الأثنين, 25 مارس 2019 02:56 مساءً 0 189 0
بعد فصل (الجنوب) لم يعد لي أمير
بعد فصل (الجنوب) لم يعد لي أمير

رئيس حزب الإصلاح القومي حسن السماني في إفادات لـ(أخبار اليوم)

عاب رئيس حزب الإصلاح القومي التشكيل الحكومي الأخير وقال إنه لا يمثل حكومة كفاءات بل «ولاءات» مبيناً أنه لا يخدم المواطن في شيء ، وقال إن التشكيل جاء ضد إرادة ومصلحة البلاد.
ودمغ السماني المسؤولين بأنهم دون المستوى المطلوب،  وقال إن خطاباتهم لا تفيد في شيء .
وأشاد بالذين اعتذروا عن تولي المناصب الوزارية في الحكومة الجديدة ووصفهم بالعقلاء،  وكشف عن رفضهم المشاركة في الحكومة في المجالس التشريعية حينما عرضت عليهم المشاركة في حكومة الوفاق الأولى، وقال إن من يشارك في هذا الوضع سيكون من أجل مصلحته الشخصية، ودلل على قوله هذا بأن حكومة الوفاق جاءت لكنها حارت ولم تفعل شيئاً.  
حوار: الرشيد أحمد

وسطية وديمقراطية
{ حدثنا عن حزب الإصلاح القومي وأهم مرتكزاته الفكرية والسياسية التي يقوم عليها؟
تأسس الحزب في العام 2013م، وتقدم على حركة الإصلاح الآن في كلمة الإصلاح، والسياسة لم تكن جزءاً من اهتماماتنا، اخترنا طريق الدعوة والجهاد في العمل الإسلامي والحركة الإسلامية، وقضينا أكثر من 17 عاماً في هذا المجال.
 حدث تحول كبير بعد اتفاقية نيفاشا حيث اطلعنا على أسرارها وكنت حينها ضمن القوة الموجودة في توريت التي استشهد فيها أحمد محجوب حاج نور، عندها كانت الاتفاقية مقدمة لانفصال الجنوب وحق تقرير مصيره، وقلت إن من وقّع الاتفاقية لن يكون أميراً لي بعد اليوم، عدت من توريت ولم أخرج بعدها للقتال أو الجهاد، بعد هذه الفترة بدأت تتبين معالم الإنقاذ وشممنا رائحة فسادها، وبناءً على هذا بدأنا واستشعرنا المسؤولية في العملية السياسية، واخترنا مكرهين العمل السياسي منطلقين من الموروث الثقافي والخلفية الدينية ومبادئ كرامة الإسلام وما يوفره من الحرية الإنسانية والعدل والمساواة والسلام العام وحرياته وحقوقه الكاملة ونظرة الإسلام لكل هذه القيم، هذا منطلقنا الذي جئنا به ، الانقاذ وكل نماذج الدول الإسلامية التي طرحت في العالم العربي، كلها كانت ممارسات مشوهة وكان لابد أن نخترق هذا الأمر عبر السياسة، وجئنا بطرح وسطي لا تطرف فيه يميناً أو يساراً، دعونا لوسطية وديمقراطية منضبطة مع القواعد والقيم الإسلامية الإنسانية التي تعطي الإنسان حرية في حدود المصلحة العامة.
الظروف المعيشية
{ انتظم حراك شبابي عم كل أرجاء البلاد الآن كيف تراه؟
دعونا في رمضان الماضي حينما كانت هنالك لقاءات لتعديل الدستور وإعادة ترشيح الرئيس، وكانت اللجنة التي قابلناها برئاسة علي محمود، وقلنا له سنقدم لكم ثلاثة مقترحات إذا وافقتم عليها هنالك مقترح رابع سنلغيه، قلنا له أولاً على الرئيس القيام بانقلاب؛ لأن السفينة كانت تحمل فوق طاقتها، ويعلن الطوارئ وينشئ مجلس سيادة من القوات النظامية لحفظ البلد وحكومة انتقالية من التكنوقراط لمعالجة كل المشكلات، والمقترح الثاني أن  الوطني لم يعد واجهة للإنقاذ، وعليها أن تجد واجهة جديدة.
نحن توقعنا هذا الحراك، وكان واجباً أن يتحرك الشعب السوداني لأن كل مبررات الحراك توفرت ، وعندما بدأ الحراك لم يكن بتوجه معين بل للظروف المعيشية الضاغطة جداً على المواطن، حتى الأغنياء بعد إفلاس البنوك وانهيارها أصبح الضغط عليهم كبيراً، وفقدت الدولة مقوماتها.  الثورة انطلقت ولا ندعي أننا تبنيناها أو قدناها، لكننا دعمناها بقوة، لأنها كانت دستورية ومنضبطة جداً في الشارع، والمطالبات كانت قانونية وواقعية، وأنشأنا الجبهة الوطنية للتغيير وتضم عدداً من الأحزاب السياسية لدعم الحراك في الشارع.
لا جديد
{ حلت حكومة الوفاق الثانية إثر الحراك، وشكلت حكومة  جديدة برئاسة إيلا؟
لا جديد فيها، ولم تكن هذه حكومة كفاءات، السودان زاخر بالعلماء في كل أنحاء العالم هناك نحو 25000 خبير ينتشرون في الدنيا ولدينا حكام في أمريكا، وكمال حمزة بنى الخليج، ولدينا شباب أذكياء درسوا كافة العلوم المتقدمة، كان بالإمكان الدفع بهم وترك هؤلاء الذين جاء بهم لأنهم لن يقدموا شيئاً للبلاد.
 الظل الإداري
 { تم تعيين حكام عسكريين للولايات، وشكلوا  حكوماتهم وأبقوا على بعض الوجوه القديمة؟
هذه الإجراءات مشوهة، لم تقلل الظل الإداري الذي هو إحدى مشكلات البلد، هذه الإجراءات ليس فيها جديد حتى الحكام الذين عينوا في الولايات   ليسوا بمؤتمر وطني؛ لذلك لا يملكون حرية اختيار الوزراء، وهل اختيارهم كان مبرراً أم أن هؤلاء ناسي، إن أردت تعيين وال للنيل الأزرق سآتي بعسكري من أبناء الولاية، لأنه يفهم المنطقة ويعين وزراء من الولاية ذاتها من الشباب وليس من الذين جربوا من قبل لأصدق أن هذا أمر جديد، ويقتنع الشعب السوداني بأن هنالك جديداً جرى.
دواعي الطوارئ
{ أعلنت الطوارئ في البلاد لمدة عام، وقلصت لستة أشهر ماذا عن دواعي الخطوة؟
الطوارئ تفرض لأسباب دستورية، مثل الغزو الخارجي أو التهديد الأمني للبلاد  أو الوباء  أو الكوارث الطبيعية أو الحرب الأهلية، كل هذه المبررات لم تكن موجودة لإعلان الطوارئ بالبلاد، وأصبح الفساد كارثة في البلد، هل إعلان الطوارئ وجه لمحاربته، وحتى اللحظة لم يحاكم مفسد، وحوكم الشباب ، كان حراكهم بلا مخالفات للدستور أو تهديد للأمن، الغريب أن محاكمات الطوارئ نفذت قبل إجازتها من البرلمان وهذه مخالفة للدستور، والطورائ في الأصل لحماية الوطن ومواطنه ، كنت سأقبل بها إن وجهت لمحاربة الفساد.
حكومة ولاءات
{شكلت حكومة إيلا  وقيل إنها ستكون حكومة كفاءات هل هي كذلك؟
أراها حكومة ولاءات ولا علاقة لها بالكفاءات، الآن الحكومة لا تقدم للمواطن شيئاً، وتعمل ضد إرادة المواطن ومصلحة الشعب، وخطابات المسوؤلين كلها دون المستوى المطلوب، وكل الذي يحدث هو ما دعانا للدخول في السياسة.
المربع الأول
{ الحكومة أبقت على وزراء قدامى، واعتذر البعض عن التكليف؟
الذين اعتذروا أراهم عقلاء، أنا عرض عليّ هذا الأمر في حكومة الحوار الأولى لكني رفضت المشاركة والدخول في المجالس التشريعية لأن من يشارك في هذا الوضع أعده صاحب مصالح شخصية، لأنه يعلم أنه في هذا الوضع لن يتمكن من فعل شيء، وأكبر دليل على ذلك أن حكومة الوفاق جاءت وحارت ولم تستطع فعل شيء؛ لأن الفساد والانهيار في البلد أكبر من حجمها، أصلاً إن لم يحل الشكل الإداري المترهل  سنعود للمربع الأول، الولايات تصبح تسعاً وتلغى المعتمديات وتعطى المسؤولية للضابط الإداري الأول والذي هو أصلاً المعتمد الحقيقي وفي الخدمة المدنية يعمل بهذا.
توجد وزارات ليس لها فائدة أو إنتاج وهنالك حجم كبير جداً من العاملين، لتشكيل حكومة حقيقية يجب إلغاء كافة المناصب الوهمية، من كان مشاركاً فشل، لم ينجح وزير في مهمته، لا يوجد وزير أقنعنا بأدائه حتى رئيس مجلس الوزراء السابق لم يقنعنا بأنه شخص يستحق الاستمرار في وزارته، وجيء بهؤلاء إما لإرضاءات أو محاصصات أو نظرة جغرافية لقبيلة أو بيت له أهميته في الانتخابات لإرضاء من هو خلفه، وهذا لن يأتي بنتيجة ولن يحقق مصلحة عامة، وهذه من أخطاء الإنقاذ لثلاثين عاماً،  واليوم كان عليها أن تجدد نفسها، والوزراء الذين اعتذروا احترموا أنفسهم والشعب السوداني، وهنالك من بكى بدموعه حين حلت الحكومة، هؤلاء لن يقدموا للبلاد شيئاً.
بلد غني
{ الأزمة الاقتصادية ماتزال شاخصة ولم تراوح مكانها ولم تعالج؟
من المضحكات في هذه البلد أن تحدث فيها مشكلة اقتصادية، السودان فيه أجانب زرعوا قمحاً كان يمكن أن يكفي البلاد حاجتها والدول المجاورة، طريقة الاستثمار والعقود غير أخلاقية، وهنالك ناس "حقي وينو"، حدوث انهيار اقتصادي في هذه البلاد غير منطقي، مدخراتها كبيرة وهي كنز الكون، إن صدرت البرسيم فقط لأصبحنا أغنى دولة في العالم، لدينا مقومات الاقتصاد لكن الدولة مصرة على الذين لهم ولاءات وهؤلاء لا ينتجون، مشكلة الاقتصاد في البلد الفساد وعدم الأمانة وعدم التخصص، أين البرامج التي وضعت للنهوض به، المشكلة أيضاً في السياسيين، ما يجري ليس باقتصاد ومعظمه في الجبايات والعوائد وهذا وضع منهار.
تقوية المعارضة
{ الساحة السياسية بالبلاد بها سيولة،  في ظل هذه الظروف المعقدة كيف تقوم ما يحدث؟
الجبهة السياسية، كما قلت أنت البلد بها سيولة سياسية، وهذا وصف جميل، الأحزاب التي يتجاوز عددها الـ (100) حزب  بنتها الإنقاذ وهم مجموعة وظيفتهم السياسة وعليها يعيشون، الحكومة تعتمد على الإتاوات التي تمنحها الدولة مقابل قيامها بشرعنة برامجها والانتخابات والحوار والتعديلات، هذا الوضع إن كانت هنالك حكومة راشدة لقامت بإلغائه، كل هذه الأحزاب لا  تستحق أن تدير أمر البلاد، وهذا واقع محبط وليس له عائد مقبلاً.
الأمر الآخر الجبهة الوطنية للتغيير هي مجموعات تحالفات سياسية على أساس أن الأحزاب ضعفت، وهذا من فعل الإنقاذ، ولمعالجة هذا الضعف عملنا على تجمع في تحالفات لتقوية المعارضة حتى تكون هنالك مواجهة حقيقية للوطني؛ لذا الجبهة تضم تحالف 2020 والاصطفاف الوطني وقوى المستقبل للتغيير وكتلة المستقبل للتغيير في البرلمان، وهي انفعال ودعم للحراك ، وأعددنا مذكرة تحدثنا فيها عن تغيير سلس وحكومة انتقالية لا تتجاوز السنتين أو الثلاث سنوات ومجلس سيادة، وللأسف الحكومة وجهت لها  كثير من  المذكرات ولكن لم تأبه لها ولم  تتعامل معها، وهذه الأفعال حكمت على الحوار بأنه لا قيمة له.
الجبهة الوطنية للتغيير هي جبهة متماسكة من أحزاب وطنية،  وواضح أن الحراك في الشارع ممتاز ويحاول أن يتبناه اليسار عبر كتله المختلفة، وتجتهد في رفض وجود الجبهة الوطنية فيه،  وكما قلت الشارع فيه حراك حقيقي نحن معه وندعمه بقوة.

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق