السبت, 09 مارس 2019 03:54 مساءً 0 285 0
تحليل اخباري
تحليل اخباري

والجود ليس دائما بالموجود

الشيء وضده
تباطؤ ملحوظ سمة التغييرات العملية الجريئة  المنشودة المنتظرة عقب القرارات الرئاسية المدوية، والتنبوءات تبدو مضاربات نخشى كذلك تحول سوقها من الطبيعى للموازى، التكهن بما هو آت ضربة حظ وبخت وليس من عناصر وأسباب يمكن الإمساك بها، فلذا تسمع من التحليلات والتأويلات مما يدير الرؤوس والعقول حتى تصبح قابلة للأخذ بالشئ وضده، وخابت بعض الرجاءات والظنون وولاة عسكريون يعيدون ذات التشكيلات الحكومية بينما لديهم وبحوزتهم تفويض رئاسى مشهود لتعيين وجوه جديدة ودماء حارة من الكفاءات الفنية، كانت دعوة صريحة لتغيير الجلد غض الطرف عن من أحسنوا وأجزلوا العطاء ممن أطاحت بهم القرارات الضرورية والمهمة إستجابة للحراك الجماهيرى المختلف الذى يتم الإحتذاء به الآن فى غير ما بلد،فلم يكن مهضوما ومفهوما إعادة ذات الطواقم فى عدد من الولايات،طواقم لاينقصها إلا ذات الوالى،والوالى مثالا فى ولايات كان متقدما فى الرؤى والجهد والأداء على طاقمه الوزارى والإدارى بصورة للأنظار ملفتة،فلا يعقل عودة ذات الطاقم منقوصا واليا مجربا وحده من طاله التغيير وعليه فما من ضير وفارقة تعيينه مستشارا بدرجة والٍ، فهل كأنك يا أبوزيد ماغزيت؟ والله ولي الأمر من قبل ومن بعد!
المداورة والمناورة
ربما يعزو مراقبون عودة الحرس المدنى القديم لعسكرية الولاة الجدد وعدم إلماهم بالحياة السياسية المدنية، فكسبا للوقت أعادوا ذات الوجوه للإستعانة بها ربما للضرورة الملحة وليكون الفيصل الأداء والقدرة على مجانبة النمطية ومفارقة الصورة الذهنية المستشعرة،فالأسماء ذات الأسماء قد يتحسن أداءها تحت إدارة منضبطة ومسؤولة غير منشغلة بترهات السياسة ومحاصصتها وترضياتها التى يؤسفنا مشاهدة ذات ملامحها فى الحراك السياسي واللقاء الجهوي على غرار ما شهدنا إجتماعا هنا وهناك وإن كان لدعم قرارات التغيير، فإنه أقرب للنزوع للمحاصصات والترضيات على حساب مصالح كلية مهضومة ثار الحركيون لإستعادتها غير منقوصة وغير متنازلين قيد أنملة عن ممارسة نُقلة فى كل شئ،والمطالبة تنطوى على خسائر جمة لمناهضى التغيير عنيفا كان أم سلسا ناعما ولو أنهم يفهمون أن التغيير المطلوب كفّال للحقوق والواجبات ودونه دعوات زائفة للتغيير لإحداث البلبلة مبطنة بروح الإقصاء والرغبة فى الإنتقام بدلا من العقاب العادل بأثر رجعى،فالساحة لاتحتمل مطلقا الإنفراد لتعقيداتها وتشابك خيوطها ومصالحها وصعوبة إدارتها أحاديا قهريا وقسريا أو إختياريا وكما لاتحتمل المداورة والمناورة، وكما تتعرض الآن لأشد هجمات الإستلاب الفكري والأخلاقي والذي يبدو جليا في المواجهات السودانية السودانية المؤسفة.
الظاهر والباطن
ومزعج جدا أن الحراك السياسى لا يناظر ويقابل الجماهيرى ولازال متمترسا فى محطات وعقبات كؤود، فتعيين أحدهم فى منصب فخيم وكبير ما كان يستدعى من قبل ومن بعد تقديم التهانى والتبريكات، التكليف بأداء وشغل وظيفة فى مثل ظروفنا بالغة السوء والتعقيد يتطلب الدعوات بالتوفيق بعيدا إقامة حفلات التهانى والتبريكات من قبل ذوى وجهة مسؤول لم يفتح الله عليه بالإعتذار عنها، شهدنا إحتفائيات جهوية ببعض المسؤولين بعد خطاب التغيير المفتوح للمزيد، وفي الإحتفاء مشابهة لما مضى وقد فات فلنا الحاضر والمؤمل ليس غيبا، هى ذات الممارسات السياسية والحزبية آحادية الجوهر والفكر الذى يردينا مع صبح كل يوم جديد، ليست بشارات خير ولا فألا حسنا، تقديم التهانى والتبريكات لشاغل منصب عام توحى بأنه حاز على غنيمة عطفا على الفساد المالى والإدارى والأصوب بل ومنطق الأشياء أن يحظى بتوجيهات ونصائح للإبتعاد عن مواطن ومواقع الشبهات إفرازات الممارسات الفاسدة، بأى شئ يهنّأ ولماذا أصلا التهنئة لمسؤول مطالب بعمل صعب وتحمل أمانة هى الأثقل ،ما تمنينا أبدا مشاهدة عادات قديمة، من تقع عليه تحمل مسؤولية عامة فى زماننا،عليه إن كان ولابد من إقامة سرادق بالأصالة والإنابة فلتكن  لتلقى المواساة لعظم المسؤولية مع التذكير بممارسات الفاسدين، وقد يأتينا قائل بأن ما جرى من إحتفائيات كانت لأغراض غير المنقودة ولمثلهِ نقول علينا بالظاهر وعليك بالنأي عن المحظور بعد التغيير الذي لا زال منقوصا.
الموت البطئ
والفساد خشم بيوت، وتفشيه المحفز للإنضمام للحراك الجماهيرى السلمى الأمر الذى يتطلب حراكا سياسيا على ذات نسق ومنوال الحراك الجماهيرى المتطلب لممارسة سياسية مغايرة أشكالا ومعان لأدبيات حزب المؤتمر الوطنى فى المعترك السياسى القائمة على الحشد والإحتشاد بدلا من رد الأمر للناس بطرائق مختلفة،إستفتاء الناس فى شأنهم وكيفية إدارته ينبغى أن يكون أدبا جديدا ليس صعبا إيجاد تشريعات بموجب طوارئ هى الأخطر، ولو كانت الممارسة السياسية ناضجة راشدة لسهلت الأمر والعودة للناس، ولكنها ولا زالت فى مهدها حابية، تحتاج لتشريعات تغييرية ثورية تخالف القديم فى كل شئ مع إستصحاب مطالب الرافضين والداعين للسقوط المصنفين مثل عصفنا هذا هرطقة داعمة للموجود، والجود ليس دائما بالموجود غير المشرف، وعليه ليس فى ما مضى ممارسة سياسية مشرفة، وفرق بينها وتحقيق إنجازات مهما شمخت وسمت فى غيابها ،هى خضراء الدمن، إنا نتلمس إنخافضا فى روح من استبشروا خيرا بتغيير لا يبقى ولايذر مما فات،ذلك أن الإشارات الأولية لإحداث تغيرات مجلجلة لا زالت دون الطموحات وتلبية الأمانى والأشواق مثلا باسترداد ولو بعض الأموال المنهوبة وفضح أسباب الشح فى الوقود والدقيق والنقود، وحبذا تقديم قضايا فساد مالى وإدارى من العيار الثقيل للقضاء وغيرها من الخطوات الحيوية والضرورية لإحداث نُقلة كبرى تخرج البلاد وأهلها المتفرقين من ضيق التفرقة والشقاق لرحاب الوفاق والإتفاق الذين دونهما بل والإستعجال بالإيتاء بهما عنوة مزيد من أسباب الموت البطئ.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة