حلايب وشلاتين
بقياس الاهمية والضرورة والمنفعة ليس هناك خبر مثل الخبر الذي تحدث عن اكتشافات للنفط والغاز بمصر وبشريات بخصوص نفس المميزات في حدود السودان وعند مناطق البحر الاحمر والخبر الذي يليه خبر عدم الربط الكهربائي بين السودان ومصر وتأجيله لأجل غير مسمى وعبارة غير مسمى فيها معنى الالغاء أو التراجع عن المشروع دون ذكر للأسباب والمبررات وعدم تحديد الموعد لمواصلة المشروع وجعله مبهماً واضح من دلالة الالفاظ الانسحاب منه .
وأهل السودان ظلوا يتطلعون لعلاقات حميمة مع الجارة مصر ووضع هذه العلاقات على أعلى سقف لما تجب فيه العلاقات مع الدول , ولكن نستدرك بها لو حرصت مصر على تطوير هذه العلاقات وإزالة الشوائب التي تعترض هذه العلاقات لانسحبت من حلايب وشلاتين التي تعلم ويعلم العالم أنها تقع داخل حدود السودان وقد علم بذلك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي قرر الانسحاب من حلايب فوراً بعد لقائه بوزير الخارجية الراحل محمد احمد محجوب والرسالة القوية التي أرسلها رئيس الوزراء عبد الله خليل بك ولكن تجديد قضية حلايب كانت بسبب مكايدة الرئيس السابق لمصر محمد حسني مبارك لمحاولة اغتياله التي اتهم بها السودان وقد قال الشعب المصري قولته في رئيسه فصار رئيساً مخلوعاً تلاحقه لعنات الشعب المصري .
فترة الهجوم الكاسح من بعض اجهزة الاعلام المصري على السودان وشعب السودان التي وصلت درجة إنكار احد الاعلاميين المصريين لدولة السودان ومارسوا كل عبارات العهر الهجاء والشتيمة المشهور بها الاعلام المصري منذ حرب اليمن وقد كتبها الشاعر نزار قباني في قصيدته المشهورة هوامش على دفتر النكسة بعد الهزيمة التي تجرع الشعب السوداني مرارتها تضامناً مع الشعب المصري حيث قال نزار :
انعي لكم يا اصدقائي اللغة القديمة
وكلامنا المثقوب مثل الأحذية القديمة ومفردات العهر والهجاء والشتيمة ونربأ بأنفسنا من مجاراة بعض الاعلام المصري في تلك الفترة ونحافظ على عبارات الشعب المصري الشقيق بدلاً من الرد على عبارات يا ابناء البوابين والعبيد وغيرها التى وصلت حتى أمهاتنا والتسجيلات موجودة وإن محيت من الوسائط ففي أذهان أهل السودان موجودة .
ولست من دعاة الفتنة ولا اريد شحن العقول بالضغائن ولكني أريد من الحكومة السودانية أن تجعل قضية حلايب وشلاتين من أبجديتها والعمل على إعادتها لحضن الوطن و على تحقيق البشريات التي شملت السودان ومصر والمملكة العربية السعودية وأهلنا يقولون ( القال حقي غلب)والمعنى واضح فلا نريد أن تكون بيننا وبين أهل مصر صراع والأرض والعرض لا تحتمل التساهل والترضيات والمطلب عادل فردوا لأهل السودان أرضهم وليذهب الربط الكهربائي إلى أي أجل غير مسمى ,اكتفي بذلك ونكتب بس
