الثلاثاء, 05 فبراير 2019 04:20 مساءً 0 227 0
كلام أهل البيوت
كلام أهل البيوت

 ثماني سنوات مملة

تدور هذه الأيام أحاديث كثيرة عن مجانية التعليم في السودان رغم أن أعداداً كبيرة من تلاميذ مرحلة الأساس وطلاب المرحلة الثانوية يذهبون للمدارس الخاصة، وكذلك تستوعب الجامعات والكليات الخاصة أعداداً كبيرة منهم، وصار التعليم سلعة معروضة في السوق يعلن عنها فيتهافت عليها الزبائن رغم أن الأسعار تفوق التصور، ومدارس الحكومة لا تخلو من رسوم هنا وهناك ودعم للمجالس التربوية فيها للصيانة وتجديد الأثاث بعد أن ذهبت المخازن والمهمات التي كانت تقوم بصناعة الأثاث لكل المدارس ومكاتب الحكومة وترسلها لها في كل أنحاء السودان عبر خطوط السكة الحديد التي كانت تغطي أغلب البلاد، إضافة لمواصلة الشحن عبر النقل النهري من كريمة شمالاً ومن كوستي إلى جوبا وقت كان السودان حدوده الجنوبية نمولي.
في زماننا كان التعليم تكافلياً مع مجانية تامة للتعليم في المرحلة الأولية وبمصاريف سنوية في المدارس الوسطى والثانوية وحتى الجامعات كانت تدفع فيها مصاريف تحدد حسب دخل ولي الأمر لها سقف أعلى، فبينما يقبل طالب مجاناً لظروف أسرته تفرض على أخر المصاريف الكاملة وحينها كان يدفع القادرون ليتمكن غيرهم من الفقراء من تعليم أبنائهم، وحتى ما كان يعرف بالمدارس الأهلية كانت تتدرج في المصاريف التي يدفعها الطلاب وتجد رعاية مباشرة من وزارة التربية والتعليم وتقوم بمراجعتها.
في المرحلة الجامعية بينما يدفع البعض المصروفات الكاملة تقدم إعانة لبعض الطلاب الفقراء.الغريب أن أبناء المزارعين كانوا هم من يدفعون رسوم الدراسة العالية خاصة أبناء مزارعي الجزيرة لأنهم كانوا أغنياء وكرماء لأنهم يزرعون القطن ويصدرونه.
لذلك يمكن أن نعيد ذلك المشروع التكافلي بين أهل السودان، ولنعيده نحتاج لإعادة كثير من المشروعات التي أضاعتها القرارات غير المدروسة بعناية أولها ثم أولها مشروع الجزيرة العملاق وإن لم يكن لتصدير القطن فلغيره من المحصولات خاصة الغذائية القمح والذرة والحبوب الزيتية وتطويرها وزيادة قيمة مضافة لها من خلال مراحل أولى لصناعتها وبعد ذلك السكة الحديد التي لا بديل لها إلا السكة الحديد والنقل النهري والمخازن والمهمات والنقل الميكانيكي وخاتمة المسك الخطوط الجوية السودانية.
لو أعدنا النظر في السلم التعليمي وعدنا للمراحل الثلاث الأولية والوسطى والثانوي وتركانا هذه المرحلة الطويلة المملة ثماني سنوات في مكان واحد دون أن يحس بأي تغيير إضافة لتفاوت في الأعمار يؤثر على العلاقات والسلوك بين هؤلاء فألعابهم تختلف وهوياتهم تتطور ورغباتهم بينها ثماني سنوات.
أخيراً المناهج لابد من أن نعيد فيها النظر مثل الإنسان والكون، ملبسنا سلامتنا، نحن والعالم المعاصر، دعونا نعود إلى التأريخ والجغرافيا والطبيعة في مرحلة الأساس والعلوم بأقسامها في الثانوي أحياء فيزياء كيمياء، ولابد أن يكون ذلك بتطور منطقي.
ومناهج اليوم حقيقة مملة فأحفادنا يشكون مما فيها من سذاجة وعدم مواكبة ما يتلقاه الطالب من معلومات عبر وسائط تعجز الأسر عن السيطرة عليها، ولابد أن يصحب ذلك تدريب للمعلمين لتدريس هذه المناهج والضعف في المستوى الأكاديمي للتلاميذ والطلاب لا يحتاج لتسليط الضوء وتحديد أهداف خاصة وعامة تجعل المنهج ملزماً، وأهم من كل ذلك تحديد ساعات للدراسة لا تتأثر بالمناسبات أو المظاهرات مثل الذي حدث في هذا العام، وأكرر أن أي معلم يقول إنه استطاع إكمال المقرر فليراجع نفسه، ليراجع المقرر ومناسبته للعام الدراسي. نكتب بس           

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق