الأحد, 16 يونيو 2019 02:09 مساءً 0 279 0
رؤي متجددة
رؤي  متجددة

مع سريان مطلوبات الخطة (ب)
برهانك الرئيس البرهان

حينما بلغت الاحتجاجات أوجها وذروتها والتي انتهت باقتلاع النظام تقدمنا وقتها بقراءات تحليلية معمقة حول التركيبة السياسية لحراك الاحتجاجات والشارع مشيرين الى نقطة أساسية وهي أن منظومة الاحتجاجات تجتمع على هدف تكتيكي وهو إسقاط النظام ثم تتفرق أيدي سبأ عند المحكات الإستراتيجية ومحكات المصالح الضيقة خاصة تلك التي تنتمي الى دائرة المسكون عنه في السودان سياسيا واجتماعيا. ومن صور التركيبة السياسية للاحتجاجات وائتلاف الشارع مجموعة او شريحة الشرعية الانتخابية 1986-1989م ثم شريحة القضية (حملة السلاح) ثم شريحة المواقف السياسية والأيدلوجية ثم شريحة الحقوق الطبيعية والطليعية (المواطنون والشباب) ثم شريحة تعكير المياه والاصطياد فيها منبهين في ذلك الأثناء الى ضرورة التفريق بين مفهوم الوطن والمواطن والدولة ومفهوم الحكومة والنظام الحاكم والمنظومة الحاكمة تبقى المجموعة الأولى الوطن والمواطن والدولة على مسئولية الجميع والثانية على مسئولية صاحبها وأصحابها واليوم بعد نجاح الثورة وذهاب الهدف التكتيكي ظهرت التباينات بشكل واضح في صور القبول والرضا بالمكتسبات والتعنت والمغالاة والأخذ بحالة الاضطرابات ومحاولة وضع المشهد وصورة الوطن على وضعية الهزاز وحالة الطيران وحالة اللا استقرار والتوافق نعم أن الخطة (أ) لو تركت لحالها لبلغت بالوطن محطة الاستقرار ومن أساسياتها الفهم الجيد لمفهوم وطبيعة الثورة الشعبية الشبابية وهي ملك للجميع بالأصالة لا يجوز تجييرها وخصخصتها ومصادرتها من أي جهة كانت مهما كان دورها وجهدها فالعين لا تعلو على الحاجب فالأصول الثابتة للثورة حرية سلام وعدالة الثورة أنجزها مثلث متساوي الأضلاع الإرادة الشعبية الشبابية الحرة والقوات المسلحة والمنظومة العسكرية والأمنية ومنظومة قوى الكفاح السياسي التراكمي ضد هيمنة دولة الحزب الواحد على امتداد الفترة الزمنية للنظام المخلوع ومن أصول الثورة الثابتة إدارة الفترة الانتقالية بتوافق تام بين شركاء الثورة دون أدنى وصايا وإقصاء فلم يتبق من أمال وطموحات الخطة (أ) إلا دخول العناية الإلهية ويقيض الله الفرصة لدخول الحكمة والدربة والحصافة التي لها القدرة على تجنيب وصون المشهد من أي منزلقات سببها الأساسي عدم تقدير وقراءة ما وصلت إليه حال البلاد وما يحيط بها من تحديات خطيرة ومهددات والتي تمثل اليوم قبل الغد مدخل مباشر للخطة (ب) والتي من أهدافها الثلاثة محاولة التمكين المبكر لنظام حكم أحادي إقصائي بواجهة مدنية ديمقراطية يعمق تجارب الدولة السودانية العميقة الظالمة. نظام حكم خطير ينسج أوضاعه وترتيباته بهدوء وبتهييج تحت قناع الفشل الذريع للنظام المخلوع وهي أسوأ خدمة يمكن أن يقدمها للمشهد السياسي اليوم الذي يتحول في المستقبل القريب والقريب جدا لقنابل زمنية انشطارية تليها سيادة روح التشفي والانتقام ومن أهداف الخطة (ب) دخول البلاد عن بكرة أبيها في أتون فوضى عارمة تنتهي بالسودان إلى دولة فاشلة ثم الهدف الثالث التمهيد للتدخل الدولي في شؤون البلاد والذي بدأت فعالياته ورؤاه التحضيرية بالفعل وله هدفين فرض كرزاي جديد للسودان وما أكثرهم الكرزاييون أو تقسيم السودان إلى عدد من الدول فهل أنتم منتبهون ولسع الكلام ما كمل.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة