الخميس, 18 ابرايل 2019 02:28 مساءً 0 234 0
رؤي متجددة
رؤي  متجددة

حلول بس.. عبر عمليات الماسح الضوئي لمرتكزات وجيوب الأزمة

 

يعتبر قرار انحياز القوات المسلحة للإرادة الشعبية والذي أسفر عن هذا التحول السياسي التاريخي الكبير والذي تحقق عمليا باقتلاع نظام الحكم يعتبر صيغة من صيغ الحلول العبقرية والإبداعية ولا يوجد سابق لخطوة القوات المسلحة هذه الا خطوة إستراتيجية الحلول الذكية للثوار والتي انطلقت من مفهوم استدعاء العبقرية الشعبية المجربة في اقتلاع الأنظمة ومن صورها فكرة اختيار الزمان السبت 6 أبريل والمكان القيادة العامة والإنسان شخصية ورمزية القوات المسلحة السودانية والتي أثبتت عبر تاريخها العظيم ومنذ إنشاء قوة دفاع السودان أثبتت بأنها جزء لا يتجزأ من إرادة الشعب السوداني بل هي فصيلة المتقدم في حزم وحسم التحديات والمهددات التي تحاك وتحيط به وبالتالي لا مجال على الإطلاق للمزايدة على دورها ومواقفها المشرفة في الانحياز ودعم الثورات والانتفاضات الشعبية المطالبة بالحرية والسلام والعدالة والكرامة وفي هذا السياق ثمة بعض الهواجس والمخاوف تدور في نفوس وأذهان بعض فصائل القوى الوطنية بان القوات المسلحة والمجلس العسكري الانتقالي ربما يستأثر بالسلطة على مدى الفترة الانتقالية ولا يسلمها في نهاية المطاف او يسلمها بطرق وأساليب لا تتناسب ورؤية الثورة الشعبية في التحول والتغيير الجذري وهو ذات الأمر والهواجس والمخاوف التي قادت إدارة الاتحاد الإفريقي وبعض الدول العربية والأوروبية تتردد في مسألة التأييد وبعضها طالب المجلس العسكري بتسليم السلطة للإدارة المدنية فورا وان كان من مهلة زمنية متاحة خمسة عشر يوما فقط كحالة الاتحاد الإفريقي ولكن التوضيحات والشروحات التي قام بها المجلس العسكري والتي شملت مهامه ودوره ورسالتها ونفى أن توصف عملية الانحياز للإرادة الشعبية وصفها بالانقلاب، هذا الإجراء الاستراتيجي والتنويري المهم قلب المعادلة تماما على المستوي الإفريقي والعربي والأوروبي والأمريكي والآسيوي قلبها لصالح المجلس العسكري الانتقالي والذي بدوره ظل يطالب من البيان الذي أصدره الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن يطالب القوى الوطنية بالإسراع في تشكيل مجلس وزراء انتقالي مدني لإدارة الفترة الانتقالية ولإنفاذ مضامين شعار حرية سلام وعدالة وسلمية سلمية هذا بالإضافة الى تشكيل آلية تنسيقية من مرجعيات القوى السياسية لمكونات الشعب بغرض تنسيق الإطار المرجعي لأنفاس واستحقاقات الثورة ومطلوبات التحول وبهذا المفهوم السياسي والاستراتيجي تكون القوات المسلحة والإرادة الجماهيرية الثائرة قد أنجزت بدرجة كبيرة جدا مطلوبات فكر الثورة الشعبية وبالتالي المطلوب فورا الانتقال الى مرحلة فقه الدولة ذلك أن المواطن وقضاياه الضرورية والعاجلة لن ينتظر طويلا عند محطة وعمليات فكر الثورة والتي ربما يظنها البعض هي الانجاز الأعظم برأينا ان الانجاز الاعظم هو سرعة تطبيع الحياة ولن تتطبع الحياة الا بإنفاذ استحقاقات شعارات الثورة فالأزمة الحياتية والمعيشية بل حتى جانب الأمن والسلامة العامة لم يتحول بدرجة صريحة من الأحمر الى المستوى الأصفر هذا فضلا عن الدرجة الخضراء في ظل وجود أساليب ومسببات التوتر سواء الحقيقية او تلك التي تأخذ طريقها الى الإشاعات الخطيرة.
نختم بالقول ان الإرادة الشعبية والثوار والقوات المسلحة قد أنجزوا أكثر من 50% من أهداف الثورة والنسبة الباقية على مسئولية المجلس الانتقالي المدني وفي مجال تفكيك المفاهيم بوصفها اقصر الطرق لبلوغ المضامين فان الملكية الفكرية للثورة مسجلة باسم التنوع الشعبي السوداني الذي ثار بكل مدنه وأريافه وفرقانه وبالتالي القوى السياسية بكل ألوانها نصيبها الحقوق المجاورة وهذا وحده كفيل بمنع محاولات اختطاف الثورة او احتواءها او المزايدة عليها برفع اللافتات والحاضنات الذكية فالثورة ثورة شعبية تراكمية ممرحلة على امتداد الثلاثين عاما لكل جهده من الشهداء الى أسرهم الكريمة حتى اليوم المشهود ومحطة الإشهار الأخيرة بالاعتصام القائم ومنه إلى آخر محطة لضمان عدم إجهاض الثورة وهي محطة العصمة الشعبية العامة التي يمثلها جميع الشعب السوداني التي فرغت تماما من مهامها في الاقتلاع السياسي والدستوري للنظام ونصبت اليوم الى مهام أخرى دون إضاعة وقتها في تفاصيل تعتبر من مهام وصميم وعمل حكومة الفترة الانتقالية المدنية وليس المجلس العسكري ومنها على سبيل المثال مذكرة ولائحة الفساد والعدالة والتقويم التي يقدمها وزير العدل الإنتقالي، فهل أنتم منتبهون؟

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق