الاربعاء, 06 مارس 2019 04:27 مساءً 0 487 0
نحو أفق اقتصادي
نحو أفق اقتصادي

نهر النيل.. الساقية والقواديس

 

أصدر والي نهر النيل الفريق الركن الطيب المصباح عدداً من المراسيم الولائية التي قضت بتكليف وزراء ورئيس للمجلس الأعلى للشباب والرياضة ومعتمدين بالمحليات، ما يعني أن الدولة ستمضي في خيار تعيين المعتمدين وستضرب بعرض الحائط المقترحات التي تطالب بإلغاء وظيفة المعتمد تقليلاً للمنصرفات وتخفيفاً على الموازنة العامة والاستعاضة بدلاً من ذلك بالضباط الإداريين.
حكومة نهر النيل جاءت بنفس الوجوه الوزارية القديمة ليس فيها جديد بل قديم يعاد، حيث جاء عثمان أحمد يعقوب وزيراً للمالية والقوى العاملة، والرجل ظل يتحرك في الفترة الأخيرة إضافة لأعبائه كوزير على خزائن الأرض في نهر النيل حيث كان ينشط في بناء القواعد للمؤتمر الوطني بكافة الولايات. ومازلت أذكر المواجهة  التي حدثت بينه والأستاذ سيف الدين حديد بعد أدائه لصلاة المغرب بمسجد السمانية بشندي بعد أن أشرف على بناء دار المؤتمر الوطني بحي مربع واحد. أضف إلى ذلك عثمان يعقوب ظل وزيراً للمالية لفترة طويلة وعودته تعني عودة عراب السياسات المالية القديمة لتكليف جديد.
الحسن عمر الحويج عين وزيراً للإنتاج والموارد الاقتصادية، وكان وزيراً في الحكومة السابقة، الحويج ابن الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وعراب مهرجانات السياسة ما يطرح سؤالاً ما هي إستراتيجية الحويج نحو تطوير الموارد الاقتصادية في الولاية التي تعتبر أغنى الولايات من حيث الموارد الزراعية والثروة الحيوانية والمعادن والذهب.
الدكتورة أماني عبد الرازق سليمان ابنة المؤتمر الوطني طبيبة الأسنان جاءت وزيرة للصحة والتنمية الاجتماعية في ولاية تعاني تدهوراً كبيراً في الخدمات الصحية وغياباً للكوادر المؤهلة التي هاجرت بحثاً عن وضع أفضل في ظل ظروف اقتصادية متدهورة.
أما مجذوب الفاضل معتمد المتمة فقد كان يشغل نفس المنصب لسنوات طويلة، وهو ابن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، تقلد مناصب عديدة أبرزها منسق الشرطة الشعبية بنهر النيل وكان أبرز الوجوه الطلابية للإسلاميين بنهر النيل وعلى ذلك قس.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر ففي بدايات الإنقاذ كتب اللواء دكتور محمود قلندر رئيس هيئة القوات المسلحة (النصر) مقالاً بعنوان هل هؤلاء الرجال جبهة.؟! فكتب أحد المعارضين مقالاً بعنوان بل الجبهة هي هؤلاء الرجال؟
والسؤال الذي يطرح هل هذه الحكومة مؤتمر وطني أم أن المؤتمر الوطني هو هذه الحكومة، وهل هزمت نهر النيل دعوة رئيس الجمهورية بالوقوف في منطقة قومية بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وكل القوى السياسية خاصة أن ولاية نهر النيل هي الولاية التي انطلقت منها حركة الاحتجاجات في عطبرة التي أحرقت فيها دار المؤتمر الوطني قبل أن تدور ساقية الاحتجاجات الشعبية في كل ولايات السودان؟
هل ستكون هذه الحكومة بحجم التحديات للمرحلة المقبلة أم  ستكون مثل ساقية جحا، ولماذا لم يستفد مواطن نهر النيل من وجود أكثر من 10 مصانع كبرى للأسمنت في الوظائف وقسمة عائدات الثروة لأن الحجر الأسمنت من موارد الولاية، ولماذا لم يستفد إنسان نهر النيل من الموارد الضخمة للمعادن والذهب وأصبح حاله كإبل الرحيل الشايلة السقا وعطشانة.
سؤال أخير هل أطفأ الفريق المصباح المصباح الذي أضاء بعد قرارات الرئيس التصحيحية؟
وهو المصباح الوحيد في شارع الغد المشرق، يا ويح قلبي من غد.
ونتمني ان نسمع صوت «كبوش » صاحب نداءات صوت الحق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق