الخميس, 25 ابرايل 2019 03:34 مساءً 0 240 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

محمد حسن بوشي

رفيق دقشو
إلتقيته قبل سنوات مرت سراعا فى موقف إنسانى فريد فى سودانيته،عرفت محمد حسن بوشى فى رحاب أسرة العم الباشمهندس  المدنى المنصورى عبدالغنى محمد أحمد من تبوأ مناصب تنفيذية رفيعة قبل ترجله فى العام ٢٠٠٣ بعد رحلة عملية نزيهة تقشف فيها لصالح الناس، له أبناء وبنات نجاح وفلاح، منهم الباشمهندس خضر الذى نتزامل واياه عمليا، وأخص كذلك ابنه المهندس محمد المشهور بين رفاقه وأقرانه ب دقشو، جمعته جامعة النيلين بصديقه الحميم المهندس محمد حسن بوشى ومن قبل الإنضواء تحت لواء حزب البعث، دقشو تعرض قبل سنوات فى ليل ماس لحادث مرورى بينما هو راجل لمنزله بالثورة عقب ندوة سياسية للمعارضة بميدان الرابطة بشمبات أحد أهم رموز الميادين والساحات التى شهدت صولات وجولات بين الثوار وأجهزة النظام الإنقاذى المخلوع بإمرة الثائرة الشابة، الحادثة المرورية كشفت كم هو دقشو محبوب بين أقرانه وفى مقدمتهم محمد حسن بوشى من ذاع صيته فى مطالع الألفية إثر مداخلة شجاعة فى ندوة محضورة بجامعة  الخرطوم للدكتور نافع على نافع فى أشد اوجه وأيام مجده ، وقف بوشى بشجاعة محببة للسودانيين وسلق نافع بنقد ممتد حتى إنقاذه والحاضرون بين مصدق ومكذب، لم يهنأ بعدها بوشى وذاق من المرارات ما ذاق ولكنه صبر وركز، جسارة الفتى منتهى الرقة فى المواقف الإنسانية وهى بذات تجليه فى ساعات البأس والشدة، عرفته مرافقا لصديقه دقشو ورفيقه فى ساحات العمل العام،بينما بوشى معتقلا كان دقشو مشاركا بفاعلية فى إنجاح ثورة ديسمبر حتى نال حظه من الإعتقال، لم يفارق بوشى دقشو طوال إقامته بالمستشفى ولازمه بمنزل العم عبدالغنى الذى عندما تدخله أيام تعافى دقشو لا تدرى أيهم اولاد وبنات عبد الغني من رفاقهم وأصدقائهم والدتهم الراحلة فاطمة طيفور تعكف على خدمتهم بلا كلل وملل، فى مثل هذه الأجواء عرفت وصادقت محمد حسن بوشى وظللت متابعا لوضعيته منذ اعتقاله خارج الحدود وحتى تسليمه لخصومه بل أعدائه فى أجهزة النظام السابق الأمنية اثناء إستعار إوار ثورة ديسمبر وقد كان بوشى من رموزها وحاضريها الغائبين المؤثرين  ومؤجيجيها عن بعد، وكانت محاكمته أيام إندلاع تظاهرات ديسمبر من قداحات الثورة صابة على نيرانها زيوت الإشتعال، لم تنتبه الأجهزة الأمنية للحضور اللافت للثوار والثائرين لجلسات محاكمة بوشى بالهتافات ودموع الكنداكات، ولم تدرِ أنها سقطت، كانت محاكمته ملهبة وملهمة لأحاسيس ومشاعر الثوار العارفين بتاريخه النضالى التراكمى الذى ما كان يزاود به ليثبت أنه صاحب قضية تختلف معه أو تتفق.
رمزا وخطيبا
خرج بوشى من معتقلات النظام بإعلان وقرار من المجلس العسكرى الإنتقالى بعدالة ثورة ديسمبر المظفرة، وعقب خروجه منتصرا، تحدث بذات قوته عن سوءات الإنقاذ ليحفظ له التاريخ مجاهرته بعدائها وهى فى عز قوتها وبطشها وجبروتها،ومن ثم إلتحق بوشى بساحات الإعتصام رمزا وخطيبا  مفوها مقدما تجربته للشباب فى عمره ولمن يصغرونه وكذلك لمن عمرا يكبرونه، لا يكثر من الحديث عن سيرته بل يسعى لتبصير الشباب بما اكتسب من خبرات تراكمية ونضالية تكسبه التقدير والاحترام والرمزية وسط الشباب الذى يلتف حول خطبه الحماسية وكذا السياسية التى يبدى فيها النصح حتى للمعتصمين متعرضا لما يتردد عن ممارسات تسوء جموعهم ولكنها غير مؤثرة في لحمتهم ووحدتهم، نصائح لاتسمع من أحد فى أجواء الإعتصام إلا من أمثال بوشى ممن قدموا آنفسهم باكرا فداء ومهرا للسلام والحرية والعدالة، هاتفت بوشى أمس فحدثني مطولا عن رؤية متكاملة لقوى إعلان الحرية والتغيير يحفظها عن ظهر قلب حفظا يدل على صلابته وأيام الإعتقال بل شهورها العصيبة لم ترهبه وتفت عزمه وتشتت تركيزه وقد خرج من المعتقل للوحه حافظا، بوشى يقول لن يكون الإعتقال يوما سببا فى إستغلال مكاسب من ثورة أشعلوها لصالح الإنسانية وفقا لرؤية تستمد شرعيتها من مليونيات الإعتصام وتعزيزاتها من الولايات بطرائق سودانيتها تعبق أسفار وأذكار وألواح التاريخ، قلت لبوشى انت تستحق أن تكون أحد ممثلى الشباب قادة البلد فى مراحلها المقبلة، فاقسم فى مسمعى بأنه برغم لسانه الطويل يخشى شغل منصب عام لم ولن يقاتل ويكافح لأجله مطلقا، لكونه يخاف جدا من الله وحسابه دون إدعاء لصلاح إنما خشية من أمانة حملها من جهلٍ مع من حملوها من قبل، حدثنى بوشى باستفاضة عن رؤيتهم لسودان الغد بعيدا عن ما يعكر صفوها مستقبلا دون إقصاء لكائن من كان وفقا لرؤية إعلان الحرية والتغيير الشامل للحياة السودانية وما ينبغى أن تكون عليه، بوشى وعد (أخبار اليوم) بحوار غير مسبوق تنشره للناس ربما اليوم ليكون حاضرا فى عدد الغد،حوار تجريه معه من داخل مقره الدائم بساحة الإعتصام، بوشى يحمل رؤى استراتيجية  متكاملة ضامن إنفاذها بقوة سلطة  إعتصام ستكون (أخبار اليوم) ساحة لعرضها  ولفتح حوارات عميقة حوله.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة