الخميس, 21 مارس 2019 03:15 مساءً 0 261 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

مريم الوالدة الاولي والاخري

حتى الطير يجيها جيعان
ويا ويح من أدرك راشدا أباه وأمه أو كليهما ولم يدخلاه جنته تلك الموعودة بحجم فجاج الأرضين والسماوات من فوقها، وأتيه عجبا وأمشى الهوينى قادلا كل ما دخلت حوش أمنا مريم القراى أطال الله عمرها وأبقاها سندا ومددا وحرزا ووقاية ولوحا ودواية بلا خلوة وقرآن يتلوه إنس وربما يشقشق به طير،لازالت تصنع الطعام للآخرين وهى نصف واقفة وبهامةٍ عُلوية والدنيا لديها كلها سُفليها، قد تتعثر وهى تتناول كمشتها ومفراكتها لتطعم ثلة في كل جمعة راتبة مدعويها فتحٌ من السماء، فتنهض بالعزيمة والإصرار حامدة شاكرة لربها بالآلاف حتى يوم الوقوف بل الوقاف كما ترددها فى سرها وجهرها، تسخر أنفاسها وحياتها منذ نعومة صباها حتى أزاهر شيبتها لإطعام كل الخلوق معها وحولها ومن فوقها، ومن هم فوقها طيور الله فى سماها وسبحانه رازقها فى وكناتها،لاتلقى ببواقى نعمة طعاما أو شرابا وليس لكليهما  بحوزتها سلة ومرمى يخصصهما غيرها لبواقى الأطعمة لتتحول لما لايجوز أن تنتهى إليه زبالة! تستعين الوالدة مريم بقطعة كرتون أو قطع أسمنتية أو سيراميكية نظيفة لتضع بواقى أطعمة ومشاريب موائدها لواردي حياضها وحوضها ورب العزة للطيور فى سماواتها وهى عالمة برازقها فى طيرانها وحلولها ،ومن عجب الطير يقبل على موائدها غير واجف من حركة الداخلين جيئة وذهابا غير آبهين به ولا منتبهين لفعل الوالدة   المبرورة غير المنانة،هى سليقتها وفطريتها مجبولة عليهما متوكئة متوضئة تقرأ الفاتحة جهرا فى صلواتها في كل مواضعها وما ينبغي في سرها عند ربها مقبولة والنية سليمة والطير من حولها بين طائر وراك منتفش يزغزغ بحمد ربه ومسبح، يا لها من صورة تخفف عنى حزنى وتزيح عن كاهلى همى وثقلى كل ما دخلت حوش الوالدة مغنيا سرا...
ها هى الأرض تغطت بالتعب

{ هي فاطمة أبوذر
هن أمهاتنا رحماتنا الباقيات الصالحات القانتات، ومع الغفارى أبوذر وحيد زمانى من عاصرته قبل نحو أربعين سنة إلا قليلا قبل إختفائه الحدوتة أترنم:
يا فاطمة لم كلما
                   أوغلت فى عينيك
                                             يقتلنى ظمأ!
وإنى لأشهد لك بأن حسناتك، إطعامك وبرك يوقنك كما يوقنن الوالدة مريم الأولى والأخرى، ولأخى أحمد أشهد ببرها وقاية له من عظيم وجليل مصابٍ كلما حل وطامة وقع عليه، فقد سخرها ربه غير والدة رؤوف رؤوم له، دالة على فعل الخير بإنفاق من لايخشى الفقر عليه إلا من نفسها سبحانك ربى إنى كنت من الظالمين، تبادله بره ببرها فلا تُفني خيرا تتلقفه منه ممدودا غير مقصور ومنقوص وتلاحقه بالصلوات والدعوات والحمد سورة جهرا وسرا، إذ تستهلك منه مالايذكر ولايقيم أودا لعلميتها بفنائه وعدم بقائه،تعلن مقاطعة لسلع كل ماتناهت أسعارها بما لايستوعبه ويتحمله برها لنفسها، فتعلن المقاطعة على سلع بعينها وقد سمعت بازدياد أسعارها وإنفلاتاتها متعجبة مستغربة وليس بينها والتضخم والإنكماش والكتلة النقدية وأزمة السيولة معرفة وعمارا،عمارها فى الإحجام عن الشراء لذاتها إدخارا لمال فلذة كبدها لتبر بها برا هو متعتها وملاذها الآمن، تحنو على الإبن وتقاطع لتوفر له جنيها واحدا وتستودعه لديه أمانة تردها بطلبها مضاعفة لغيرها غير هيابة وآبهة قانعة بمردوده عاجلا في دنياه وآجلا في آخرته، منه غير معنية بالدولار وتطاوله وقلة أدبه على جنيهنا المسكين، تطلب لبن الطير وماء العيون لأجل أفواه وأرانب متيقنة متوكلة بأنها تُبقي ولا تُفني ما تقدمه لوجه كريم ولطيره فى سمائه وفى حله وترحاله دونما بحث عمن يرد الجميل ويتقدم بالشكر الجزيل، هى أمنا وأمهاتنا السودانيات المؤصلات، إسألوهن الدعاء لدى الغدو والرواح وعند غدو الطير خماصا وعودته بطانا، الدعاء بالفرج مما نحن فيه محزونين مهمومين وناسين أنه فراج الكرب وقاشع الظلمات بدعوات الأمهات، لا تحفظوهن ملقنين لهن ولأقدارهنّ محطين فيما بينكم من تواصل تغير حالنا وتبدله ودعوهن على سجيتهن يسعين لمشاركة رب العزة جل وعلا لا يردن لأنفسهن إطعاما ولا سُقيا وشكرا ويبغين عبادته ساجدات يسبحن بعظيم نعمه وآلائه حبا دافقا ليس طامعا ولا مقدما عليه توقهن لجناتهن بحجم فجاج الأرضين والسموات،جنات يفسحنها لكم الأبناء والبنات لتتفسحوا فيها برا وودا وتواصلا فهلا فعلتم...
والبحار لم تتخذ شكل الفراغ
والطير يحلق فوق موائد مريم الوالدة الأولى والأخرى.
وبالله التوفيق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة