الخميس, 07 فبراير 2019 02:07 مساءً 0 422 0
موارد البلاد و العباد بين الاستثمار العادل و الاستغلال  الجائر (٦-٧)
موارد البلاد و العباد بين الاستثمار العادل و الاستغلال  الجائر (٦-٧)

السياسات الاجتماعية

 

السياسات الاجتماعية لُب السياسات الاقتصادية لأية دولة او نظام  .اي نظام للحكم يضع  هذا فى مقدمة اهتماماته سواء كان هذا النظام مهتديا بالنظام الإسلامى او الرأسمالى بظلاله او أنماطه المختلفة او بالنظام الاشتراكى الماركسي وبمدارسه المتعددة. والسياسات الاجتماعية هي التى تعنى بحياة الناس جميعا من قبل ولادته و من بعدها فى الرضاعة و الفطام و الطفولة و الشباب و الكهولة و الشيخوخة و حتى الممات.و لكل مرحلة مطلوبات و نتائج مطلوب تحقيقها و الوصول اليها.و لدولة تنشأ على عقد اجتماع و سياسة و تساوى بين مكوناتها  المختلفة.و الحكومة تخدم الاهداف المتفق عليها لتحقيق رفاهية مواطنيها و تهيئتهم بالأدوات و المهارات و المعارف التى تمكنهم من التنافسية فى المستقبل.
و قد لخص سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه  مطلوبات ذلك حين ما واليا على الدولة لمواطنيها المسلمين و غيرهم حين قال مستهديا بالقران «انا وٌلينا على الناس لثلاث..لنسد جوعتهم و نوفر حرفتهم و نجاهد عدوهم» و قد وضع نظاما شاملا السياسات الاجتماعية اللازمة حينها حين فرض من بيت المال ليس لكل الاطفال الرٌضع بل لكل مولود فى الاسلام اي فى دار الاسلام مسلما و غير ذلك.و قد نظر المستشار البروسى حينها بسمارك   لهذه الامثلة و وضع اسس لنظام الضمان الاجتماعي فى المانيا و اوروبا عموما.و يصنف النظام فى المانيا انه الليبرالية الاجتماعية حيث يدفع القادر المساهمات من خلال الضرائب التصاعدية المباشرة على دخول الانفراد و ارباح الاعمال وتبلغ اكثر من اربعين بالمائة.و مقابل ذلك تضمن الدولة التعليم و التدريب و الرعاية و الحماية و المشاركة.  و قد وجد عجوزا يهوديا يشحذ فسأله لماذا لان ليس له عائل و كان يدفع ماهو مقرر عليه فى شبابه حين كان متكسبا.فقال قولته المشهورة كيف نأكل شبابه و نضيع شيبته.فقال لوزير المالية و المسؤول عن الضمان الاجتماعي  انظر هذا و امثاله و افرض من بيت المال ما يكفيهم ذلك حين كانت ولاية بيت المال..المالية قائمة و تامة على كل الايرادات العامة فى الدولة.
اما فى سد الجوعة و توفير الحرفة بالتمويل و التدريب فيكفى ما فعله رسول صلى عليه و سلم بالذى جاء يسال فرأى فيه قوة و جلدا على العمل و الانتاج.فأعطاه درهمين و قال له ضع هذا فى اهلك اي سد حاجتهم و اشترى بالدرهم الاخر فأسا و حبلا و اذهب الى الغابة فى الجبل  و احتطب.و بعد ذلك يأخذ انتاجه الى السوق فيغنيه فيستغنى عن الدولة و يسهم فى تحقيق سياساتها الاجتماعية.فأعطاه التمويل و دله  على العمل و الانتاج الذى يناسبه ودله على السوق ليصرف انتاجه.و قد وجه رئيس او رئيس الوزراء مؤخرا بإعطاء تدريب و تمويل الشباب اهمية قصوى.و لابد كذلك من توفير الرعاية الصحية و الامن الاجتماعي للكافة من خلال الوزارات المعنية و المؤسسات و الصناديق.و لكن هل السياسة الاجتماعية هي جزء اصيل من السياسة الاقتصادية ام ملحق يأتى على استحياء او يتخذ زخما حين يستجد حادث و حديث.
و ننظر فى الحلقة القادمة ان شاء اداء تلك المؤسسات و مطلوباتها و دور كل واحد منها و من اين يتم التمويل و كيفية احسان و تطوير ادارة تلك المؤسسات و الموارد.
و نواصل ان شاء الله.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق