الأحد, 04 نوفمبر 2018 04:49 مساءً 0 263 0
نقـطـــة نـظـام
نقـطـــة نـظـام

 أحمد البلال الطيب

{ طوال مرافقتنا للسيد رئيس الجمهورية في زياراته لدولة جنوب السودان عقب الانفصال المر، وزيارات رئيس دولة جنوب السودان للخرطوم، وبجميع المؤتمرات الصحفية المشتركة التى عقدت هنا وهناك، كنت كلما أجد فرصة للسؤال للرئيسين، اسأل سؤالا واحدا، وكررته في أكثر من مؤتمر صحفي مشترك، لماذا لا تعمل كل دولة بحكم علاقاتها المتميزة والقوية بمتمردي الدولة الأخرى، على التوسط وتحقيق المصالحة بين المتمردين وحكومة الدولة الأخرى، بمعنى تتوسط حكومة السودان للمصالحة بين حكومة جنوب السودان، والمتمردين الذين يحاربونها وتتهم حكومة السودان بدعمهم، وأن تتوسط حكومة جنوب السودان للمصالحة بين حكومة السودان والمتمردين السودانيين بدارفور والمنطقتين، حيث ان حكومة السودان تتهم حكومة الحركة الشعبية بدعم المتمردين السودانيين.
{ وكنت في غالب الأحيان، لا أجد إجابة على هذا السؤال، إما بتجاهله تماما، أو بعبارات فضفاضة، يقال فيها كل شئ ولا تخرج بأي شئ.
{ وكانت العلاقات وقتها تتأرجح مابين الأقل سوءا والسيئة والسيئة جدا، وأذكر في زيارة لجوبا قبل أكثر من عام، وكانت العلاقات أقل سوءا، وجهت ذات السؤال للرئيس سلفا كير ، فأجاب بأنه لم يطلب منهم ذلك، وإذا طلب منهم ذلك فأنهم لا يمانعون، وأستدرك قائلا:( طبعا نحن الآن ما عندنا حاجة، عشان نديهم، وما في علاقة الآن بينا وبينهم، ولكن بحكم علاقاتنا السابقة، وكانوا جزءا منا، وحاربوا معنا، فإنهم يمكن ان يسمعوا كلامنا، ولكننا لا نستطيع ان نفرض عليهم شيئا).
{ أما الآن وبعد الوساطة السودانية ، الناجحة بين الفرقاء الجنوب سودانيين، والتي نستطيع ان نقول أنها أعادت الكثير من الثقة المفقودة بين البلدين، والشعبين، وأصبح الجو ممهدا جدا لوساطة جنوب سودانية، بين السودان والحركات المتمردة بدارفور والمنطقتين.
{ وهذا ما كشفه لنا عصر أمس في لقاء تنويري بعضه للنشر والبعض الآخر لتمليك المعلومات، د. فيصل حسن إبراهيم  نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية، واستلفت انتباهي أن الدعوة وجهت لرؤساء تحرير صحف وقيادات إعلامية رسمية وموالية ومستقلة ومعارضة.  
{ حيث أكد د. فيصل في بداية حديثه، أن قضية السلام، بالنسبة لهم قضية إستراتيجية وليست مرحلية أو تكتيكية،
وتطرق للجولات التفاوضية بين الحكومة والحركة شمال والتي استمرت، لسبع سنوات برئاسة الآلية الإفريقية برئاسة الرئيس امبيكى، بتكليف وتفويض من مجلس الأمن والسلم الإفريقي والأمم المتحدة، وشهدت هذه الفترة انعقاد  ١٨ جولة، تناولت المسارات الإنسانية والأمنية والتي بلغت نسبة الاتفاق حولها أكثر من ٨٠٪ فيما لم يتم التفاوض حول المحور السياسي إلا مؤخرا.
{ وأشار الى ان المرجعية كانت هي خارطة الطريق ٢٠١٤ والتي وقعت عليها الحكومة ومعظم الفصائل الرئيسية، وأوضح د / فيصل ان أمبيكى  رأى أن هناك الكثير من التحولات ، التى تستوجب مخاطبة كافة الأطراف لاستئناف مفاوضات أديس، وبالفعل خاطب كافة الأطراف كتابة يوم ٢٥ سبتمبر الماضي، وأشار إلى ان هناك ضرورة، لتعديل خارطة الطريق لاستيعاب المتغيرات الجديدة، وعلى رأسها وضع الدستور القومي والذي يتطلب مشاركة الجميع حتى إذا لم يوقعوا على اتفاق السلام، ويمكن ان يشاركوا بضمانات من الحكومة والرئيس كما حدث في مؤتمر الحوار الوطني، وأضاف بأن نفس هذا الأمر  ينطبق على وضع قانون الانتخابات للمشاركة في انتخابات ٢٠٢٠.
{ وقال أن أمبيكى طلب الرد على خطابه خلال شهر أي يوم ٢٥ أكتوبر الماضي، وأضاف بأن الرئيس امبيكى زار السودان خلال الأيام الماضية، وأنه التقاه بوصفه رئيسا للوفد الحكومي التفاوضي وسلمه رد الحكومة والى تضمن  تأمين الحكومة على ما طرحه من قضايا في خطابه، وأشار أمبيكى إلى أنه يريد استئناف المفاوضات بأديس أبابا فى النصف الثاني من نوفمبر.
{وأضاف أنه وفى ذلك اللقاء تم اتفاق،على جولة للقاء مباشر مع عبد العزيز الحلو (١+٣) لكل وفد وبحضور الوساطة برئاسة  امبيكى، وقد تم الترتيب لهذا اللقاء  وعقد بضاحية بجوهانسبرج في الفترة المقررة وبحضور الوساطة.
{ وقال د. فيصل  أن اللقاء في حد ذاته كان بمثابة الكسر لجمود المفاوضات، وكان أول لقاء مباشر غير رسمي مع الحلو وحركته لمناقشة القضايا للاتفاق على عقد الجولة المقبلة.
{ وأشار الى ان عبد العزيز الحلو حضر بالفعل ومعه قيادات الحركة :عمار أمون، وكوكو محمد جقدول وعبد الله إبراهيم من النيل الأزرق، وأشار إلى ان الاتفاق تم أن يكون الحوار داخل قاعة الاجتماعات فقط.
{ وأضاف بأن الجولة الأولى بدأت بجلسة افتتاحية ، تحدث فيها امبيكي حول ما ورد بخطابه، وألقى الحلو كلمة مكتوبة مطولة باللغة الانجليزية حول جذور المشكلة منذ ١٨٠٠م، وانتقد جميع مراحل الحكم السابقة وتحدث حول ما سماه بنظام العبودية القائم على حد قوله بجميع مراحل الحكم منذ الاستقلال، وانتقد حتى قرار الزعيم الراحل الأزهري  بالانضمام للجامعة العربية وقال كان من المفترض ان يتم الانضمام للمنظمة الإفريقية.
{ وقال د. فيصل: انه وخلافا لكل الجولات السابقة فلقد وافقت الحركة هذه المرة بالبدء  بالمحور السياسي، حيث كانوا يركزون في الجولات السابقة على البدء بالجانب الإنساني، وقال د . فيصل انه في كلمته بالجلسة الافتتاحية أكد ان السلام بالنسبة لهم قضية استراتيجية، وإنهم مستعدون للحوار في الجوانب السياسية  والأمنية والإنسانية.  
{ وأشار د . فيصل الى ان جلسه مفاوضات (١+١) عقدت بين رئيسي الوفدين، ودارت نقاشات مطولة إلا ان حركة الحلو تمسكت بما أثارته في كلمتها المكتوبة  بالجلسة الأولى، وطالبت بان  يتم تضمين ما يتم الاتفاق حوله من قضايا كلية، وقسمة سلطة ، وثروة، والجيش الشعبي  والضمانات  بالدستور، وقالوا أنهم  كحركة شعبية عقدوا اجتماعا لمجلس التحرير، وقرروا أن لا يعترفوا بكل المرجعيات  والاتفاقيات السابقة.
{ وقال د. فيصل:انه أوضح بأن قضية الدستور هي قضية الجميع  وليس الحكومة والمؤتمر الوطني والأحزاب المشاركة فقط.
{ وأضاف د فيصل: الأمر الايجابي الوحيد في حديثهم ومواقفهم، أنهم أكدوا أنهم مع وحدة السودان والحكم اللا مركزي على أن يعطى سلطانا حقيقية، وبالرغم من النقاش استمر لساعة كاملة، لقد كانت نتائجه أفضل من الاجتماع الأول، (٣+١) لكل جانب.
{ وأضاف د . فيصل : وعقدنا لقاءا ثانيا مباشرا، (١+٣) لكل طرف، وأستمر لقرابة  الساعتين، وتمسك كل جانب بموقفه، ثم طلبت لقاءا ثنائيا مباشرا ثانيا بين رئيسي الوفدين، وعقد بالفعل (١+١)،من جانبنا شخصي ود . محمد، ومن جانبهم الحلو وجقدول، وتناقشنا لساعة ونصف ولم نصل لنقاط مشتركة
{ وقال د. فيصل: وعقدنا اجتماعا أخيرا لرئيسي الوفدين بحضور أمبيكى وتم تلخيص مواقفنا وحاول امبيكى تقريب وجهات النظر ، إلا أنهم رفضوا وثيقة الحوار الوطني  وقالوا أنهم لم يشاركوا في وضعها.
{ وأشار الحلو الى ان رئيس وفدهم التفاوضي سيكون عمار امون
{ وتناول د . فيصل زيارته لجوبا خلال اليومين الماضيين وقال: زرنا جوبا عقب نهاية اجتماعاتنا بضاحية جوهانسبرج، ونورنا الرئيس سلفاكير بما دار بالجولة المباشرة غير الرسمية مع الحلو، وقد طلب الرئيس الجنوب السوداني أن يتوسط، وقد اتصل به الرئيس البشير مرحبا بوساطته.
وغدا نكتب رأينا
فإلى اللقاء بإذن الله

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق