الأثنين, 29 ابرايل 2019 00:34 مساءً 0 318 0
محمد ضياء الدين القيادي بالحرية والتغيير لـ»سبوتنيك»: لا نريد سلطة سياسية للعسكر
محمد ضياء الدين القيادي بالحرية والتغيير لـ»سبوتنيك»: لا نريد سلطة سياسية للعسكر

رصد : (أخبار اليوم)
شهدت عدد من الدول العربية خلال السنوات التسع الماضية ما سمي بالربيع العربي، والذي انحرفت مساراته عن الأهداف التي قام من أجلها بفعل قوى داخلية وخارجية وفقا للمحللين، الآن هناك توقعات كثيرة بالنسبة للسودان بعد الإطاحة بالبشير، وبدء فترة انتقالية مختلف على مدتها حتى الآن.
حول تطورات الأوضاع في السودان بعد الحادي عشر من أبريل/نيسان 2019، وموقف المعتصمين والمفاوضات مع المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين، أجرت «سبوتنيك» المقابلة التالية مع محمد ضياء الدين القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير والناطق الرسمي باسم قوى الإجماع الوطني.

{ بالأمس اجتمعت اللجنة المشتركة من الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وأعلنوا عن توافقات حول المجلس السيادي، ما هي تفاصيل هذا اللقاء؟
خرج الاجتماع المشترك بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير بتفاهم تام والاتفاق على مواصلة التفاوض مساء اليوم الأحد، لكن لم يتم إلى الآن التوصل إلى كيفية تكوين هذا المجلس، كل الشعب السوداني ينتظر وثيقة توافقية تأخذ البلاد نحو مخرج آمن متفق عليه لتجاوز أي إشكالات يمكن أن تحدث مستقبلا وتعيد الأمور إلى المربع الأول.
{ هل تم الانتهاء من بنود تشكيل المجلس السيادي المشترك، أم مازالت هناك بنود يتم الحديث حولها؟
لم ينته النقاش بعد حول تشكيل المجلس السيادي، ما تم هو توافق على المبدأ، أما الآليات المتعلقة بمكونات المجلس من العسكريين والمدنيين وعملية اتخاذ القرار، هذه النقاط مازالت قيد البحث.
{ أحد أهم النقاط الخلافية كما علمنا بين قوى الحرية والتغيير وبين المجلس العسكري هي مدة الفترة الانتقالية، هل حدثت مناقشات حولها بالأمس؟
هذا الأمر مرتبط بتكوين المجلس، وبعدها يتم اتخاذ القرار عبر المجلس التنفيذي، بعد تكوين المجلس السيادي والحكومة الانتقالية سيتم النقاش حول الأمور الفرعية إن لم يكن قد تم التوافق عليها، المهم الآن هو تكوين مجلس سيادي متفق عليه يقوم باستلام السلطة.
{ ما تعليقك على ما حدث بالأمس من اعتداءات وتخريب على قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام أثناء اجتماعهم بالخرطوم من جانب المعتصمين؟
الأمر لا علاقة له بالاعتصام والمعتصمين، مكان الاعتصام بعيد عن مكان الاجتماع، رغم ذلك نقول إن هذا التصرف غير حميد ويتعرض مع منهج الثورة السلمي، وهو الأمر الذي دفع قوى الحرية والتغيير إلى إصدار بيان إدانة لما حدث، هذا العمل لا يعبر عن روح الثورة وروح الثوار ويجب ألا ينسب إلى المعتصمين.
{ أنتم كقوى الحرية والتغيير، هل تمانعون في قيام الأحزاب والقوى السياسية بممارسة نشاطها السياسي؟
لسنا أوصياء على الآخرين، لكن نظرا للظروف الراهنة وبعد إسقاط نظام البشير الجائر، هناك غضب كبير في نفوس الكثيرين نتيجة ممارسات «النظام» السابق من قتل وتعذيب، لذا كان يجب مراعاة عدم الحشد بتلك الأعداد الكبير في هذه الظروف المعقدة وفي منطقة تم فيها في السابق إسقاط «الترابي»، وتلك المنطقة في وسط الخرطوم أسهمت بشكل كبير في مرحلة قيادة الثورة، وفي تقديري إن مثل هذا الأمر قد يكون مفتعل من جانب بقايا النظام السابق لإظهار الثورة والثوار بشكل غير الذي ظهرت به منذ اندلاعها وحتى الآن.
{ بعد توافقات أمس السبت مع المجلس العسكري، هل ترى أن السودان يسير في الاتجاه الصحيح؟
نتمنى ذلك للسودان، لكن كما يقال»الشيطان يكمن في التفاصيل»، ونتطلع إلى أن يتجاوز الطرفين الإشكالات التي يمكن أن تفسد ما تم إنجازه خلال الفترة السابقة، وعليهم أيضا إيجاد صيغة مشتركة تخرج بالبلاد إلى بر الأمان، ولا نعيد الثورة والثوار إلى المربع الأول وتكرار التجارب السابقة.
{ متى سيتم فض الاعتصام من أمام القيادة العامة للقوات المسلحة؟
المعتصمون يمتلكون الوعي الكامل الذي قادهم للاعتصام والتمسك به حتى تحقيق مطالب الثورة بالكامل، لن يغادر الثوار اعتصامهم حتى يصدر إعلان يعبر عن ثوابت الثورة بعد قضاء أسابيع أمام القيادة العامة، قاوموا فيها كل الاحتياجات الإنسانية وتعرضوا للكثير من الضغوط.
دائما ما تنادي الثورات وتحاول تقصير الفترات الانتقالية،
 { لماذا تصرون على مدها إلى 4 سنوات؟
الكثير من الناس يستغربون مطالبتنا بمد الفترة الانتقالية إلى 4 سنوات، نحن نريد الـ4 سنوات من أجل معالجة الآثار المترتبة على سياسات «النظام» السابق في إطار رؤية تعبر عن كل المناطق السودانية خلال مرحلة انتقالية يتم خلالها إنجاز تلك المهام الكبيرة، وعلى رأسها قضية الحرب والسلام وما يترتب عليه من تداعيات إنسانية بإعادة النازحين وتعويضهم ودمج القوات.
أضف إلى ذلك الأزمة الاقتصادية ومعالجاتها، والعلاقات الخارجية للسودان وقيام مؤتمر دستوري يعالج القضايا الثلاثية في البلاد «إدارة الحكم والهوية وعلاقة الدين بالدولة»، بعدها يتم وضع دستور دائم للسودان والذي يحتاج إلى مناقشات مطولة واستفتاء، ووضع قانون انتخابات يقوم على نظام التمثيل النسبي وبالتالي تجرى انتخابات شفافة وديمقراطية في نهاية المرحلة الانتقالية، الآن المسألة ليست مسألة محاصصة سياسية.
{ بعض الآراء تقول إنكم تريدون وضع أيديكم على مفاصل الدولة خلال الفترة الانتقالية، وبعدها يتم إقصاء المختلفين معكم وأن هذا هو فكر الحزب الشيوعي؟
نحن لا نريد إقصاء أحد وأن نقوم بنفس الأفعال التي تم ممارستها ضدنا في السابق، ولكن على المؤتمر الوطني وشركائه أن يبتعدوا عن الساحة السياسية ولا يحاولوا أن يكونوا جزء من التركيبة السياسية خلال المرحلة الانتقالية، وعلى المرحلة الانتقالية أن تحاسب كل من أساء إلى الشعب السوداني من أتباع النظام السابق.
أما بالنسبة للخلاف السياسي والعقائدي والاختلاف في وجهات النظر فلا تحارب بالأمن والإقصاء وإنما بالفكر، نحن لسنا ضد أي توجه سياسي أو عقائدي لأي طرف، الديمقراطية تتيح للجميع ممارسة حقوقهم.
{ ماذا لو أصر المجلس العسكري على قصر الفترة الانتقالية على عامين كحد أقصى؟
مشكلتنا الرئيسية مع المجلس العسكري ليست في الفترة الانتقالية ومدتها، وإنما وجود المجلس العسكري في السلطة السيادية خلال الفترة الانتقالية، نحن لا نريد سلطة سيادية للعسكر، نريد سلطة سيادية مدنية يمكن للقوات المسلحة السودانية المشاركة فيها، وهذا هو «أس» الخلاف الآن مع المجلس العسكري.
إذا وافق المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى سلطة مدنية كاملة، ستكون تلك السلطة هى المعنية بتحديد الفترة الانتقالية وليس المجلس العسكري، خلافنا مع المجلس العسكري حول ترتيبات الانتقال إلى السلطة المدنية.
{ في حال رفض المجلس ذلك سيكون لنا رؤية أخرى في التعامل معه في إطار عملية استكمال إنجازات الثورة.               
ماذا تقصد بالسلطة المدنية الكاملة، هل تعني إقصاء كامل للجيش؟
الجيش شريك في الإنجاز الذي تم وذلك بحمايته للشعب السوداني وليس مهمته الحكم، نحن لسنا مع عزل الجيش، بل مع مجلس سيادة يتم فيه تمثيل القوات المسلحة السودانية، ومجلس وزراء يشارك فيه الجيش بوزارة الدفاع والشرطة بوزارة الداخلية، وبالتالي نضمن قيام القوات المسلحة بواجبها في حماية الثورة والثوار، وتكون السلطة المدنية معبرة عن تطلعات الشعب السوداني الذي خرج من أجلها، لا من أجل أن يحكمه الجيش،بل لجأ الشعب للجيش من أجل حمايته من بطش القوى الأمنية وقام بهذا الدور وهو مشكور عليه.
{ كانت هناك محاولات لفض الاعتصام، من يقف ورائها؟
بعض الأطراف لديها مصلحة في فض الاعتصام، الدولة العميقة مازالت قائمة في كل المؤسسات المدنية والعسكرية، لكن صمود المعتقلين وانحياز بعض الأطراف داخل المؤسسة العسكرية إلى الجماهير، وإعلانهم عدم فض الاعتصام بالقوة، هو ما جعل هذا الاعتصام يستمر حتى الآن.
{ تحدثت تقارير إعلامية عن أفعال يعاقب عليها القانون تحدث داخل الاعتصام، مثل عمليات إغتصاب وغيرها، ما ردك؟
هى محاولات لإبراز وجه غير حقيقي للمعتصمين، لا ننكر أنه يمكن حدوث تجاوزات في بعض المسائل، لكن هذا لا يعني أن هذا هو السائد بين المتظاهرين، فقد يصل عدد المتظاهرين في بعض الأوقات إلى 5 مليون ولا يتصور أن يكون جميعهم «ملائكة»، ولكن هذا لا يسيء إلى الحالة الثورية العامة الموجودة في الميدان.
{ ماذا عن قيادة الحزب الشيوعي تجمع المهنيين كما يردد البعض؟
الحزب الشيوعي شأنه شأن كل الأحزاب المكونة لقوى الإجماع الوطني والتي هي جزء من مكونات قوى الحرية والتغيير، وما يقال عن الحزب الشيوعي ليس موجودا سوى في مخيلة الإسلاميين في السودان، الحزب الشيوعي ليس إقصائي وليس لديه أجندة أخر، والمرحلة الانتقالية تدار من خلال القوى الوطنية التي تعبر عن قوى الحرية والتغيير وهي تجمع قوى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مرورا بقوى الوسط السوداني.

أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق