الاربعاء, 13 فبراير 2019 04:33 مساءً 0 214 0
السودان ... دور بارز في إحلال السلام بجواره القريب
السودان ... دور بارز في إحلال السلام بجواره القريب

تقرير : الرشيد أحمد
لا يغفل أحد للمكانة الجيو - إستراتيجية التي يشغلها السودان في محيطه المتداخل بين  قارتين اثنتين  يفصله عن أحدهما البحر الأحمر ، حيث يتداخل مع إفريقيا وأسيا ويشغل مساحة يجاور فيها الشرق الأوسط وجزء كبير يتداخل فيه العربي مع الإفريقي .
بكل هذه الأبعاد الجغرافية والسياسية والطبوغرافية والأمنية كان للسودان دور مشهود في كثير من النزاعات التي جرت في محيطه الإفريقي والعربي ، حيث توسط السودان بين الفرقاء الصوماليين قبل بضعة سنين وجمعهم في طاولة مفاوضات بالخرطوم ، كذلك الدور الذي قام به في بداية الأزمة السورية ، وقبلهما ما قام به المحجوب لجمع القادة العرب في الخرطوم وخروجه برأي موحد حول القضية الفلسطينية وقبلها توزعت بينهم دماؤها.
وعلى ذات المنحى ثمن المتحدثون في الندوة التي أقامها المركز القومي للإنتاج الإعلامي بمركز الشهيد الزبير بعنوان " الدور الإقليمي للسودان في قضايا الأمن والاستقرار بالمنطقة _ اتفاقيتي جنوب السودان وإفريقيا الوسطى نموذجا "  ثمنوا دور السودان في وساطته لإنهاء الصراع الذي دار في هاتين الدولتين لعدة سنين وانتهى بتوقيع اتفاقيات سلام بدأت مفاوضاتها بالخرطوم و تحدث في الندوة كل من  سفيري جنوب السودان وإفريقيا الوسطى بالخرطوم وعدد من المختصين في الشأن السياسي .

دور إقليمي
سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت قدم في بداية مداخلته فذلكة تأريخية لدور السودان في إستقرار محيطه حيث ذكر مشاركته بعد 1956م في إخماد الصراع الذي جرى في الكنغو في عهد الرئيس باترس لومببا مشاركاً بقوة عسكرية لحفظ السلام فيها ، وحدث بعد ذلك إغتيال لومببا وبين أن هذا أول دور للسودان في إقليمه .
وأضاف أن السودان شارك في كل قضايا الإقليم وذهب أبعد من ذلك في قوله ذاكراً مشاركته  في القضية الفلسطينية ، وأردف أنه لعب أدوراً كبيرة منها توقيع إتفاقية أديس أبابا عام 1972م في عهد الرئيس نميري وأيضاً إعلان سبتمبر الذي جعل الجنوب إقليماً قائماً بذاته ، وقال بعدها كثرت الحوارات مثل " كوكا دام " وتلاها  " أمبو " .
 وأوضح أن الإنقاذ بعد مجيئها إبتدرت حوار في إديس أبابا بقيادة عضو مجلس ثورتها محمد الأمين خليفة ، وكذلك وقعت إتفاق سلام مع لام أكول أجاوين  وبعدها جاءت أبوجا 1 أوبوجا2  وكذلك دخول الإيغاد في الخط وإتفاق الخرطوم للسلام الذي وقعته مع رياك مشار ، وإعلان المبادئ ومشاكوس إلى أن وقعت إتفاق السلام الشامل والذي أفضى بإنفصال الجنوب وذهابه لحاله.
سلام الخرطوم
وبين دوت أن دور السودان بعد إنفصال الجنوب تمثل في إتفاق الذي وقع 27/9/ 2012م بين البلدين ، والتي أشار إلى أنها منصوصة في إتفاق سلام الجنوب بثمانية إتفاقيات والتي وقعها الرئيسان في أديس أبابا ، ومضيفاً أنها بعد ذلك إندلعت الحرب في جنوب السودان في العام 2013م بجوبا بين أطراف الحركة الشعبية ، وقال أنه وقع إتفاق لكنه لم يصمد حيث إندلعت الحرب مرة أخرى في العام 2016م ، وإنسحب مشار للكنغو.
وقال دوت أن الحرب ببلاده لم تتوقف حيث مكث مشار في جنوب أفريقيا ، وأضاف أن البشير تمكن من إقناع دول الإيغاد بإستلامه لملف جنوب السودان ، زجاء بعدها مشار للخرطوم ، ومن ثم توالت كل أطراف الصراع بالوصول للخرطوم ، وخلال أسبوع واحد تمكنوا من الوصول لإتفاق الترتيبات الأمنية .
وواصل سفير جنوب السودان حديثه بقوله أن البشير يعرف كل أطراف الصراع في الجنوب وكيف يفكرون ،  وعمل معه بعضهم حيث كان سلفاكير نائبه الأول ورياك مشار مساعداً له وأعتبر أن هذا سبباً جعل المتفاوضين يتفقوا.
وأشار لوجود مشكلة في تنفيذ إتفاق تقاسم السلطة وقال أنه كان أول تجربة يكون فيها خمسة نواب للرئيس.
مبيناً قبولهم لهذا الأمر حتى تستقر بلادهم لأنه بعد ثلاثة سنوات من توقيع الإتفاق ستجرى إنتخابات ويوضع دستور دائم للبلاد .
ورأى أن التشكيل الحكومي الأخير في بلاده فيه ضرر للمواطن لأن عدد الوزراء والتشريعيين كبير جداً وعدد نواب البرلمان يتعدى الخمسمائة عضو.
وأشاد ميان بدور  السودان في سلام بلاده والذي قال أنه كان جيد ، وتنبأ بصمود إتفاق سلام الخرطوم ، إلا أنه حذر من ما أسماها بالتحديات التي تواجهه ومنها الدعم المالي الذي كان يجب أن يقدم من المانحين ، حيث قال أنه لاتوجد معينات لتحريك الجيوش للمعسكرات ، وطالب القيادة بالجدية في تنفيذ الإتفاق حتى يدعهما المجتمع الدولي ، وختم مداخلته بتمثين دور السودان في تحقيق سلام بلاده والذي قال أنه كان إيجابي .
جهود السودان
سفير دولة إفريقيا الوسطى بالخرطوم إبراهيم عبدالله قدم شكره لرئيس الجمهورية عمر البشير وللوسطاء الذين توسطوا بين حكومة وبلاده وحاملي السلاح ، وقال أن جهود البشير أسفرت عن إتصالات مباشرة مع حاملي السلاح وأفضت لجمعهم مع الحكومة في مفاوضات مباشرة توجت لتوقيع إتفاق سلام وقع قبل أيام في هذا الشهر.
وأكد إبراهيم رضا أطراف الإتفاق عليه وعلى كل البنود التي جاءت فيه ، وقال أنه أوقف الحرب وحقن الدماء ببلاده ، منبهاً لأنه يدعوهم في المستقبل للتفكير في بلادهم ودعم سلامها وإستقرارها ، وأفصح أنه لايملك معلومات كثيرة عن الإتفاق الذي وقع لكنه يعرف أنه كان مرضياً لكل أطرافه.
دور محوري
الناطق الرسمي بإسم الحركة الوطنية لجنوب إستيفن لوال صوب نحو هدفهم في عملية سلام الجنوب الذي تم مؤخراً والذي قال أنهم سعوا له ،  حيث بين أنهم كانوا شهود على ما أسماها بالنتائج الكارثية التي وقعوا فيها في الجنوب ، وثمن لوال الدور الذي قام البشير بلعبه في وقف الصراع ، حيث بين مطالبته لأطراف الصراع بضبط النفس مذٌكراً إياهم بأن الحرب ليست بخيار سليم .
وقال بعدها قدمت مبادرة من قبل البشير حملها لجوبا وزير خارجيته وقوبلت بترحاب كبير من قبل الفرقاء في جنوب السودان ، وكشف عن تبني السودان لإحالة ملف التفاوض للخرطوم ، وسمى دور السودان في  بالمحوري في المنطقة وبين أن هذا الدور له إنعكاسات في جانبه القريب والإقليمي .
وكشف لوال على عملهم في تكاتف المنظومة الإفريقية للإحتفاء بالدور المميز في وساطته التي عملت على إحلال السلام في المنطقة .
إطفاء النيران
القيادي بالمؤتمر الوطني محمد يوسف عبد الله ربط بين نجاح السودان في وساطته للفرقاء في جنوب السودان وإفريقيا الوسطى بقيامه بمنهج التفاوض وقضاياه التي طرحت ، وقال أن الأطراف خرجت من هذه المفاوضات وقد كسبت إهتمام السودان بقضاياها ، وأضاف أن أن إستراتيجية الخرطوم في هذه المفاوضات كانت " إذا إشتعلت نار في بيت جارك ستصلك ، وهو يعمل على إطفاء النيران " في الجوار القريب ، وأبان أن قضية الجنوب تولتها الإيغاد ودعمها السودان بما يعين للوصول لعمل إيجابي في الجنوب ، موضحاً أن ترتيب أمر المفاوضات تم بمباركة من الإيغاد و الإتحاد الإفريقي .
وقال يوسف أن أفريقيا الوسطى جرت فيها حروب وبها آثار سالبة للمواطنين اضطرتهم للنزوح ، مشيراً إلى أن هذه فرضت عليهم الوقوف معهم ، وترتيب أمورهم ، لافتاً إلى أن كل ما ضعفت الدول تحولت لدول فاشلة ، أشار يوسف لوجود بعض الحركات منوهاً للحاجة لإستقرار  الوضع في البلدين حتى لا تمدد الحركات الإقليمية بينهما ، وقال أيضاً بالحاجة للسيطرة على تجارة المخدرات والإتجار بالبشر في المنطقة ، وعد هذا باب يفتح التعاون الأمني دول الإقليم لإيقاف ما وصفه بالعمل الغير سليم في محيط هذه الدول.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق