السبت, 13 ابرايل 2019 01:28 مساءً 0 254 0
رئيس اليوم (الواحد) ابن عوف ..
رئيس اليوم (الواحد) ابن عوف ..

الخرطوم : الهضيبي يس

يعتبر رئيس المجلس العسكري الانتقالي ووزير الدفاع السابق الفريق أول ركن عوض ابن عوف أول أسرع رئيس دولة يمر علي تاريخ السودان حيث لم يمضي علي الرجل سوى ساعات من أداء اليمين الدستورية رئيساً للمجلس الانتقالي الذي خلف الرئيس السابق عمر البشير ، حتى انهالت علي ابن عوف مجموعة من الانتقادات التي سرعان ما تحولت لموجة من الغضب والرفض والضغط علي مستوي الشارع السوداني بعد تمسك قيادة الحراك بمقر التجمع بالقيادة العامة بعدم الاستجابة لمطلب إخلاء المكان والانصياع لأوامر حظر التجوال وفقاً لما ورد في البيان لتمارس علي ابن عوف كماشة الضغوط التي اتخذ بموجبها قرار التنحي في فترة لم تتجاوز 24 ساعة.
ابن عوف الذي اطل علي الشعب السوداني من خلال بيان يعتبر الثاني له ، سلم زمام قيادة المجلس للمفتش العام بالقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بل وذهب ابن عوف أبعد من ذلك بالاستجابة لطلب رئيس الأركان الفريق أول كمال عبد المعروف بإعفائه من منصب نائب رئيس المجلس بعد ساعات فقط هو الآخر.
برهان الذي يعتبر وجه غير معروف للشارع السوداني ودهاليز السياسة مواجه بمجموعة من التحديات والتقاطعات السياسية والاقتصادية بدءاً من عملية تكوين حكومة توافق سياسي مابين العسكر- المدنين لإدارة شئون البلاد خلال الفترة الانتقالية والتي مداها عامين فضلا عن مجابهة التحدي الاقتصادي والأمني تحسباً لعدم انزلاق البلاد نحو الفوضى.
بينما قرأ البعض قرار ابن عوف بأنه استجابة للشارع الذي يقوده تجمع المهنيين السودانيين وتحالف قوي الحرية والتغيير ، بالرغم من تقديم المجلس الدعوة لكافة القوي السياسية للمشاركة في الحكومة المرتقبة.
وطبقا لما سبق فان ابن عوف اختار التنازل عن السلطة حيث لم يمض فيها سوى يوم واحد ، بينما الحالة المشابهة علي مر تاريخ السياسة السودانية كان تنازل رئيس الحكومة الانتقالية في العام ١٩٨٦ المشير عبد الرحمن سوار الذهب حيث تخلى عن السلطة بمحض إرادته بعد نحو عام
حيث لم يعتاد الساسة في السودان التنازل عن مواقعهم بمحض الإرادة فقد كانت معظم الحالات وآخرها مغادرة الرئيس السابق عمر البشير عن طريق الانتفاضات الشعبية أو الانتقلابات العسكرية مثل ما حدث مع الرئيس الأسبق جعفر نميري ورئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي وما ووجه به الرئيس إبراهيم عبود من انتفاضة العام ١٩٦٤.
الشاهد في الأمر أن الشارع يظل هو العامل الأساسي لحسم جميع المعارك والخلافات متى ما نشبت عبر تأييد طرف ورفض الآخر.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة