الخميس, 14 فبراير 2019 03:02 مساءً 0 303 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

قبل مؤتمر التحقق
عن أداء مجلس الصحافة والمطبوعات

حانوتي الصحافة
ودور المجلس القومي للصحافة والمطبوعات أكبر من أن يكون حانوتى الصحافة السودانية بالإعلان البائس عن ما يسمى بتقرير التحقق من الانتشار دون دراسة مقنعة واستصحاب للتطورات التقنية والمتغيرات الجمة لثورة بل انقلاب الاتصالات الذى ربّع وسائل إعلام التواصل الإجتماعى المختلفة فى سدة الريادة والقيادة الإعلامية والصحفية، هى الآن الأوسع إنتشارا غض الطرف عن مهنيتها التي لا مكان لها نتبينه في تقارير التحقق وكذلك الأوسع تأثيرا والدليل دورها فى التظاهرات الحالية وقد غدت بمثابة بوصلتها التى يصعب التكهن باتجاهاتها من قبل المراقبين والمتحسبين، مجلس الصحافة والمطبوعات ليس فى دورة رئاسته وأمانته وعضويته الحالية، بل من سبقوه إكتفوا كذلك بدور الرقابة والمتابعة المعيب وإن كان من صميم اختصاصات المجلس الذي لم يرتق لدور المطور ولا المكافح والمنافح عن الحريات الصحفية بجرأة تجر وبالاً ولا ينهض تبريرا أن التقرير ضرب من ضروب المعالجة بكشف الحال الذي لا يمكن مداواته بالإستمرار في كشفه كل عام دون تلمس خطوات للتغيير،المجلس لم يسع بعمل وجهد جادين لتذليل صعاب النشر والصدور الصحفى بل ظل مستفرغا لجهده وطاقته فى إحصاء أرقام التوزيع مع تمام علمه ببؤسها وتناقصها وتراذلها عاما بعد الآخر، ولم يستفد المجلس كذلك من إشارات مهمة للأمين العام السابق السفير العبيد مروح لدى الإعلان عن تقارير التحقق من الانتشار بذات النسق والمنوال،المروح كل ما أعلن تقريرا فى عهده،قرنه بتحذير من تدنى المطبوع والموزع مع الإشارة لأن نتائج تقرير التحقق التي بين يديه ليست آنية إنما هى لموسم مضى بينما الدلائل وقرائن الأحوال تؤكد أن القادم أسوأ، وما كان السفير مروح فى حاجة للتأكيد بحلف اليمين او بالطلاق المبغوض فعلا وقسما، وعدم الاكتراث من المجلس وعدم مقاتلته ومدافعته عن حال الصحف البائس صوره كالمستلذذ بدعوة كل الدنيا لحضور مؤتمره حول تقرير التحقق من الإنتشار والصحف مجتمعة توزيعها لا يستحق تقريرا ولا يحزنون بل تشريحا لمغالبة الظروف القاهرة والهازمة لواقع الصحافة، لم يحرك المجلس ساكنا لعون الصحف لمواجهة مصائرها المحتومة،فوقف متفرجا وربما مكبلا بشبهِ رسميته على سلبه حقوقا ينبغى أن تكون ملكه ومن صميم إختصاصاته، تمكنت أجهزة الدولة من دونه من تدجين الصحف وتخويفها بالمصادرات وقبلها الملاحقات وغيرها من الأشكال والأنماط والمجلس يبصم بالتبرير بألا مناص للخارجين عن القانون عن ملاقاة تلك المصائر والمرائر، عبارة حفظناها من كثرة ما رددها وزراء الإعلام المتعاقبين وكذلك قيادات المجلس لتواجه بعض الصحف مصيرا أسود ومحتوما بعدم تمام إنصياعها، وليس من بد أمامها سوى مجاراة غالب الواقع لتضمن صدورا قدرت أنه خير من عدمه، لا شئ يسر فى الوسط الصحفى لتزيد تحديات العصر وصرعاته طينته بلة وعطنا حتى بلغ الحال ما حمله تقرير المجلس الأخير نعيا مبكرا للصحافة الورقية حتى بدا المجلس تواقا لفضح حالها البائس غير المحتاج أصلا لإعلان إنما دراسة حالة لتكون الصحافة الورقية أو لا تكون.
نعي واحتساب
 المجلس تجانبه الحكمة فى كل عام بإصراره على إعلان النعى والاحتساب للصحافة الورقية التى تضيق بها السلطات القائمة ذرعا دون بسط لها فى الحريات والإمكانيات مع تركها لقمة سائغة وشرابا هنيئا لغول التحديات والصعاب حتى تصبح كحال مظاهر سودانية كثيرة أصبحت نسيا منسيا، نعلم أن الصحف عالميا تجابه ذات المصائر ولكن الحال ليس من بعضه، أن تتوقف صحف غلبتها وسائل التقنية الرقمية الحديثة، ليست كصحف لديها متسع لتصمد فى بلدان التقنية فيها لم تصبح حالة عامة ولكنها انهارت بالتضييق عليها ابتداء عمدا حتى صار واقعا لا يمكن لمن ابتدره أن يرتد عنه والأزمات الإقتصادية والأوضاع السياسية الغريبة وعجيبة دفعت رئيس تحرير هذه الصحيفة ليقول أمام الملأ بحضور رئيس الدولة أن الحديث عن الأوضاع الصحفية برمتها ترف وهو محق كل الحق لو استثنى المطالبة بمنحها الحرية الكاملة لتتحمل تبعات ومغبات أدائها بالدستورية والقانونية المرتضاة واقعا مفروضا،ففى إعلاء كعب الحريات خاصة فى ظل الظروف الملتهبة الحالية، قبلات حياة منقذات لصحافتنا الورقية من وهدتها الحالية والفرق بين أعلاها وأدناها طباعة وتوزيعا لا يستحق الذكر، وإننا على يقين متى انصلح حال البلد واستقام، وكانت القناعة بالحريات مبدئية وليست وصولية وانتهازية، تعود الصحافة الورقية السودانية قوية بل وتسهم فى تقنين أوضاع الصحافة والإعلام الإلكتروني الذى سيتبلور ويتبوتق  من رحم ومن بين صلب وترائب إعلامية وصحافية وسائل التواصل الإجتماعى التى سيمتد أثرها بإجبار الأكاديميين فى دولة الفنيين لإنشاء كليات الإعلام الرقمى وتدريجيا تصبح بين أيادى الناس وتحت ناظرهم صحفا إلكترونية مهنيتها معترف بها من كافة المتفاعلين فى وسائط التواصل الاجتماعي قوام قرائها الذين يشكلون رصيد صدورها وحراسها الرقيبين على أدائها وصدقها وأمانتها بمهنية مرضية تدير وتوجه الرأي العام صوب الحياة الحرة الكريمة حتى إشعار بعلامات الساعة إيذانا بيوم البعث والقيام ومن ثم الحساب من جنس العمل، الحساب الذي لا يأتيه الباطل أبدا. ومع كامل التقدير للمجلس الموقر أفرادا نجلهم ونحترمهم، عليهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ان يتخذوا من تقريرهم هذا منصة لإنطلاقة مختلفة وإلا فإنهم عرضة لمؤتمر جامع عاجلا أم آجلا للتحقق عن إنتشارهم بل أدائهم وموت الصحافة الورقية في زمانهم بفعل إنسان لأخيه الإنسان.  

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة