الأثنين, 04 مارس 2019 02:25 مساءً 0 235 0
قراءة تحليلية
قراءة تحليلية

الحركة الشعبية كلما دعوتهم لتشرح لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا استكبارا في كمبالا

شكلت الحركة الشعبية قطاع الشمال بعد توقيع اتفاقية نيفاشا في العام 2005م شكلت في باديء أمرها حضورا كبيرا ضمن خارطة منظومة القوى السياسية الديمقراطية بالبلاد وقد ساهمت مساهمة فاعلة في تنمية وترقية وتطوير عملية التحول الديمقراطي بالبلاد باعتباره من أهم المرتكزات السياسية للسلام السياسي والاجتماعي ودعائم تنمية البنيات التحتية والنمو الرأسي والأفقي للدولة إلا أن الشاهد بأن تلك الجهود لم تمضِ طويلا على ذات الوتيرة التي أشرنا وأشدنا بها فبدأت الحركة الشعبية شمال تتراجع من الطرح الفكري والخطاب السياسي المتقدم ثم تراجعت الأمور الى البيئة والبنية السياسية والتنظيمية فظهرت نتائجها في اكثر من حالة وصورة قبل انتخابات 2010م وبعد اندلاع الحرب مجددا فاصابها التشظي حالها حال القوى السياسية الاخرى بالبلاد ولم تتوقف تلك الحالة الى أن بلغت حالة الانشطار الاخيرة والتي قسمت الحركة الى جناحين يضافان الى اجنحتها التي سبقت . هذا الواقع يذكرنا مع بالغ الأسف اغفال اتفاقية نيفاشا لاهم ثلاثة برتكولات بنيوية خطيرة مسكوت عنها لحظة النظر في القضية عبر التفاوض أو من خلال الحوار والبرتكولات هي برتكول القضايا الاجتماعية والقضايا الاستراتيجية وبرتكول القضايا الحزبية غياب البرتكول الأخير كان بمثابة ثقاب عود كبريت (اتكرش) على البيئة السياسية المحتقنة سياسيا واجتماعيا فنشب الحريق الكبير في الجنوب والحرائق المكملة بالمنطقتين ومناطق أخرى الحركة الشعبية قطاع الشمال مرت بعبر ودروس كثيرة لم تستفد منها على الاطلاق الفرصة الأولى الضائعة على سبيل المثال في حقبة السلام تصنيفها الحاد لمكونات الجبهة الداخلية وذلك من مصدرين مصدر ثقافة الحرب ومصدر روح الكراهية السياسية لبعض منسوبيها بالداخل فعمدوا على استخدام سياساتها وبرامجها كأدوات لتصفية وتسوية الحسابات السياسية الشخصية والجماعية الأمر الذي يتناقض مع دستورها وشعاراتها الأساسية. التي عرفها الشارع السياسي العام. الفرصة الثانية غياب التدابير الفكرية والسياسية والاستراتيجية المتقدمة لإدارة استحقاق السلام الذي تحقق طيلة ست سنوات وبطريقة نموذجية وأكثر مثالية وأخلاقية وآخر فرصة ضائعة لإنعاش فرصة المحافظة على السلام النظر في جدوى الانتخابات ومدي تعزيزها للسلام ثم النظر في تقويم نتائجها بدرجة تعظم وترسخ وتعزز السلام وقد حصرت فكريا وسياسيا أكثر من عشرة فرص ساقطة كان يمكن أن تزيل احتقان نتائج الانتخابات بل تمنع وقوع الحرب واندلاعها ثم ضاعت فرصة أخرى وهي فرصة التعاطي بايجابية متقدمة مع متطلبات القرار 2046 الصادر من مجلس الأمن الدولي الفقرة الثالثة بخصوص سلام المنطقتين وهنا لسنا بغافلين عن سلبية وتمترس وأخطاء الوفود الحكومية ولكنها اليوم متقدمة في هذا الملف بتوقيع خارطة الطريق والإعلان المتكرر للوصول الى تسوية سياسية مقتدرة بين الطرفين هذا بالاضافة الى وقف اطلاق النار الدائم بجهات القتال فبدون المساس بالتركيبة السياسية والتنظيمية والفكرية والايدلوجية للحركة الشعبية تجاه القضية وقضايا الوطن فاننا نقول لجناحي الحركة الشعبية الجناح المندرج ضمن منظومة نداء السودان وجناح التفاوض فان القضية لا تحل إلا عبر التفاوض الجاد والمثمر وعبر الحوار الوطني حول الحقيقة أولا ثم المصالحة وبالتالي المصالح الأخلاقية التي لا تعلو حواجبها على حاجب الوطن. أما حلول القضية عبر الانتفاضات والتظاهرات والانقلابات والمخطط الأجنبي فهذه أدوات قد عفا عنها الزمن ومرفوضة من قبل قطاعات الشعب الأبي فدورة الحكم بالبلاد من نيل الاستقلال قد جربت جميع المرجعيات الفكرية والسياسية والثورية وصحيح بنسب متفاوتة أما اليوم فالفرصة من واقع الدورة الزمنية متاحة لكافة قطاعات التنوع القومي السياسي والاجتماعي دون اقصاء لأحد شعارها وطن يسع الجميع وبالجميع وبالتالي ان المخرجات والرؤى والمفاهيم الصادرة من الورش وحلقات النقاش التي عقدت مؤخرا بكمبالا والتي تنادي باسقاط النظام كشرط لحل القضية يتناقض مع التعهدات المدرجة في صلب القرار 2046 والترتيبات السياسية لعمليات التفاوض هذا بجانب أن مكونات ائتلاف الشارع المتظاهر خمسة مكونات يتفقون حسب الشعارات المرفوعة على إسقاط النظام وربما اختلفوا وترجع بعضهم عقب قرارات الرئيس الأخيرة الى منطقة خيارات حلول موضوعية ولكنهم لا يقبلون بمشروع تصغير الدولة السودانية فالفرصة متاحة لتقويم الوضع لو خلصت النوايا وتوحدت الجهود .

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق