الأحد, 28 ابرايل 2019 02:15 مساءً 0 207 0
نقـطـــة نـظـام
نقـطـــة نـظـام

لا للعنف، لا لأخذ القانون باليد، لا للمحاكمات الإعلامية، لا لتصفية الحسابات الشخصية

{ كتبت عدة نقاط عقب نجاح الثورة الشبابية ، والتي جاءت تتويجا واستجابة لإرادة غالب أهل السودان، وهى ثورة شعبية مكتملة الأركان، وعظيمة التضحيات، توجت بانحياز مشرف للقوات المسلحة والأمنية والشرطية والدعم السريع.
{ وظللت بجميع نقط النظام تلك أركز على نقطة جوهرية ، بضرورة ان يأخذ القانون والقانون وحده مجراه، لمحاكمة المفسدين الذين امتدت أياديهم للمال العام ، بدون  وجه حق، أو الذين ارتكبوا جرائم في حق الآخرين.
{ لم يعد هناك اليوم حزب حاكم واحد، أو حصانة لأحد ، أو جهة، أو جماعة، وكل من لديه مظلمة أو شكوى أو بينات لفساد ضد شخص أو جماعة، أو حزب ....الخ، بداية من الرئيس السابق وحتى اصغر عامل بالسلم الوظيفي بالدولة، فإن عليه ان يتقدم بشكواه فورا للأجهزة العدلية.
{ بهذا وحده نستطيع ان نتجاوز هذه المرحلة الدقيقة ، والحرجة، من تاريخ بلادنا.
{ ما قادني  لكتابة نقطة نظام اليوم، ما حدث أمس من اعتداءات على مؤتمر شورى  المؤتمر الشعبي، أثناء انعقاده بالخرطوم أمس ، وأسفر الاعتداء عن إصابات وتدمير عربات ومنشآت خاصة، تتمثل فى القاعة الخاصة التي عقد داخلها المؤتمر.
{ وهو اعتداء مرفوض تماما، ويفتح الباب أمام الفوضى التي حذرنا منها طوال السنوات الماضية عبر هذه المساحة ، قناعات الناس واختياراتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية أمر يخصهم، ولا يمكن ان نحاسب شخص لانتمائه لحزب او كيان سياسي او حركة عقائدية، ولكن قطعا يمكن أن يساءل ، ويحاسب ، ويحاكم ، إذا ارتكب جرما من خلال انتمائه هذا، أو امتدت يده لمال عام.
{ ونعتقد ، إذا لم تجرِ تحقيقات شرطية حازمة حول حقيقة ما جرى وحدث والوصول للجناة، وتقديمهم للعدالة، ستتكرر مثل هذه الاعتداءات، والعنف يولد العنف المضاد، واخذ القانون باليد، يجعل شريعة الغاب هي التي تسود، والتساهل في التعامل مع مثل هذه الأحداث ، يغرى بانتشارها ، وستنزلق بلادنا الآمنة حتى الآن، لطبيعة الشعب السوداني المسالمة، وسلمية الثورة حتى الآن، ستنزلق لأتون فوضى  أمنية شاملة لا تبقى  ولا تذر.
{ نقطة النظام: المؤتمر الشعبي حزب ، انسلخ من المؤتمر الوطني، وناصبه العداء الشديد، وكان ذلك خياره وأمر يخص قيادته  وقواعده، وفى أواخر أيام النظام السابق ، شارك  مع أحزاب أخرى المؤتمر الوطني فيما عرف بحكومة الوفاق الوطني ، والتى لم تعمر طويلا، وكان ذلك أيضا خيار الحزب وقيادته وقواعده، وبالطبع من حق الآخرين وخاصة المناوئين لهم أن ينتقدوا مواقفهم، بل حتى الذين اعتدوا على الاجتماع إذا كانوا ، قد توجهوا الى هناك، بطريقة سلمية وهتفوا بسلمية ضد مواقف الحزب ، كان من الممكن قبول هذا الأمر، ولكن لا يمكن أبدا ان يتم الاعتداء على المؤتمرين بهذه الصورة البربرية والمرفوضة، والتي  لا تستوجب  الإدانات والشجب فقط، وإنما اتخاذ الإجراءات التي تؤكد هيبة الدولة، وسيادة حكم القانون، وهما الضمانة الوحيدة للحفاظ على الوطن آمنا ومستقرا، وزراعة الطمأنينة في نفوس المواطنين، الذين بدأت مثل هذه الظواهر تثير مخاوفهم على أمنهم الشخصي وأمن أسرهم، وممتلكاتهم الخاصة وممتلكات الوطن العامة.  
ولنا عودة

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق