الثلاثاء, 21 مايو 2019 00:25 مساءً 0 272 0
رؤي متجددة
رؤي  متجددة

جدول حصص القضية
الحصة الأولى دين والثانية تلوين

حصرتُ قضايا الخلافات البشرية في الكون وفي الأمصار والمصير فوجدتها عشرون نقطة تقريبا وبعد اخضاع العشرون نقطة لعمليات فكرية عميقة احلت نصفها على الفور ليوم النشور لجهة ان الحق تعالى سيفصل فيما كنا فيه نختلف وهذه العملية الفكرية الموضوعية تعرف بعملية الايداع الاخروي المبكر ذلك ان من الحماقة والعناد بمكان ان يظل المرء طوال عمره المحدود يجادل في اشياء وقضايا يفتقر بالمرة لمقومات حلولها بل ونتيجة لهذا العجز البشري تتحول القضايا الخلافية ذات الابعاد الاخروية تتحول الى نقاط توتر وحساسية مزمنة في واقع ووقائع الحياة الدنيوية وقد تلاحظ في هذا الصدد ان الناس مختلفون ولازالوا يختلفون حول الماهية والهوى والهوية فمن وحي وإيحاء تلك الحيثيات التي وجدوا عليها أباؤهم قسموا انفسهم على خمسة شعوب (1) الشعب المختار (2) والمخير (3) والخيار (4) والمغوار (5) والمحتار لكل من الشعوب الخمسة ابتلاء هيكلي معين مثل المال كنز ومنع واسراف والسلطة والتسلط- والنساء تعلق وخشية عملاق- والطمع والطموح- والسحر والسحر – الذلة والمسكنة والاستضعاف- جملة هذه قادتنا الى طرح مشروع مبادرة أممية تتعلق بعقد مؤتمر دولي هو الاول من نوعه مؤتمر حول التجربة البشرية مالها وما عليها ذلك ان كل الجهود المضنية التي تبذلها الاسرة الدولية في سبيل ترقية الحياة وباعمال مفهوم التنمية الشاملة والمستدامة في غياب نتائج المؤتمر المقترح يصبح الأمر كان الأمم المتحدة تنفخ في قربة مقدودة برأي المثل ومثل اخر لا يستقيم الظل والعود أعوج فعود البشرية خاصة عود الطبقة التي تتطلع بتصريف شؤون الناس والحياة أشد أعوجاجا فكرا وقولا وممارسة. نحن في السودان جزء لا يتجزأ من هذه البيئة الشائكة في المسار الاجتماعي الحقيقي الوضع محرج وفي السياسي حرج والاقتصادي المعيشي فحدث ولا حرج. وحينما أعلن عن نجاح الثورة الشعبية الشبابية الظافرة ثورة 19 ديسمبر تنفس الناس الصعداء قبل ان يضيق نفسهم مجددا جراء التعقيدات السياسية والتنظيمية والدستورية التي شكلت تقاطعات خطيرة (عكلتت) عمليات الانسياب الطبيعي لأنفاس الثورة مجددة الصراع الأيدلوجي العقيم القديم والصراع حول الحكم وكراسي الحكم بين القوى والطبقة السياسية التقليدية والحديثة والأشد حداثة وأصحاب القضايا التاريخية بمناطق النزاع المسلح بالسودان نعم من واقع جدول حصص القضية والموضوع على خلفية الاحتجاجات الأخيرة لتيار نصرة الشريعة ودولة القانون احتجاجات رافضة لصور الاختلال والنسب المتعاطية مع شركاء الثورة نؤكد بأنه لا خلاف بان تكون الحصة الأولى دين اما الثانية في اطار الحريات فمن حق المرء ان يجعلها حصة تلوين الاشياء باكثر من لون وعندما نقول الحصة دين في التجربة السياسية والاجتماعية والدعوية بالسودان الأمر يحتاج لوقفة فكرية فقهية سياسية عميقة فالدين وتحديدا الإسلام مواجه بتحديات صادرة من دعاته اخطر من أعداءه بمختلف مدارسهم ومشاربهم ففي الوقت الذي يعاني فيه الإسلام وقيمة السمحة والمسلمين وسماحتهم وتسامحهم يعانون من خطر تحديات وانتهازية واستغلالية دعاة الإسلام السياسي ظلم وإقصاء وتهميش ومحسوبية وفساد هناك معاناة أخرى أشدة خطورة تتشكل على مستوى البعد الدعوى والاجتماعي وهو ما يصطلح عليه بمشروع الإسلام العرقي او المقاماتي وهو يختلف كل الاختلاف عن رسالة الإسلام القيمي الذي أتي به النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم خطورة دعاة الإسلام العرقي يتبنون في الخفاء وعند المكر وعلي عينك يا تاجر يتبنون مفهوم الولاية المطلقة على الدعوة والخلافة فالتنوع من خارج دائرة الإعلام الشرعي لحقوق الدعوة والخلافة فهم يتواجدون في أربعة مستويات مشروع دعوة- ثم مهتدي- ثم حيراني- ثم مريد فلا مجال للترقي لدرجة المشيخية فالمجال هنا محدود ومسدرن بسدرة منتهي بما يعرف اجتماعيا بالسنسلة وفروعها  من العرق (الدسيس) والدساس مفهوم دعاة الإسلام العرقي في مجال الدعوى ينطبق ويتطابق مع مفهوم الخلافة فالخلافة في الاسلام القيمي والتقوي لا تخصخص مثل الخلافة الفلانية والعلانية فالناس على إطلاقهم خلفاء فالخلافة نوعان خلافة طبيعية وخلافة راشدة والفرق بينهما فقط تمام مكارم الأخلاق الذي يمتد من الاعتدال- والعدالة والعدل والإحسان- وحينما يتحنجر دعاة الإسلام العرقي والسياسي في هذا البلد ويحدثون الناس عن المسيرة نسألهم عن اي مسيرة تقصدون مسيرة قاصدة لله ام مسيرة لدنيا تصيبونها وعندما يتحدثون عن وحدة أهل القبلة نحن نسأل أين أهل الجلد والرأس- وعندما يتحدثون عن الحزبية نحن نسأل عن اي حزبية تتحدثون حزبية وسيلة للحكم ام حزبية أداة للتحكم وحينما يتحدثون عن الشورى نحن نسأل عن أي شورى فالشورى رداءة الممارسة حولتها الى أربعة مستويات شورى نصية عامة وشورى أهل الحل والعقد والشورى الفقهية والشورى المفخخة ظاهرها الشورى وباطنها الشلة البغيضة وعندما يتحدثون عن الشريعة فالكل مع الشريعة ودولة القانون ولكنه ليس مع نظريات الضرب بالإطار النظري وهي كما قلنا الفرق بين الشعار ونقطة الشروع والشعار والمشروع والنظرية والتطبيق والقول والعمل فصحيح من خضعنا في الدين خضعنا له ولكن ما كل مرة ففي هذه المرة سنرده عن ظلمه لنفسه ولربه ونبيه والمسلمين وعامة العالمين ولسع الكلام ما كمل.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة