد وفي ذات السياق دعا القيادي الذي وصف بالبارز في صحيفة الاخبار الثلاثاء 22 يناير القيادي بالمؤتمر الوطني رئيس القطاع السياسي السابق للحزب الحاكم بولاية الخرطوم عبد السخي عباس دعا لادارة حوار وطني صادق بين الحكومة والمعارضة يؤسس لوضع سياسي جديد يجنب البلاد مخاطر الانزلاق نحو المجهول مضيفا بان يكون الحوار بعيدا عن التكتيكات والاجندات الحزبية الضيقة كلام السيد عبد السخي كلام جيد وممتاز ولكنه أقرب الى حكاية الجز بعد الضبح فقديما توجهنا بهذه النصيحة والحقيقة للحزب الحاكم وشركاؤه الوحيدين ولكن في ظل سيادة روح الاقصاء والتصنيف الفاجر لا حياة لمن تنادى وحتى كلام السيد عبد السخي لا نضمن ان اقصائيي الحزب وأوصياؤه لن يقبلوا بذلك ولو مجرد رؤى وافكار تطرح فيقولون هذا كلام ينبغي ان يكون داخل المؤسسات ويا سلام على المؤسسات التي تتجاهل نصيحة الفريق أول مهندس صلاح عبد الله قوش مدير جهاز الامن الوطني والمخابرات نصيحته الغالية التي تقدم بها في أول خطاب له بعد تكليفه بالموقع مجددا حيث قال أن الامر برمته يتطلب التفكير خارج الصندوق ولك ان تفسر احكام السياق بالطريقة التي تروق لك في اتجاه الحل الابداعي ومن رأينا ولطالما الحبل حبل القضية الان مشدود بين قوى تسقط بس وتقعد بس فان تفكيرنا خارج الصندوق جاء بخيار ثالث حكمته البالغة لصالح الوطن والمواطن والاستقرار حكمته لا تجاهر باسقاطك واقعا وخصومة ولاتخافت وتزايد وتعانت بقعودك انانية فتتخذ بين ذلك سبيلا (حلول بس) فالقوى السياسية لشعار تقعد بس مطالبة قبل الاستجابة او عدم الاستجابة لرؤى تسقط بس مطالبة بتقديم تصور متكامل حول الحلول الابداعية للازمة بواسطة الآلية التنسيقة العليا للحوار (حلول بس).

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة