الثلاثاء, 26 مارس 2019 02:38 مساءً 0 273 0
بعد بلوغ الستين
بعد بلوغ الستين

سياسيون.. بدرجة المعاش

الخرطوم: الهضيبي يس
أثارت تصريحات عضو المكتب القيادي بحزب المؤتمر الوطني د. أمين حسن عمر عن ضرورة البحث عن رئيس جديد للحزب في عمر «40» عاماً وعدم تقديم من تجاوز عمره «60» عاماً لتفهم تطلعات واحتياجات الشباب، أثارت جدلاً.
بهذه الإفادات أعاد «أمين» فتح الباب مجدداً على مصراعيه  أمام تساؤلات تكاد تدور في أذهان الكثيرين حول قدرة الأحزاب والقوى السياسية بالبلاد على تقديم بدلاء لرؤسائها الذين يتفق معظم من بالساحة أن الزمن قد أزف ولابد من الترجل.
رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي الذي يعتبر من مواليد العام 1932، تقلد رئاسة حزب الأمة القومي في مطلع ستينيات القرن الماضي ـ في العام 1964ـ ومن وقتها مايزال الزعيم الخالد على رئاسة الحزب.
المهدي الذي تدرج في إدارة شؤون حزبه مروراً بمراحل الفترتين الديمقراطيتين وحكم حكومات العسكر مايزال رئيساً للحزب بحكم ما ينص عليه دستور حزب الأمة القومي ولوائحه على الرغم من بلوغه سن الثمانين.
نفس الشيء يكاد ينطبق على رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مولانا محمد الميرغني، فهو الآخر من مواليد ثلاثينيات القرن الماضي، وشغل الميرغني رئاسة الحزب عقب قيام آخر مؤتمر عام للحزب في العام 1986.
مولانا الحاضر الغائب ظل على مر الوقت يصدر الأوامر ويدير شؤون الحزب من على البعد، بعد رحلة الخروج الأخيرة في العام 2013 لقاهرة المعز.
الرئيس البشير الذي يعتبر من مواليد العام 1944 شغل منصب رئيس الجمهورية ورئيس حزب المؤتمر الوطني منذ العام 1989 حتى فبراير الماضي.
القاسم المشترك بين هؤلاء بمن فيهم الأمين العام الأسبق لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن عبدالله الترابي وسكرتير عام الحزب الشيوعي الراحل محمد إبراهيم نقد، التقارب في العمر ومعايشة مجموعة من المواقف والأحداث السياسية والاقتصادية بالبلاد بحكم تقلد زمام المسؤولية بترؤس تنظيمات سياسية مروراً بمرحلة كبر السن والذي تخطى نحو ستيناً عاماً، سيما أن بعض المراقبين لأوضاع ومراح تدرج الأحزاب والتنظيمات السياسية ينظرون إلى قضية ترهل وتقزم الأحزاب وعدم إنتاجها سياسياً وفكرياً يعود إلى تمسك رؤساء تلك الأحزاب بالمقاعد وعدم الرغبة في إفساح المجال لآخرين في ظل طموح يتولد بصفة يومية وسط شريحة الشباب.
ويقول عضو حزب المؤتمر الوطني محمد عبدالله إدريس في إفادة لـ(أخبار اليوم) إن عدم استيعاب الأحزاب السياسية لقدرات وطاقات الشباب واحد من الأسباب التي أدت إلى تدهور الممارسة السياسية بالسودان.
ويضيف إدريس: صحيح حديث د. أمين حسن عمر  بأنه مع متغيرات الوقت وتسارع أدوات العمل على المستوى الداخلي والخارجي هناك حاجة إلى تنظيم لاستبدال جلده ومواكبة عوامل التغيير حال رغب في البقاء.
نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر قال في حديثه لـ(أخبار اليوم) أضحت قضية وجود الشباب وسط الأحزاب والتنظيمات السياسية من الضرورة بمكان، باعتبار أنهم المعبر الحقيقي عن حالة البقاء وتنفيذ توجهات الكيان السياسي فكرياً وسياسياً.
وأردف عمر أن حزبه المؤتمر السوداني يكاد الحزب الوحيد الذي قام باستبدال رئيسه السابق إبراهيم  بعمر الدقير في بادرة عملت على تنفيذ انتقال سلس داخل تنظيم المؤتمر السوداني.
واستدل بشخصه الذي يحسب ضمن قوائم الشباب، باعتبار أن ما حدث جزء من تحمل المسؤولية وصقل الخبرة، وطالب الشباب بعدم التوقف والاستكانة قط وأخذ الفرصة بأحزابهم عند طرح آراء قوية يتمثل فيها قدر كبير من الجرأة وقوة المضمون.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق