السبت, 23 فبراير 2019 03:54 مساءً 0 182 0
وفاة مئة ألف طفل رضيع سنويًا بسبب النزاعات وانتهاكات لأكثر من 25 ألفًا عام 2017
وفاة مئة ألف طفل رضيع سنويًا بسبب النزاعات وانتهاكات لأكثر من 25 ألفًا عام 2017

تقرير: حنان الطيب
كشف تقرير لمنظمة (أنقذوا الأطفال العالمية) أن عدد الأطفال الموجودين في المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة يزيد بنسبة تفوق أي وقت مضى خلال العقدين الماضيين.
 وقال التقرير إن عدد الأطفال الرضع الذين لقوا حتفهم نتيجة النزاعات المسلحة بين عامي 2013 و2017 في الدول العشر الأكثر تضررًا يقدر بنحو 550 ألف رضيع على الأقل، وفقًا لتحليل جديد، ما يعني وفاة نحو 100 ألف طفل سنويًا.
وأشار التقرير للأضرار غير المباشرة جراء النزاعات والحروب على الرضع الذين واجهوا الجوع وتدمير المستشفيات والبنية التحتية مما حال دون حصولهم على الرعاية الصحية وخدمات الصرف الصحي، بجانب منعهم من الحصول على المعونات.  
وقال التقرير: كان من الممكن أن يبقى هؤلاء الأطفال على قيد الحياة لو لم يكونوا في مناطق نزاع، وأكد تقرير منظمة (إنقاذ الطفولة العالمية)  ارتفاع إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الآثار غير المباشرة للنزاعات إلى 870 ألفًا عند إضافة الأطفال دون سن الخامسة إلى الدراسة.
وذكر التقرير: مع  أن هذه الأرقام غير مثالية إلا أن التقديرات ـ بحسب المنظمة ـ بالرجوع إلى البيانات المتوافرة تشير إلى أن عدد المقاتلين الذين قتلوا خلال السنوات الخمس نفسها بلغ نحو 175 ألفًا.
وأبان تقرير للمنظمة بعنوان (أوقفوا الحرب على الأطفال) أن  1 من 5 يعيشون في مناطق متأثرة بنزاعات مسلحة وحروب ووصفها بالنسبة العالية، وأوضح أنها فاقت النسب السابقة المسجلة خلال أكثر من عشرين عاماً.
فيما كشفت نتائج بحث جديد أجرته منظمة بحوث السلام في أوسلو بتكلفة من منظمة إنقاذ الطفولة أن 420 مليون طفل كانوا يقطنون في مناطق متضررة بالنزاعات عام 2017 (18% من عدد الأطفال حول العالم) وهذا يمثل زيادة حجمها 30 مليون عن العام الذي سبقة، وأوضحت الدراسة أن أفغانستان واليمن وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى والكنغو الديمقراطية وسوريا والعراق ومالي ونيجريا والصومال هي الدول الذي اشتد فيها الضرر على الأطفال إلى حد فاق دول أخرى نظراً للنزاعات فيها عام 2017.
وتقول هيلي ثورنينغ شميدت الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة العالمية إن التقرير الذي أصدرته المنظمة يظهر أن الطريقة التي تدار بها الحروب اليوم تتسبب بمعاناة أشد على الأطفال إذ يعيش نحو 1 من كل 5 أطفال في مناطق متأثرة بالنزاعات أكثر من أي وقت مضى في العقدين الماضيين، كما ازداد عدد الأطفال الذين تعرضوا للتشوية أو القتل زيادة لا تقل عن ثلاثة أضعاف ما سبق، ومازلنا نشهد زيادة مخيفة في استخدام المعونات سلاحاً في الحرب.
وقالت: مما يزيد الأمر دهشة أننا في القرن العشرين نتراجع عن الالتزام بمبادئنا ومعاييرنا الأخلاقية حتى البسيطة منها، ويجب ألا يستهدف الأطفال أو المدنيون أبدًا.
وقالت إن تحليلاتهم تشير بوضوح إلى أن الحالة تزيد سوءًا مع الأطفال، وأن العالم يسمح لهذه الكارثة بأن تحصل، وأشارت لتعرض الأطفال يومياً لهجوم الجماعات المسلحة والقوات العسكرية التي تتجاهل القوانيين والمعاهدات الدولية بدءًا باستخدام الأسلحة الكيميائية إلى الاغتصاب الذي يستخدم أيضًا سلاحًا للحرب حتى أننا بتنا نرى جرائم الحرب يتم اقترافها مع حصانة.
وأرجعت أحد أسباب ازدياد عدد الأطفال الموجودين في المناطق المتأثرة بالنزاعات إلى أن نزاعات اليوم غالبًا ما تكون طويلة وتقع في مناطق حضرية بين السكان والمدنيين دون اكتراث للأحكام والأعراف الدولية التي يتم تجاهلها بشكل متزايد.
وبحسب تفاصيل تقرير (أوقفوا الحرب ضد الأطفال) حول البيانات التي أصدرتها الأمم المتحدة ولها صلة بانتهاكات شنيعة حدثت ضد الأطفال، أشار لازدياد الانتهاكات عالمياً من أقل من 10 آلاف عام 2010 إلى ما يزيد عن 25 ألفًا عام 2017، وأوضح أنه أقل رقم يتم تسجيلة إلى الآن، ويواجه الأطفال يوميًا خطر القتل والتشويه أو التجنيد أو يشهدون تعرض مدارسهم للهجوم أو يحرمون من الحصول على المعونات الإنسانية، وفي كثير من الحالات يتم استهداف الأطفال بشكل خاص.
من جهة أخرى أظهر التقرير الجهود المبذولة لإبقاء المدارس آمنة وتجنب استخدام أسلحة معينة والسعي إلى المساءلة عن جرائم ارتكبت ضد الأطفال فضلًا عن البحث عن طرق جديدة لدعم تعافيهم من فظائع النزاع الأمر الذي يمكن أن يحدث تغييرًا ملموسًا في حياتهم.
كما تقدمت المنظمة بأكثر من 20 توصية للحكومات والمنظمات الأخرى ذات الأثر لضمان حماية الأطفال خلال الحروب والنزاعات، وتشمل التزام توقيع إعلان المدارس الآمنة وتحديد الحد الأدنى من السن  18 عامًا المسموح للتجنيد العسكري، فضلًا عن تجنب استخدام أسلحة متفجرة في مناطق مأهولة وتقييد شروط بيع الأسلحة.
وقالت رئيس المنظمة: عند انتهاك قواعد الحرب يجب أن يكون المجتمع الدولي واضحًا بأنه لن يتساهل مع الجناة وبأنه سيحاكم المذنبين، وبالنسبة للأطفال الذين دمر النزاع حياتهم لابد أن نبذل كل ما نستطيع لحمايتهم من تحمل المزيد من الضرر ومساعدتهم في إعادة بناء مستقبلهم.
ودعت إلى تشكيل هيئة مستقلة تتولى مهمة التحقيق في جميع حالات انتهاك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان سيما حقوق الأطفال وتحليلها.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة