الخميس, 07 مارس 2019 03:23 مساءً 0 212 0
قراءة تحليلية
 قراءة تحليلية

جدل المفاهيم خطاب الرئيس تكتيكي أم استراتيجي ؟

 

على مدى ثلاثة أشهر تقريبا ظل فريق الاحتجاجات بمكوناته الخمسة شريحة الشرعية وشريحة القضية وشريحة العداءات والخصومة الفكرية والايدولوجية وشريحة الحقوق الطبيعية والطليعية وشريحة تعكير مياه الاستقرار النسبي والاصطياد فيها لصالحها ولصالح آخرين من دونها ظل هذا الفريق وطاقمه الفني يلعب بخطة واحدة وهي خطة هجومية ضد فريق المنظومة الحاكمة خطة هجومية غير مبنية على أصولها الثابتة والمتحركة مثل اللياقة الفكرية واللباقة التعبيرية ومهارات المعابر والعبور والزمان والمكان والطقس وروابط المشجعين من الصغار جدا والصغار والكبار والمسنين وكبار السن الأمر الذي جعل هذا الفريق كثيرا ما يتعرض مرماه الى هجمات مرتدة خطيرة يضاعف خطورتها إصرار دفاعاته على إتباع الأسلوب القديم التمترس وتشتيت اللعب مع تصيد الأخطاء وافتعالها لتهيج الجمهور توطئة لاقتحام منظومة الكاف والفيفا السياسية بحجة الخروج عن ضوابط ومعايير اللعب النظيف خطاب الرئيس بلغة رياضية فتح اللعب ومن سمات فتح اللعب في لغة كرة القدم سحب وخلخلة التكتل الدفاعي وفي المقابل بدأ مفكرو ومنظرو فريق الاحتجاجات يتقدمون بمزيد من النصح بغرض تجنب أسلوب التمترس مع ضرورة التقدم الى الأمام بإيجاد أكثر والبحث عن حلول وهذه خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح خاصة منهم من أشار الى ان خطاب الرئيس خطاب ذو طابع تكتيكي ربما قصد منه احتواء كافة فرص الاحتجاجات وإفراغها عن مضمونها حال تعصبها وتمترسها في نقطة تسقط بس وان التنظيمات موضوع ائتلاف الاحتجاجات مع قليل من الوقت ستصاب بالتعرية والتصحر السياسيين والتآكل وحالة العصف المأكول مشيرا الى ذات الحالة التي أعقبت احتجاجات 2013م والتي ألحقت بها التدابير والترتيبات السياسية اللاحقة في وثبة 2014م مقروءة مع خطى الحوار الوطني توصيات ومخرجات ووثيقة ومشاركات فالحال من بعضه تماما احتجاجات 2013م تعقبها مبادرة 2014م واحتجاجات 2018م تعقبها مبادرة 2019م فالمسألة من نظرة صحيح اقرب الى الحالة التكتيكية ولكن القارئ لخطاب الرئيس في هذه الوثبة يختلف اختلافا جذريا عن اي خطاب سابق فهو خطاب من حيث الموجهات والمضمون والترتيبات التنفيذية والسياسية والدستورية المعززة له تنفي عن الخطاب صفة التكتيكية تماما بل تضعه في خانة الإستراتيجية ومنها فك الارتباك بالحزب الحاكم ثم الاخذ بخيار المنصة القومية منصة رئاسة الجمهورية ثم إعلان حالة الطوارئ حالة ليست خصما عن الحقوق والحريات وإنما دعا في إطارها دعا الجميع بلا عزل او إقصاء دعا الجميع لرؤى تحضير وحوار متجدد وتفاوض جاد من اجل وطن يسع الجميع وبهم يستقر وينمو.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق