الثلاثاء, 19 فبراير 2019 03:47 مساءً 0 373 0
ضد الملل
ضد  الملل

مستشفى الأطفال.. آخر حلاوة يا ولاد

مشهد أول
لن أنسى منظر ذلك الصبي الصغير الذي بدت ملامحه شاحبة وشعره الذي يكاد أن يختفي في ذلك المساء المتأخر الذي بدت ملامحه تلوح في الأفق.
أحسست بالحزن يدخل إلى قلبي ويحتل منه أجزاء واسعة فكيف لصبي أن يفقد بفعل مرض السرطان طفولته العذبة وأيامه المدهشة كيف لطفولة عذبة أن تعيش على هامش الحياة.. بل إن بعض الأطفال ينتظرون نحبهم.. وقد قضى الهم والحزن والتعاسة على الأخضر داخلهم وقد استبشرت ومثلي آخرون بالقرار الذي أصدره رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس أمناء جديد ينتظره الآلاف من السودانيين خاصة أن تكلفة العلاج بالخارج صارت غالية جداً.. أطفالنا يستحقون الأفضل وهم يعيشون في أغلب الأحوال ظروفاً صعبة تمنع أهلهم من الحصول على العلاج لغلاء علاج أمراض السرطان في بلادنا!
نحلم أن يتعالج أطفالنا وينعموا بطفولة آمنة وحياة جميلة نحلم بس!
* مشهد ثانٍ
منذ فترة كنت ألاحظ بطرف خفي معاناة مرضى السرطان في إيجاد الأدوية وفي المستشفيات ونجد معاناتهم أكبر وسط مجتمعات غير رحيمة على الإطلاق فأغلب مرضى السرطان مع أن مجتمعاتنا مازالت متماسكة جداً يعانون من الوحدة والعزلة التي لا تحسها إلا عندما يبدأ الحديث عن ذلك المرض الفتاك، لكن بعضهم يتمتع بروح عالية جداً وتصالح يمكنه من اجتياز هذا الامتحان القاسي.
حكت لي صديقة مقربة عن حالة جارتها الحسناء وأنها حاولت أن تتعايش مع المرض فترة طويلة إلا أنها لم تفلح في ذلك لأن زوجها لم يساعدها في التماثل للشفاء.. والأدهى والأمر أنه تزوج عليها.. ما سبب لها نكسة لم تساعدها على الشفاء من ذلك المرض العضال.
وقالت إن تلك لحسناء التي كانت تقطر حسناً وجمالاً وتفاؤلاً أصبحت مجرد إنسانة تعيش على الذكرى وأصبحت على هامش الحياة بعد أن كانت متفائلة وتحب الحياة والناس.
* مشهد أخير
المرضى يحتاجون أن يشعروا دائماً أنهم بخير وأن حياتهم مليئة بالحياة والأمل وعلينا أن نكون أكثر تعاوناً معهم وأكثر بذلاً.
* لنحاول إرجاع البسمة لهم لأنهم حتماً يستحقون الحياة.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق