الثلاثاء, 23 ابرايل 2019 02:00 مساءً 0 295 0
(أخبار اليوم) تحاور عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي د. صدقي كبلو حول الأوضاع الحالية بالبلاد
(أخبار اليوم) تحاور عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي د. صدقي كبلو حول الأوضاع الحالية بالبلاد

الثورة حققت انتصارات أولية وهذه هي الأسباب

محاكم الفساد للبشير ورموز النظام لا تمثل القضية الأساسية

لهذا نصرّ على عدم مشاركة هؤلاء في الفترة الانتقالية

إصرار المجلس العسكري على عدم نقل السلطة لحكومة مدنية خطر على وحدة السودان

قطع الدكتور صدقي كبلو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني بأن الثورة الحالية حققت انتصارات أولية حتى الآن بإزاحة رأس النظام.  وقال خلال حوار مع (أخبار اليوم) إن وقوف الثورة عند هذا الحد يرجع إلى عدم نقل المجلس العسكري الانتقالي السلطة كاملة لقيادة الثورة الحقيقية ممثلة في قوى الحرية والتغيير، وحذر من أن استمرار هذا الأمر يشكل خطورة على وحدة البلاد واستمرار عدم استقرارها، ودعا المجلس إلى نقل السلطة كاملة، فيما يلي نص الحوار:

حاوره: الحاج عبد الرحمن الموز

 إزاحة رأس النظام

د. صدقي كبلو إلى أين تسير الثورة الآن في ظل التجاذبات الحالية؟
الثورة حققت انتصارات أولوية بإزاحة رأس النظام المخلوع عمر البشير واعتقال بعض رموزه ومصادرة دور وممتلكات المؤتمر الوطني وحل السلطة التنفيذية والتشريعية في المركز والولايات لكنها توقفت عند ذلك.
 قيادة الثورة
 ترى لماذا توقفت؟
أولاً لأنه لم يتم انتقال السلطة كاملة لقيادة الثورة الحقيقية وهي تحالف قوى التغيير والحرية.
 السلطة السيادية
 من يقف وراء عدم نقل السلطة لقيادة الثورة؟
يقف وراء ذلك المجلس العسكري الانتقالي الذي يصر إصراراً غير مبرر على استمرار سلطته السيادية على البلاد الأمر الذي يهدد بإحداث انقسام داخل السودان وكذلك استمرار عدم الاستقرار ويهدد كذلك السودان خارجياً إذ أن دول التحاف الأوروبي والترويكا والاتحاد الإفريقي لن تتعاون مع نظام عسكري مهما كانت المبررات؛ لذلك ندعو المجلس العسكري الانتقالي لتسليم السلطة كاملة لقيادة مدنية وأن يمثل في كل مستوياتها في مجلس السيادة ومجلس الوزراء والجهاز التشريعي، وندعو أن يقوم الجيش بدوره المنصوص عليه في دساتير البلاد السابقة وهي حماية الوطن والنظام الديمقراطي وسيادة القانون.
 النظام القديم
ما هي دوافع المجلس العسكري لعدم تسليم السلطة للقيادة المدنية؟
هناك عناصر من النظام القديم في المجلس هي التي تقاوم التسليم وكذلك يتردد بأن هناك أعضاء به لديهم انتماءات سياسية للحركة الإسلامية؛ لذلك ندعو المجلس ورئيسه لتطهيره من أي عناصر يشك في ولائها للثورة والشعب السوداني.
 القضية الرئيسة
ونرى هنا أيضاً أن اعتقال رموز النظام السابق مازال قاصراً إذ توجد قيادات ما تزال في الشارع، كما لم تشكل لجنة للتحقيق معهم حول القضية الرئيسة.
 انتهاك الدستور
ما هي هذه القضية؟
القضية الرئيسة ليست فسادهم فقط وإنما انتهاكهم لدستور السودان المؤقت في الثلاثين من يونيو 1989م والتمرد على السلطة الشرعية آنذاك والاستيلاء على السلطة بالقوة وإقامة نظام غير شرعي لمدة 30 عاماً هذا إضافة لاتهامات القتل خارج نظام القانون.
 مجدي والطلاب
من قتلوا خارج القانون؟
أولاً هناك شهداء 28 رمضان وكذلك الشهداء مجدي محجوب ورفاقه واغتيال الطلاب في الجامعات بدءاً من الشهداء سليم والتاية والاغتيالات التي تمت بجامعة الجزيرة وفي كلية التربية والاغتيالات التي جرت لثوار الانتفاضات كلها وشهداء 2013م واغتيالات الثورة الحالية وشهداء السدود والإبادات الجماعية في دارفور وكردفان وغيرها، هذه هي الجرائم التي يجب التحقيق حولها والمتهمون واضحون.
 الجبهة الإسلامية
من هم؟
على رأسهم الرئيس المخلوع عمر البشير الذي تمرد على الشرعية وشن الحرب على الحكومة الشرعية وأقام حكومة أخرى غير شرعية في محلها وعاونه مجلس شورى الجبهة الإسلامية القومية وفي مقدمتهم علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع وأحمد عبد الرحمن محمد وعلي الحاج محمد.
 الجيش أو المليشيات
جريمة الانقلاب على الشرعية يجب ألا يعفى منها لقفل الطريق أمام الانقلابات ليعرف كل من يريد التآمر على الدستور أو يستخدم الجيش أو المليشيات للانقلاب على سلطة شرعية أنه سيعاقب.
 المال المنهوب
د. صدقي كبلو هناك اتهامات بالفساد ستوجه إلى بعض رموز الحكومة ما رأيك؟
الغرض من محاكمات الفساد هو استرداد المال المنهوب حتى نضع سابقة بأنه لن يستفيد أحد مهما طال الزمن من فساده السياسي والمالي، وفي هذا الصدد ندعو لإلغاء معاشات كل من شغل وظيفة دستورية وتنفيذية في حكومة الإنقاذ واسترداد أي مخصصات منهم لأنها غير شرعية ولأنها عطاء من لا يملك لمن لا يستحق حتى نمنع الانتهازيين من التكالب على الحكومات الانقلابية، ولا يستحق المعاش إلا من عين في حكومة شرعية بطريقة شرعية.
 استمرار الثورة
لماذا لا يريد المجلس العسكري تسليم السلطة وما العمل؟
ليس أمام الثوار سوى استمرار ثورتهم حتى تنجز مهامها، ولا يمكن الوصول لمساومة بعد 4 أشهر من الثورة مع النظام القديم، وأي اتفاق لا يؤدي إلى تصفية النظام القديم بصورة كاملة وتغيير سياساته الاقتصادية والاجتماعية يعني أن الثورة فشلت فشلاً ذريعاً وأننا خنا دماء الشهداء.
 وحدة الثوار
هل يمكن استمرار الثورة بنفس تماسكها الحالي؟
هذا ممكن بالحفاظ على وحدة قوى الحرية والتغيير فهي مازالت متفقة ووحدتها صلدة بكل عناصرها وسوف تحقق بهذه الوحدة الانتصار الكامل للثورة.
جسم واحد
لكن المجلس العسكري الانتقالي يحاول جاهداً استقطاب قوى سياسية فاعلة من قوى التغيير بغرض تفتيت وحدتها ما هو ردك؟
لا أريد أن تهم المجلس بسوء النية لكن نحن في قوى الحرية والتغيير نتعامل مع المجلس باعتبارنا جسماً واحداً بالتالي لن تجدي محاولاته التحدث لنا فرادى، ونحن نعرف أن قوتنا التفاوضية في وحدتنا، ونحن في الحزب الشيوعي لا نسعى لمصالح حزبية أو لتحقيق مجد وننطلق من مصالح شعبنا وندافع عن اتفاقنا في قوى الحرية والتغيير؛ لذلك نسعى دائماً لوحدة الكلمة وانتصار الشعب.
 مفهوم الإقصاء
لكن المجلس طلب من جميع القوى السياسية بما فيها المتحالفة مع النظام السابق إعداد رؤاها حول الحكم وغيرها ما هو رأيك؟
قبل الرد على هذا السؤال أريد الحديث عن مفهوم استخدمه الناس خارج مدلوله وهو الإقصاء، يتحدث الجميع بما فيهم المجلس العسكري عدم رغبتهم في إقصاء أحد ونحن في قوى التغيير ليس لدينا الرغبة في إقصاء أحد ولكن عدم إشراك بعض الفصائل في الفترة الانتقالية يرجع إلى أنهم كانوا جزءاً من النظام والشعب ثار على كل النظام وليس المخلوع عمر البشير وحده، هذا النظام يشمل كل القوى السياسية التي تعاونت معه في الحكومة والحوار الوطني والأجهزة التشريعية، وبالتالي لا يمكن أن تكون جزءاً من تصفية النظام.
ليس لدينا أي حق أو مبرر لحرمان تلك القوى من النشاط السياسي سواء في أحزابها الحالية أو حال كونت أحزاباً أخرى جديدة، ونتمسك بشعار قديم طرحه الجمهوريون (الحرية لنا ولسوانا).

 

 

 

 

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق