الأحد, 24 فبراير 2019 02:46 مساءً 0 501 0
ألوان الحياة
ألوان الحياة

قراءة في خطاب الرئيس « 1 »

رمادى : تغير المشهد السياسى بشكل كبير بعد خطاب الرئيس الاخير ، تحول كبير فيما يجرى ، اثر فيه الحراك مباشرة . هناك اجماع اولا على ان لغة الخطاب متوازنة وفيها اعتراف بمطالب الشارع بل والاستجابة لها.
 ولنبدأ بالتشديد على متابعة التحقيق فى استشهاد عدد من المواطنين والترحم عليهم ومواساة اسرهم واعمال القانون فى مواجهة من تثبت ادانته  .
 الثانى هو التشديد على ان لا بديل للحوار الا الحوار دون تمسك بنتائج الحوار الوطنى وتوصياته ،بل تكون بداية وقاعدة للمزيد من الحوار واستقطاب المزيد من القوى المعارضة للاضافة والتعديل ، عبر الية جديدة تجمع كل اهل السودان حتى يتم الاتفاق على وثيقة جامعة ترضى الجميع وترسم خارطة طريق للتداول السلمى للسلطة .
 ثالثها نبذ الحرب والتوجه نحو السلام بكل قوة ودعوة الحركات المسلحة لطاولة المفاوضات حتى الوصول الى اتفاق شامل يحقن الدماء ويشرك الجميع فى حكم السودان ويلبى طموحاتهم .  
رابعها الابتعاد عن لغة الكراهية والاقصاء والتزمت والتمترس خلف اجندة لا تقود الا الى مزيد من الخلاف وضرب طبول الحرب .
 خامسها تأجيل مناقشة التعديلات الدستورية وان ظن البعض ان فيها تراجع بعد ان اعلن مدير جهاز الامن عن الغائها تماما  لكن فى راى النتيجة واحدة وهى تجميد التعديل الذى يعنى الابقاء على المواد السابقة والتى تنهى مدة رئاسة الرئيس فى 2020 . ظنى ان التعديل الذى جاء فى الخطاب من الالغاء الى التاجيل  بسبب مناقشة الامر فى المكتب القيادى لحزب المؤتمر الوطنى والذى اراد ان يكون هذا القرار نابع من الحزب ومن مؤتمره العام الذى له الحق فى ترشيح رئيسه لانتخابات رئاسة الجمهورية . ليس هذا وحده وانما ايضا الاعلان عن تخليه عن رئاسة المؤتمر الوطنى ينطبق عليها ذات الاجراء ، ولكن اشاراته كانت واضحة وذلك بتاكيد قيادته للتغيير، ووقوفه بمسافة واحدة من كل اهل السودان مؤيدين ومعارضين . الشاهد ان الخطاب وما احتواه من قرارات مصيرية فيها كثير من التغييرات للمشهد السياسى وان كان رد فعل التجمع وبعض القوى السياسية الرافض له استباقى حتى قبل ان يذاع الخطاب  . فى رأى ان محتوى الخطاب فيه كثير من النقاط الى تحتاج الى مناقشة هادئة ، يمكن ان تحدث تغييرا كبيرا فى مستقبل السودان السياسى ويمكن ان تحقق طموحات ومطالب الشباب الرافض والقوى السياسية المعارضة بقليل من الصبر والعقلانية دون انفعال وحماس زائد . وعلى العقلاء من الجانبين ان يسعوا لتحويل هذه النقاط الى مادة للحوار الجاد تصل بالسودان إلى بر الأمان .

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق