السبت, 27 ابرايل 2019 02:28 مساءً 0 279 0
رؤي متجددة
رؤي  متجددة

ما أشبه الليلة بالبارحة وباب الريح فاتح على الثورة

من اخطر عيوب ومساوى النظام المخلوع الانكفائية ورفض النصحية والرأى والرائ الاخر وعدم تقبل اى رؤى او مقترحات مهما كانت قيمتها واهميتها ما دامت لم تأت من زيد او عبيد وهذا سلوك سياسى بالغ الخطورة لتعارضه وتناقضه مع اكثر من مبدأ مثل الشورى والديمقراطية والحكم والتجارب والدروس والعبر والموروثات الشعبية الخاصة فى ذات المعانى ونحن نتحدث عن معانٍ ودروس بشان مفهوم ما اشبه الليلة بالبارحة ولنا تجربة وملاحظات تقدمنا بها عبر المنبر الحر ورؤانا المتجددة للنظام المخلوع ملاحظة تصب فى المصلحة الكلية لاستقرار ووحدة الوطن الكبير قبل الانفصال وكان ذلك عقب التوقيع على انفاقية نيفاشا فى 2005 والتى شملت ستة برتكولات وملحقين اثنين ثم تحدثت عن الوحدة الجاذبة كهدف استراتيجى ينبغى ان يعمل لأجله أطراف الاتفاق ومن خلفهم شركاء الوطن واصدقائه خلال الفترة الانتقالية 2005م – 2011م فالملاحظة حول ان الاتفاقية تفتقر لثلاثة بروتكولات خطيرة تمثل الأساس البنيوى لطبيعة الصراع التاريخى فى السودان وهى برتكول القضايا الحزبية والبيئة السياسية فى السودان ثم برتكول القضايا الاجتماعية ثم برتكول القضايا الاستراتيجية ولو وقع البرتكول الاخير من قبل الطرفين لانشات مؤسسة الرئاسة فى تلك الفترة او مفوضية للحفاظ على الوحدة الوطنية ومطلوباتها ولكن لا رأي يسمع ولا فكرة يؤخذ بها فى ظل سيادة منهج التصنيف والشكل الاقصائى فسار الجمل بما حمل من اثقال متناقضة حتى ضربت الوحدة الوطنية بمعول غياب برتكول القضايا الاجتماعية بين السودان والجنوب فلم تجد الطبقة السياسية الجنوبية الراغبة فى الانفصال اى معاناة فى تحقيق هدفها فعمدت وعملت على توظيف المحور الاجتماعى الجنوبي رافعة استفتائية حقة لأعلى درجات التصويت فالمشكلة اصلا فى السودان وفى جنوب السودان اجتماعية دستورية اهملت ثم تحولت الى سياسية ثم الى قضية اقليمية واخيرا دولية هذه تجربة من البارحة وتجربة اخرى اذكر حينها اصر الطرفان فى نيفاشا على اقامة انتخابات المنطقتين فى العام 2010م ونحن نتحدث من منصة الاستقلالية مرشحا لمنصب والى الخرطوم رئيسا لمجلسى مستقلى الرؤية السودانية القومية بالسودان تقدمنا بنصائح غالية للشريكين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية قلنا بالحرف الواحد اذا كانت انتخابات المنطقتين تفقد مكتسبات السلام القائمة ولا تاتى بقيمة مضافة فلا داعى لقيامها ففى المثل الشعبى جرادة فى كف ولا الف طائرة ولما لم يسمع لنا رأي اتجهنا الى تكوين مجلس حكماء للمنطقتين من  الإدارات الاهلية ومنظمات المجتمع المدنى ولكن بكل اسف اجهضت الفكرة وتم استقصائها والالتفاف عليها واخراجها بشكل معيب لا شئ الا لانها اتت من شخوص تصنيفهم غير موثوق بهم ومشاترين وغيرها من مصطلحات الزمن الاقصائى ولم نتوقف عند هذا الحد وعندما اعلنت النتيجة والتى اختلف حولها الطرفان بشدة قلنا لهم ان ثم فرص عديدة يمكن من خلالها يتم حل الاشكال والذى يمنع الرجوع للمربع الاول مربع الحرب ولكن حتى هذه الفرصة ضاعت فتحولت الشراكة التكتيكية الى شربكة فدارت الحرب اللعينة مجددا فخرب الشريكان بيوتهم بايديهم ويا حسرتا على هذا النوع من الساسة ، اما نموذج الليلة والذى يشبه البارحة تماما فان الثورة الشعبية الشبابية التاريخية قد نجحت بدرجة تستحق شهادة نوبل للسلام فى بعدها المتحضر فى السلمية وفى قوة العزيمة والشكيمة وعن رأينا ورأي الكثيرين بان الثورة قد انجزت 70 % من استحقاقات فكر الثورة والمتبقى فقط 30 % هى عمليات خاصة بتدابير الحكومة والدولة ممثلة فى ضرورة الاتفاق الفورى فى تشكيل الحكومة المدنية برؤى غير اقصائية واحتكارية كما الحال فى تجربة النظام المخلوع والذى استغل الشرعية الثورية ضد الوطن وتنوعه واليوم هناك من يسعى لاستغلال شرعية الثورة الشعبية للاقصاء وتصفية الحسابات وهذا مسلك يصادمه الشعار الشبابي المرفوع حرية سلام وعدالة ، وسلمية سلمية ، فكيف ينهى المرء عن خلق ويأتى بمثله حيث كان النظام المخلوع يرفع شعار ربط قيم الارض بالسماء ثم تراجع الى نقطة ربطها بالعرق والاسماء فحتى لا يتحول اليوم الى البارحة فان سلمية الثورة وعدالتها فى ظل المماحكات الحزبية والايدلوجية الاقصائية القديمة والمتجددة اليوم فى محك خطير وخطير جدا ومن المحكات محك مهلة الاتحاد الافريقى وهو من ابواب ريح التدخل الخارجى والذى يتكامل معه عجز السودانيين والفرقاء فى التغلب على قضاياهم والرجوع الى خيارات غير سلمية وهذا باب ريح خطير وعواقبه تشير للندم والحسرة واللعنة الى يوم النشور.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق