السبت, 23 فبراير 2019 03:05 مساءً 0 331 0
ثقافة الجبال المشاهد والظلال!
ثقافة الجبال المشاهد والظلال!

أفسح المجال في هذه الزاوية الاسبوعية (بطاقة ) للأستاذ المبدع النوراني الحاج الفاضلابي لنقرأ معاً هذا الشدو الجميل وهذه اللغة المموسقة ونشاهد هذه المشاهد والظلال التي يتكرم أستاذنا النوراني بنقلها لنا عبر الشعراء فما أبدع الخيال وما أروع الصور اترككم لتشاهدوا كيف تنفض النعامة الطل من ريشها الجميل  

لك التحيات – أخي الأستاذ محمد مبروك – مع شكر جزيل على إضاءاتك الثقافية التي أسعد بها صباح كل جمعة، ونزجي الشكر لمن هاتفوني معجبين بشذراتك وخطراتك. في إضاءتك الجميلة (عن مجمع اللغة العربية) زاد الله الأستاذ الدكتور بكري محمد الحاج وأسرة هذا المجمع العظيم زادهم الله توفيقاً، وشكر الله لك إضاءتك في هذا المضمار، وعسى أن نقرأ لك إضاءة أخرى تحدثنا فيها عن معهد الدكتور عبدالله الطيب للغة العربية، وحسب الأستاذ الدكتور صديق عمر صديق وأصحابه أنهم يدبجون إصدارتهم الثقافية (بيت الشعر) ولله در الشاعر المعري إذ يقول:
حسنت نظم كلام توصفين به
 ومنزلاً بك معموراً من الخفر
فالحسن يظهر في شيئين رونقه
 بيتٍ من الشعر أو بيتٍ من الشعر!
وإني أخي الأستاذ أسعد بقراءة خطراتك وشذراتك – في (ثقافة الجبال) واستأذنك لأضيف كلمتي (المشاهد والظلال)، هذا والجبال بعض نعم الله خلقها سبحانه متاعاً للعباد ولأنعامهم قال تعالى: (والجبال أرساها متاعاً لكم ولأنعامكم) وفي حديثك عن الجبال في بلادنا إشارات إلى جبال غير جبال النوبة الجميلة الخضراء الناضرة.
ثقافة هذه الجبال تتعدد مشاهدها وتتلون ظلالها! وفي هذه الأيام يحتفي السودان بحضارة جبل البركل وقبل عشرات القرون شمخت الجبال في شمال السودان وقامت حولها حضارات هي إحدى معجزات قومنا وظلت حضارات منظورة مبدعة ومعجبة! وتبدو ثقافة الجبال في شرق السودان شبيهة بتلك الرحاب الواسعة كلما نظرنا إليها بدت لنا مشاهد ذوات ظلال عجيبة، وهذه إخوتي القراء وقفة تأمل في جبل الختمية أو جبل التاكا في كسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة وأروع ما نقدمه لقرائنا أخي الأستاذ محمد مبروك لامية الشاعر البديع المدهش – محمد المهدي مجذوب قصيدة عنوانها جبل الختمية كتبت في مايو 1944م أهداها رحمه الله (إلى روح قمر الدين جلال الدين المجذوب) لاحظ أخي القارئ هذا الإيحاء في مفردات هذا الاسم، ومن مدهش محمد المهدي ـ رحمه الله ـ قوله لهذا الجبل:
جبل الميرغني جادتك أنفاس
بحار تعانقت في الشمال
من رباب مجنّح ينفض القطر
كنفض النعام قطر الطلال
أضماد لجبهة الجبل المسجون
يشفي أم غصة لانحلال؟ّ
ينبت الحقد في دماء بني الدنيا
فهل يستكين بين الجبال؟!
حسبك الصمت يا جبال فلا تشقي
مع الناس بالحقود الثقال!
حسبنا إخوتي القراء هذا الصوت – صوت الجبال وما بها من مشاهد وظلال ولجبل الميرغني عند الشاعر الصيدح – الأستاذ جعفر محمد عثمان مشهد آخر وظلال موحيات أخرى يقول في قصيدته من وحي التاكا (للجبل) يقول له:
أجل أنت من صم الجلامد فطرة
تروع بجهم من جبينك عبّاس
ولكن من تحت القساوة رقة
تبض بسلسال من الماء بجاس
وكم في مجالي الطرف فوقك مبهج
وتحتك إذ طابت منابت أغراس
هذا أخي الأستاذ المبروك غناء محض ومشهد من ثقافة الجبال التي حدثتنا عنها بإيجاز، ورمز في مشاهد وظلال.
ولي لقاء آخر عن ثقافة الجبال – والغناء استعين فيه بترانيم الشاعر الصيدح الأستاذ بشير عبدالماجد بشير في إيقاعات آتية مع لمسات أخر للشاعر جعفر محمد عثمان.
وإلى ذلك اللقاء طبتم جميعاً
 النوراني الحاج الفاضلابي

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق