السبت, 27 ابرايل 2019 01:27 مساءً 0 303 0
أفق بعيد
أفق بعيد

العربية عنوان العقل

إيهاب عبدالعزيز

اللغة أداة العقل، نحن نصوغ أفكارنا ومشاعرنا على حسب اللغة العقلية المختزنة عندنا، إن قدرتنا على بناء تصورات سليمة وإعطاء أحكام صحيحة على الأشياء قد تصل حد الإبداع يكون رهينا غالبا بمقدرة لغوية ذكية ومميزة.
وهي أداة للعلوم، قرأت مرة لباحث كيميائي أمريكي يطالب فيها العلماء والباحثين بإجادة النثر اللغوي العلمي، لأنه بحسب رأيه أداة شديدة الحساسية في ضبط مفردات البحث العلمي، مع توفير إمكانية عالية في تقرير المصطلحات العلمية والمفاهيم المراد قولبتها.
يقرر الباحث الألماني هارالد هارمان حقيقة أخرى فيقول في كتابه (تاريخ اللغات ومستقبلها / ص22) إذا كان صحيحا أن اللغة هي أكثر التقنيات تأثيرا في صياغة وهيكلة الثقافة، يكون من المعقول بالتأكيد السعي للبحث عن أجوبة للرد على: من أين - ماذا- وإلى أين هذه التقنية؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة تجعلنا على المحك في قضية ثقافية وفكرية غاية في الأهمية، إن اللغة ليست حروفا وأصواتا تنطق فحسب، إنما مزيج مندفع ومتدفق لأفكار وأخلاق أي أمة من الأمم، فكأنها قالب وجود هذه الأمة وحقيقتها.
إن إجادة لغتنا الأم باعتبارها أداتنا العقلية للطرح هو الذي يعطينا التميز والتقدم، باحث عربي في شئون كليات الطب العربية وجد أنه لا تخلو مدينة أمريكية عن طبيب سوري متميز ومشهور حيث أن الطب في سوريا يدرس باللغة العربية، وفي ذات السياق وجد أن تميز الباحثين العراقيين على مستوى العلوم الطبيعية من أسبابه تدريسها في العراق باللغة العربية.
إن اللغة الإضافية غير الأم في رأيي  مهما بلغت نسبة الإجادة فيها لن تبلغ مساحات شاسعة منبسطة تغطيها اللغة الأم، من جهة الاستدلال والتحليل والقدرة على الربط بإحكام بين أنواع متعددة من المعطيات والمفاهيم والطروح العقلية العميقة جدا، والتي تقترب من تجريد العقل البشري إلى آفاق أعلى من المحدود.      

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق