الاربعاء, 13 فبراير 2019 04:26 مساءً 0 516 0
المهندس إسحاق آدم بشير جماع رئيس حزب الأمة الفيدرالي لـ(أخبار اليوم):
المهندس إسحاق آدم بشير جماع رئيس حزب الأمة الفيدرالي لـ(أخبار اليوم):

حوار التجاني السيد

أبقى حزب الأمة الفيدرالي بعد خروج رئيسه السابق وتكليف رئيسه الجديد الباب مفتوحاً لحراك أوسع في الساحة، وقلل من قرار نهار بفض الشراكة واعتبره حديثاً رفضته كل أجهزة الحزب بما فيها الولايات بحسبان أن هذا الأمر سبق أن حسمه المؤتمر العام في 2015م.
وقال المهندس إسحاق آدم بشير جماع رئيس الحزب المكلف في حديث لـ(أخبار اليوم) إنهم ماضون في الشراكة التزاماً بقرارات المؤتمر العام، واعتبر قرار نهار تعبيراً عن موقف خاص به ولا يمثل رأي القواعد.

{  الأستاذ إسحاق الانفجار الذي حدث داخل حزبكم بإعلان رئيس الحزب السابق نهار هل يمكن اعتباره انشقاقاً؟
أولاً شكراً لكم، وما أحب تأكيده أن أي خطوة تتم الآن وفق قواعد ولوائح ونظام الحزب الأساسي بما في ذلك قرار الاستمرار في الحكومة القائمة، ووفقاً لنظام الحزب ومخرجات وقرارات مؤتمر الحزب العام في 2015م تمضي وتتواصل هذه المشاركة.
وما أوصى به وأقره المؤتمر العام لا يمكن أن يلغيه بيان غير مجمع عليه صادر من بعض القيادات بالمكتب القيادي.
حقيقة ما حدث أن الأخ د. نهار سعى بشكل عاجل لدعوة عدد من قيادات المكتب القيادي، وكانت الأجندة المدرجة في العلن نقاش الراهن السياسي وموضوعات أخرى، وبدأ التداول والنقاش في البند الأول إلا أنه قبل حسم النقاش وبلورة قرار محدد في هذا الاتجاه أخرج الأخ نهار بياناً من جيبه وقام بقراءته على الحاضرين، وكانت فحواه إعلان فض الشراكة مع الحكومة والخروج منها، وبالطبع القرار بهذه الصورة يقع في خطأ إجرائي مخالف للقواعد واللوائح المتبعة ولنظام الحزب خاصة أن مثل هذا القرار لا يمكن أن يتخذه المكتب القيادي لأنه قرار مؤتمر عام، فضلاً عن أنه جاء كقرار فوقي لم تستشر فيه كل أجهزة الحزب وقطاعاته في العاصمة أو الولايات وإن كانت هناك جهة كان يمكنها أن تناقش مثل هذا القرار تحت أي ضرورة فهي الهيئة الفيدرالية، وواضح أنها لم تجتمع ولم تستشر في ذلك، وقد وجد البيان عند تلاوته معارضة حتى من الحاضرين والمشاركين في الاجتماع، وأبدى بعضهم ملحوظات واضحة باعتباره ليس جزءاً من الأجندة ولم يتم عرضه لأخذ الرأي، وانفض الاجتماع دون قرار نهائي ليفاجأ به الجميع كمادة في أجهزة الإعلام، واتجه نهار وعدد من مجموعته لعقد مؤتمر صحفي لإعلان فض الشراكة بشكل واضح فيه ضجيج، ولم أكن موجوداً في الخرطوم وقد اتصل بي بعض الإخوة لإبلاغي بالخبر بوصفي مساعداً لرئيس الحزب لأنه لا يوجد نائب له، وعلمت من الإخوة عبدالحفيظ الصادق وعمر سليمان وزير السياحة وصديق عثمان أن رئيس الحزب أعلن هذا القرار وفي الحال قمنا باتخاذ قرار بعقد اجتماع للمكتب القيادي، كما شرعنا في الاتصال بمكاتب الحزب في الولايات لمعرفة رأيهم وتوصلنا لقناعة بأن أكثر من 95% من العضوية ضد هذا القرار وتقف معهم في ذلك أجهزة مؤسسات الحزب المنتخبة، وكان رأي الجميع أن القرار مستعجل ولم يخضع لأي مشاورات، وأكدوا استمرارهم في المشاركة خاصة في هذا الظرف العصيب والمصاعب والتحديات التي تواجهها حكومة الحوار الوطني وتمليه علينا الأخلاق بضرورة أن نحافظ على وحدة البلاد وتماسكها.
 ونرى أن الأحزاب السياسية من أكبر مهامها أنها وجدت للتضحية من أجل الوطن وليس التضحية بالوطن.
وعقدنا مؤتمراً صحفياً أكدنا فيه الاحتفاظ بقرار المشاركة وأكدنا لجماهير الحزب أننا باقون في الحكومة.
{  هل أنت الآن رئيس للحزب؟
صدر قرار من المكتب القيادي بمباركة وتأييد مكاتب الولايات بتكليفي رئيساً للحزب إلى حين عقد مؤتمر استثنائي لاختيار القيادة التي يراها مع تجميد كل صلاحيات رئيس الحزب السابق، وقد جاءنا التأييد والمباركة من كل فروع الحزب في 15 ولاية أكدت جميعها أنها مع البقاء في الحكومة والتمسك بالشراكة.
{  هل تأكدتم من أن كل قواعد الحزب معكم؟
أجرينا اتصالات ومتابعاتنا كما ينبغي، وتأكد لنا أن كل قواعد الحزب معنا وهياكله وأجهزته بالولايات دون أن تحدث أي تغييرات، وكل الأمور داخل الحزب تسير بصورة طبيعية دون خلخلة أو ارتباك، وأكدنا لكل أصدقائنا ورفقائنا أننا ملتزمون ببرنامجنا وبمخرجات الحوار الوطني ووثيقته في التداول السلمي للسلطة والإعداد من الآن لخوض الانتخابات القادمة في 2020م.
{  بماذا تفسر أسباب ودوافع خروج نهار منكم؟
إن كان هناك تفسير صحيح ومباشر يمكن الإفصاح عنه فهو خروجه من التشكيلة الوزارية التي كان يحرص عليها كما يبدو، وعليك أن تعلم أن الأخ نهار ظل وزيراً في الحكومات المختلفة منذ 2002م حتى 2018م وحضر وشارك كوزير في كل حكومات الوفاق الوطني المتعاقبة، وقد كانت ملحوظات البعض عليه أن يحرص أكثر من غيره على موضوع الاستوزار وعند تقليص عدد الوزراء من نصيب الحزب في الحكومة الأخيرة لوزير ووزير دولة طلب منه تقديم مرشحيه للمشاركة، وضع نفسه في أول القائمة للاختيار والترشيح، وبالتالي أبدت اللجان المعنية ملحوظات بضرورة أن يترجل هذه المرة عن المشاركة ويفسح المجال لآخرين لكنه أصر، وقد تم الاتصال بنا للتحدث معه ونصحته بأن يتجاوز هذه العقبة ويترجل ليفسح المجال لغيره وقمنا بالضغط عليه وأخيراً قبل بترشيح الأخ عمر سليمان للثقافة والآثار، لكن يبدو أنه لم يكن راضياً بهذا القرار وبدا ذلك في انتقاده باستمرار لأداء الحكومة ومهاجمة سياساتها، وعندما حدث الحراك الأخير والتظاهرات الأخيرة كان الأكثر إلحاحاً لإخراج الحزب من المشاركة وأخذ يتحدث باستمرار عن ظل الشراكة ومهاجمة سياسات الحكومة في دارفور وغيرها وعن الذين قتلوا في الأحداث، وكان تساؤلنا لماذا لم يثر هذه الأشياء إلا الآن وقد كان في طاقم الحكومة لأكثر من 16 عاماً وزيراً، وأوضحنا له أن هذا الحديث يمكن أن يفسر على أنه احتجاج لمفارقة الوزارة خاصة أننا الآن شركاء في الحكومة ونتقاسم المسؤولية معها في كل شيء، فما يحدث حالة إشكالات اقتصادية يمكن معالجتها ودورنا أن نعمل مع غيرنا للمعالجة وترتيب الأولويات.
{  هل خروج نهار يمكن أن يدفعكم لاختيار اسم جديد؟
نحن الحزب الرئيس بكامل أجهزته وهياكله ولوائحه وممثليه في الحكومة والأجهزة التشريعية وبالتالي ليس هناك سبب يدفعنا لتغيير الاسم، وهو حزب الأمة الفيدرالي وإذا أراد الاستمرار في الخروج وممارسة السياسة عليه أن يبحث عن اسم آخر، فنحن لنا مبررات شرعية ودستورية في أن نكون الحزب الأصل لأن نهار خرج بمفرده ولم تخرج معه أجهزة الحزب.
{  كم عدد القيادات التي خرجت معه؟
لم تخرج معه أي قيادات في هذه الأجهزة، وإن وجد مناصرة من بعض الإخوة في عضوية الحزب عامة ولم يستطع استقطاب أي قيادات من الولايات، فهو من أبناء دارفور وقد شهدت أحداثها السابقة مقتل أو فقدان ما يقارب الـ 600 ألف وكان وزيراً ولم يتحدث أو يتباكى عليهم يوماً، فكيف يتأثر الآن بمقتل 20 في المظاهرات والاحتجاجات، في دائرته ومسقط رأسه مات الآلاف ولم يتحدث عنهم حينما كان عضواً في مجلس الوزراء، فلماذا أصبح الحديث مهماً الآن.
{  ألا يؤثر خروجه في انسلاخ وزراء الحزب من الحكومة؟
كل العضوية المشاركة كوزراء في الحكومة وأعضاء في المجالس التشريعية والبرلمان متمسكون بالاستمرار، ولم يحدثنا واحد منهم بالاستقالة، ولدينا أعضاء في البرلمان 6 منهم مع الاستمرار واثنان هو أحدهما إلى جانب عضو تحدثوا عن الخروج علماً أنهم حتى الآن مستمرون ولم يتقدموا باستقالاتهم.
{  كيف تنظر لموضوع التعديلات؟
التعديلات الحالية تم إيداعها وإسنادها للجنة لدراستها على أن تقدم للمجلس في دورته القادمة، وعند عرضها سيتم النقاش حولها خاصة أنها تحوي موضوع تمديد فترة ترشيح رئيس الجمهورية وهنا سيتم نقاش مستفيض في مدارس مختلفة في السياسة بين من يقر بالتمديد ومن يرفضه كما هو معمول به في بعض الدول، على كل الأمر سيخضع للتداول ليقول الأعضاء رأيهم فيه عند عرضه على البرلمان في مراحل القراءة الثانية والثالثة.
{  ما هو تصوركم للانتخابات؟
نحن مستعدون لها لأن فلسفة الحزب الأساسية وبرامجه إقرار التبادل السلمي للسلطة مع ترشيد الممارسة، وقد كان من ضمن ما طرحناه الإبقاء على شرط العتبة وهي ألا يقل الحزب في كسبه للأصوات عن 6 آلاف صوت ليكون مؤهلاً للنظر في مستقبله ومؤهلاً للمشاركة في مؤسسات الحكم، لكن هذا الشرط تم إلغاؤه في قانون الانتخابات وتم الاتفاق على إزالتها وجعلها صفراً، وهذا ما زاد من كثرة الأحزاب والواجهات السياسية في البلاد.
نحن مع قوة الحزب وبرامجه ومع تطور وعي الناس والاستجابة لمطالبهم.
{  كيف تنظرون لتحالف 2020؟
لسنا جزءاً منه وننظر إليه على أنه مجرد تحالف لمجموعة محددة، وقد دخلنا وخضنا الانتخابات السابقة دون تحالفات لكننا مستقبلاً يمكن أن ننظر في أمر التحالفات رغم أن الوقت لازال مبكراً. فالتحالف يجب أن يأتي بعد الشروع العملي في الانتخابات وتحديد الدوائر وتنقية السجل الانتخابي. نعلم أنه ستكون هناك أكثر من خارطة للتحالفات، وقد كنا في البرلمان نرأس كتلة أحزاب المستقبل، والباب سيكون مفتوحاً أمامنا لنتخذ ما نراه مناسباً حينها.
{  كيف تنظرون لمسألة الاحتجاجات الحالية وما ولدته من حراك سياسي؟
الاحتجاجات نتجت في الأساس عن أزمة وضائقة معيشية معترف بها شملت الأسعار والسلع والنقود وأصبحت تحدياً رغم أن مثيلاتها موجودة في بلدان أخرى، وكان يمكن معالجتها لكن دخل إليها الآن العامل السياسي وكثرة التقاطعات وبروز شعارات تحمل أفكاراً وبرامج أحزاب معروفة في الساحة السياسية مما أدى للخلط بين المطالب المشروعة والأجندة السياسية بل أخذت في زيادة سقفها حد المطالبة بإسقاط النظام، وهنا تبرز من جديد تقاطعات لابد من حسمها لأن استمرار هذا الشعار يعني احتمال المواجهة، وهذا يتطلب التحوط له لمنع أي احتكاكات مسلحة وجعل الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه المعضلة خاصة في ظل حديث الإقصاء ويكون المواطن بعد ذلك هو الضحية لأن الأحزاب التي برزت لا تملك برامج بديلة لإحلالها، فضلاً عن مخاطر فقدان الأمن والاستقرار بفعل التباينات المعروفة.
ولهذا نرى أن الأفضل أن يتفق الجميع بأن يكون الفيصل هو الانتخابات.
{ كلمة أخيرة:
نحن نرى أن مرحلة الحوار الوطني قدمت الكثير وعلى رأسها إقرار التداول السلمي للسلطة في ظل ممارسة جديدة غير تقليدية تجاوزت الأساليب السابقة في تصدير القيادات والمرشحين وفتحت المجال للشعب للاختيار دون النظر لقدسية، فضلاً عن أن الحوار خلق مشتركات بين القوى السياسية يمكن الحفاظ عليها لأن قيمة الحوار تقديم حلول دون إفرازات سالبة لنصل لذات الأهداف بدل أن نصل إليها بعد نزوح وحروب وانتقام وإقصاء وثارات.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق