الأحد, 03 مارس 2019 02:17 مساءً 0 258 0
بطاقة
بطاقة
بطاقة

نفى عنهما الشعر وأعطاهما الحكمة

محمد مبروك محمد أحمد

العصر العباسي كان بداية جديدة في مجالات الأدب والشعر والكتابة  والعلوم الحديثة وكانت بغداد أعظم عواصم العالم في ذلك الزمان وقد فاقت بمقاييس الزمان والمكان كل عواصم العالم في عهدنا الحديث.
قويت الدولة العباسية بالعلم والمعرفة في كل العلوم وكتبت في ذلك الزمان كثير من كتب المعارف ومازالت تلك الكتب تعتبر مراجع أساسية في كثير من العلوم فتفسير إبن كثير للقرآن يعتبر مرجع اليوم وغداً وبعده وسبويه  لا ترد له حجة  والصراع يحتدم بين أهل اللغة الكوفيين والبصريين والمذاهب الأربعة لا تتجاوز أحمد بن حنبل.
وسط كل هذا نبوغ للشعراء ومدارس في الشعر ظلت إلى يومنا هذا ولا زال  يسهر الناس ويختصمون حولها كما قال الشاعر المعتد بنفسه وهو يفتخر في موقع الاعتذار في حضرة سيف الدولة بن حمدان حيث قال في قصيدته المشهورة
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
هذا الشاعر أحمد بن الحسين الجعفي الكوفي المكنى بأبي الطيب الملقب بالمتنبي ورفيقه حبيب بن أوس الطائي المكنى بأبي تمام
صاحب الحكمة الشرود
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب .
الشاعران كانت لهما مكانتهما في الشعر العربي وفي العصر العباسي بزخمه وعلو شأنه إلا أن احدهم سئل أيهما أشعر المتنبي أم الطائي  فقال الحكم ليس بينهما شاعر إنما هما حكيمان فالشاعر البحتري فاندهش الحضور كما أصابتك الدهشة عزيزي القارئ فقال الحكم ألم تسمعوا البحتري يقول في وصف الربيع :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى
أوائل ورد كن بالأمس نوما
 يفتقها برد الندى فكأنما تبث حديثاً كان قبل مكتما
والنيروز عيد الربيع عند الفرس
ويدور بيني وبعض طالباتي حول الحديث المكتم الذي تبثه الزهرة عندما يفتقها برد الندى فأقول لونها حديث وشذاها حديث وشكلها حديث أخر كل ذلك لا يدركه أحد قبل أن يفقتها برد الندى وقد كانت قبل ذلك مخبوءة في كأسها فما اشعر البحتري وجمال تصويره وما أروع أحمد وحبيب

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق