السبت, 23 فبراير 2019 03:00 مساءً 0 310 0
حكي عن نظرية المعرفة
حكي عن نظرية المعرفة

سيف الدين حسن بابكر

 

اننا إذا أقلعنا عن الغوص في تحليل القدرات الإنسانية، وحيَّدنا الوعاء الجامع في التفكير فإن عقولنا لن يتشتت تركيزها بين العقل والتجريب ونحن في سعينا الأزلي للمعرفة.
إن نظرية المعرفة أو “الأبستيمولوجي” هي كلمة تعود أصولها للغة الإغريق Episteme وتعني في مضمونها المعرفة أو العلم، وتهتم نظرية المعرفة بتحليل ماهو مقصود بمصطلح “المعرفة” بذاته.
إن افلاطون الفيلسوف الإغريقي ذائع الصيت كان يرى بأن قدرتنا العقلية هي من الخواص الأصلية لعقولنا وهي مصدر المعرفة الوحيد لذلك. أما خلافاً لذلك فيرى آخرون أن المعرفة يتم تحصيلها عن طريق الخبرة الحسية وحدها. ومعارضة لكل ذلك يذهب المفكر الألماني كانط مذهباً آخراً يرى فيه أن المعرفة “البدهية” أو الإدراكات البدهية للزمان والمكان تمثل الشرط المسبق لإمكانية تحصيل أي معرفة مستمدة من الخبرة أصلاً.
أما عند “لوك” فإن العقل الإنساني يشابه ورقة بيضاء يمكنك أن تكتب عليها ما تدركه إستناداً على الخبرة الحسية.. وبالتالي لابد من وجود أحكام عقلية مسبقة أو سابقة على ذلك وهذا ما يمثل الضرورة للتمكن من تحصيل الخبرة.
ويرى “كانط” بأن المعرفة المسبقة يجب أن تكون قائمة على أحكام تحليلية، وكذلك على أحكام تركيبية. أما الأحكام التحليلية فهي تعضد أو تؤكد النظرات الهندسية الحسابية على سبيل المثال، أما عن الأحكام التركيبية فهي الأحكام المستندة على الخبرة برأي “كانط”.
هناك أنواع أخرى من المعرفة كمثال:
“معرفة أن” ولا يتم ذلك إلا بالرجوع للدليل.
“معرفة كيف” وهي الدراية المطلوبة لتنجز عملاً معيناً.
“المعرفة المتحصلة” وهي ما يتحصله الفرد عن طريق الخبرة.
“المعرفة من خلال الوصف”.
إن المعرفة عند نيتشه لا تعتبر شيئاً يمكن تحليله بشكل تغيب عنه الاعتبارات الخاصة المرتبطة بعلاقات القوة.
إن المعرفة بأشكالها المتعددة في نظر البعض هي تعبير عن المصالح الاجتماعية الأساسية، حتى نصل لديكارت أو “الديكارتيه” والتي تقول: (إن القوة تشكل جزءاً لا يتجزأ من أنماط المعرفة، وتشكل بذات الوقت جزءاً لا يتجزأ من الإنسان العارف).
كذلك في نظرية المعرفة نجد مقولة سقراط المشهورة : (أعرف شيئاً واحداً، هو أنني لا أعرف شيئاً.) وجاء تلميذه أفلاطون من بعده ليقول: (أعرف نفسك بنفسك).
لقد قُدر ليَّ أن أعيش وأسمع من فم بروفيسرونا العظيم الراحل دكتور التيجاني الماحي وهو يهمس بصوت خفيض ونحن في إثره بعد محاضرة عن علم الجمال:- (عليكم بالمعرفة يا أبنائي… عليكم بالمعرفة يا أبنائي…).

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق