السبت, 02 فبراير 2019 03:52 مساءً 0 273 0
نقاط عبور
نقاط عبور

صديق الحلو

 

زامر  الحي

زامر  الحي مجموعة  قصص قصيرة ل أحمد اسماعيل  زين في 64 صفحة. الطبعة  الثانية. لوحة  الغلاف /حسام ابي شامي. 22 قصة قصيرة. زامر الحي  الذي  لايطرب :
الضيف  جعلني اكتشف أن لأبي مزمارا يجيد  العزف  عليه متي  شاء ولكن سكان  الحي كانوا يفضلون الاستماع الي عزف  غيره ولم يقوموا  يوما بدعوته ليشارك في مناسباتهم. في زامر الحي ل أحمد اسماعيل زين نجد اللغة ناصعة. تتماذج  فيها الصور .لغة عميقة تلامس الوجدان وصور تحس  بها. .تعيشها. والفكرة  واضحة  والمعني  قريب منك في مشاهد يكون  المتلقي  في لبها. في قصته  صور  متكررة:
قام الفراغ العاطفي يتضاءل شيئا  فشيئا في داخلي. المضامين  تعكس  لنا حميمية احمد  إسماعيل  زين  وأنه  في قلب  المجتمع. بجماليات يخلقها  الراوي السارد العليم. قصص  تعكس  لنا ملامح المجتمع  السعودي .تنبض  بالحياة مليئة  بالدهشة. في قصته  محضر  تحقيق :
سبب  وجودي هنا أنني  ابحث منذ زمن عن  احد  يسمعني. ...في التكثيف وتوليد  الأفكار تكمن  براعة  أحمد اسماعيل في تصويره الدقيق  وعينه  اللاقطة. في قصته  حيرة:عجزت أن أقرأ أي شيء  في ملامحه.  وفي قصته  وهم :لماذا اعشق أحلام واطلب أشياء لن تتحقق. الي متي  سأظل إطارد وهما  لا أستطيع الوصول  إليه. مسكون  هو  بالإنسان. أحلامه  وآماله وطموحاته. متصالحا مع نفسه  ومع مجتمعه. يعكس في مراياه زامر الحي  ورؤاه  للحياة  المعيشة. في قصته  أسئلة  المطر :تري  أين  صاحبه الطيب.
الأسئلة  لابد  أن تلد  إجابات. وفي قصته  الكابوس :تعلم  الدرس  والقفز علي  أكتاف الزملاء  من  أجل  الحفاظ علي بقاء  حلمه حقيقة  وصار حلمه كابوسا يؤرقه بالليل  ويشغله  بالنهار. استوعب  أحمد  اسماعيل تكنيكات  القصة  الحديثة وكتب بدراية مع قدرة كبيرة علي  السرد في أسلوب واقعي جمالي باهر  خالي  من  التعقيد. قصص  متنوعة في علاقات متشابكة يربط  بينها  خيط  رفيع. في قصته  الموقوف: دائما  تكمن  الصعوبات اول  مرة  لكن  الأصعب منها الطريقة التي  ستتبعها في مواجهتها.ضياع  الوثيقة  الشخصية.ضياع  للذات  والهوية. الزمان  والمكان  والوحدة  المتعددة. دون  غموض يكتب  أحمد  قصص  توثق  للحياة  في جازان بذاكرة منتبهه دون  الهاء أو تشتت.
الغريبان :قصة  تلامس  شغاف  القلب. هو  والعصفور  وغربة  مشتركة. فقدان  الدفء  .العش  والحنان. زامر  الحي قصص  قريبة  من القلب. العصافير. والمطر  والحب. والحنين  والدفء. تمتلكك فلاتحس بالعالم من حولك. في قصته  المستجير :
توجهت الي مدرسة  اوي اليها  العديد من العجزة  والنساء  والرضع. لنحتمي معهم. في داخلها وما أن دخلناها حتي سمعنا انفجارات قوية للحظات ينهال فوقنا وبعدها لم أعد  اسمع شيئا... رغم الصور  القاتمه في عالمنا  العربي هذه الأيام إلا أن زامر  الحي قصص  لها  خصوصيتها  وتحس ببصمة المبدع القاص  أحمد  زين  واضحة  في سرده  للواقع المجتمعي  في غزة بافراحه  واحزانه. رساله  الي خوف  امي:
فيها  رمزية  ودلالات  عميقة. أما  أن  البحر لايثبت علي حال. اسماكه متعددة الألوان وكلابه  أشد  ضراوة  من ذئاب الوادي المتربصة. في قصته  مرزوق: متي  تعد  الي النخلة  الحياة  برجوعك. .عادت  ألواح قاربك  ولكن لم تعد  يامرزوق. الغائب  الذي لن يعود يفطر  القلب  ويفتت  الأكباد. في قصته  صفعة  أعجبتني  جدا. خرجت  معه  لشراء غرفة  النوم. لكنها  رجعت  وإصابعه مرسومة  علي خدها. في قصته  جنون : يحلق  بنا  أحمد  اسماعيل  عاليا. اقتربت  من ابنتي  وزوجتي. لا أشعر  إلا والحارس يقبض بيده الاخري علي  ملابسي  ويدفعني  خارج  الحديقة.
النهايات  دائما  مفتوحة. مبتعدا  عن الرمزية الغارقة  في تعقيداتها  ينقلنا  القاص نقله  مما جعله يواجه  الصراعات  والتازمات  وجها  لوجه دون  مواربة. معبرا  بصدق  وتلقائية  وشفافية. وهي  من ميزات المبدع الحقيقي  المتمكن  من أدواته.

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق