البداية الصحيحة
رمادى : خبران مهمان صدرا امس تأتى فى الاتجاه الصحيح .الاول هو القرار الخاص بإطلاق سراح جميع المعتقلين من الشباب المتظاهرين ، تضاربت الارقام بين 136 و 186. المهم ان عددا كبيرا من المتظاهرين قد تم اطلاق سراحهم . بقية الخبر هو الاهم ذلك الحوار الذى جرى بين الشباب والفريق صلاح قوش مدير عام جهاز الامن والمخابرات ، والذى استمع فيه لمشاكلهم ومطالبهم واتفق معهم على مواصلة الحوار، وتكوين الية تمثلهم للاستمرار فى هذا الحوار. قد يعترض البعض على ان الحوار قد جرى داخل المعتقل ، نعم لكنها فرصة للاستماع اليهم وهم فى مكان واحد قبل ان يتفرقوا الى احيائهم . البداية الصحيحة لتواصل الاجيال واستماع ممثلى الحكومة لهؤلاء الشباب وقضاياهم ، ستعمل على تضييق الهوة العميقة بين الاجيال من جهة والشباب والحكومة من جهة اخرى اعترافا بوجودهم ،وان تكون محاولة جادة لحلحلة قضاياهم العميقة . هذه الاحتجاجات لم تبرز فقط المطالب الحياتية و السياسية ، وانما كشفت المشكلة الاجتماعية الكبيرة وهى ان هناك جيل يتحدث لغة اخرى ، معزول يشعر بالغبن يبحث عن التغيير الكامل لحياته وليحقق طموحاته المشروعة . ارجو ان لا ينتهى الحوار بمبادرة جهاز الامن فقط . هذه مسؤولية كل الاجهزة الاجتماعية والسياسية والجامعات ومنظمات المجتمع المدنى . ارجو ان لا نختزل هذه القضية فى التظاهر وانحساره ،او محاولات القوى السياسية لتنفيذ اجندتها قفزا فوق حراك الشباب ، فهى مسؤولة كما الحكومة لمعالجة قضايا الشباب لانها قضايا مستقبلهم وبالتالى قضايا مستقبل الوطن .
الخبر الثانى كان من النيابة العامة الخاص بإعلان استمرار التحقيقات فى الحوادث الى جرت واستشهد جرائها عدد من الشباب ، التأكيد على استمرار التحقيقات وشفافيتها ضرورى وحق دستورى يجب الحفاظ عليه . وكذلك القرارات الاخرى بمنع دخول القوات الامنية للأحياء ومطاردة المتظاهرين داخل الاحياء ومنع اقتحام المنازل . وليتم تنفيذ هذا الامر بطريقة صحيحة ومراقبة هو تفريغ 50 وكيل نيابة لمرافقة القوات الامنية اثناء فض المظاهرات . وكان مدير جهاز الامن والمخابرات قد اعلن من قبل انه وجه قواته بعدم مطاردة المتظاهرين فى الاحياء . ولأنه حق دستورى الالتزام به ضرورى وتنفيذ القانون بوجود وكيل نيابة يشهد على الاجراءات وتنفيذها هو اجراء فى الاتجاه الصحيح على هذه المؤسسات العدلية ان تكسب ثقة المواطن .