الخميس, 25 ابرايل 2019 03:56 مساءً 0 264 0
رؤي متجددة
رؤي  متجددة

رؤى حول أزمة واتجاهات الحلول الإبداعية المتكاملة

أن الأزمة السياسية التي تمسك بتلابيب البلاد والشعب وقواه السياسية تعتبر واحدة من سلسلة الأزمات التي تمثل إفراز طبيعي للقضية السودانية في أبعادها الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعي وغيرها وصحيح أن الأزمة القائمة لا يختلف اثنان حول أنها الأخطر في تاريخ البلاد وذلك لسبب بسيط وهو ان الأزمة تحولت لازمة مركبة على نحو خطير ازمة احدثها النظام الذي حكم البلاد لمدة هي الاطول بدأت بالآمال العريضة وانتهت بها الى الآلام المركبة ألم الإحساس بالفشل وألم وضع الوطن والمواطن ومكتسباته التراكمية في قبضة الفتنة السياسية والاجتماعية التي تسبب فيها بالدرجة الأولى سياسات الاقصاء والتضييق والكنكشة المرضية وسياسات التربص والدفن السياسي الدفين. نعم الثورة الشعبية الشبابية رفعت شعار حرية سلام وعدالة وسلمية سلمية فاتجه قطارها نحو تصفير سياسات وممارسات وهياكل النظام الذي ولي ومضي بأمر ربي وإرادة شعبي فهي لحظة معروفة لأولى الألباب ولكل من أرسل البصر وارسي السمع ودرس القصص وهو شهيد بأنها لا تدوم لأحد وان دامت لغيرك لما آلت لك وهذه حقيقة تسرى في السابقين واللاحقين كذلك ونعم ان مسيرة الثورة الشعبية والشبابية لا ينبغي لها ان تختم مسيرتها عند محطة تصفير النظام كما يدعوا البعض لذلك بشدة مستحقة نتيجة لأخطاء النظام القاتلة وبدافع العداءات الفكرية والأيدلوجية الماكرة نعم يجب ان تمضي مسيرة الثورة الشعبية والشبابية تجاه محطة تصفير الدولة السودانية العميقة 1989- 1956 خاصة أن شباب اليوم والذين لا تتجاوز معظم أعمارهم الثلاثين عاما وهم في قلب الحراك الثوري لا يعلمون الحقائق والتفاصيل المؤلمة عن كيف حكم السودان ومن هم الذين حكموا السودان في الفترة 1956-1989م اجتماعيا وسياسيا وايدلوجيا واقتصاديا ثم ما هي الأسباب الحقيقة من وراء الاختلال الخطير في ميزان العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية بالبلاد ثم ما هو الدور الاستراتيجي الذي جعل الدولة السودانية العميقة يتعارض دورها ورسالتها مع تناغم تنوع التركيبة السياسية والقومية.إذن بعد ما تفرغ الثورة الشعبية والشبابية من تصفير او تسفير دولة النظام الواحد عليها ان تتجه دون ان يتخلق ويتقاعس وتتثاقل خطى احد من تنوع الحراك الجميل سياسيا واجتماعيا نحو تصفير او تسفير او المحاسبة والمراجعة الوطنية والدستورية للدولة السودانية العميقة حتى يعلم الأحفاد والأبناء الذين ظلموا من الأولين ثم تبعهم سلوكيا وضميريا الآخرون وهذا لن يتأتي في هذا البلد الا بعقد مؤتمر قومي محضور دوليا واقليميا حول الحقيقة والمصالحة مؤتمر اقرب الى تجربة دولة جنوب إفريقيا الدولة التي قضت عبر ترتيبات الحقيقة والمصالحة على نظام الأبرتايد نظام الفصل العنصري البغيض فنحن هنا في السودان ظللنا نعيش نظام سياسي اجتماعي اقتصادي تراكمي تختلف حوله تكتيكيا الأنظمة التراكمية وتتفق استراتيجيا وهو نظام يقوم على فلسفة مغلقة خطيرة وهي فلسفة التمفصل العنصري بمعنى ممارسة عمليات الفصل العنصري سياسيا واجتماعيا داخل البنية الاجتماعية ومنظومة الهياكل السياسية والإدارية والتنظيمية للدولة وهذا النوع من الأمراض السياسية والاجتماعية الخبيثة تساعد في استشرائه التصنيفات السياسية والايدلوجية وهي نفسها تعتبر من أدوات التمويه والإلهاء السياسي لصرف الأنظار عن مراكز الخلل السياسي والدستوري والاجتماعي فلتذهب تلك التصنيفات الى حيث مكبات الظلم تذهب من تاريخ دخولها لهذا البلد والذين معها حتى يعلم المظلومون الذين ظلموا الحق والحقيقة ولسع الكلام ما كمل.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق