الشائعات وأثرها
على الاقتصاد

ناهد اوشي

ظلت وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أكبر القواعد التي تطلق هذه الشائعات دون مراعاة لأمن وأمان الوطن، فالفقراء سياسيون ويجمعهم وطن اسمه السودان ومصلحته مقدمة على الأهواء والأنواء لكن الخصومة السياسة بين الفقراء في السودان ظلت محل حيرة، وما خرج المواطن البسيط للوقوف في وجه النظام السابق إلا لعدم توفر لقمة العيش وارتفاع تكاليفها، نجحت تلك الثورة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ببث البيانات وأماكن تجمع الثوار وزمن وتوقيت انطلاق الثورة في كل أحياء وولايات وقرى ونجوع البلاد،  كانت تلك الوسائل هي الميقات الزماني والتف الناس حولها متابعين لها وأثمرت وربحت الثورة ثم أعقبها نجاح ودنت الدولة  المدنية فكانت غاب قوسين أو أدنى، ومثلما كانت تلك الوسائل الاجتماعية نعمة على الثوار أصبحت نقمة تهدم ما بناه شباب الثورة بمواقع ضخمت الأحداث وزيفت الحقائق بل ذهب آخرون لابتداع أحداث دون حقيقة وازداد المشهد تعقيداً بتداول هذه الرسائل على أكبر نطاق ما أقعد البلاد عقب نجاح الثورة وأصبحت الحقيقة كذبة والشائعة صدقاً.  
ألا يعلم من يبث الشائعة أنها تضر بأمنه أولاً ثم معاشه وتصور البلاد في الخارج كفرقاء ليبيا وسوريا أصلح الله حالهم.
شأن الاقتصاد ونموه وتدفق الاستثمارات هو الأمان إن توفرت بيئته كان الخير العميم لكن كأن حالنا من انتشار الشائعات كالمثل (تطبظ عينك بيدك) كان على المجلس العسكري توفير منصة دورية لتمليك الحقائق خاصة أن لديه قبول وسط الشباب بجانب أن بالبلاد إعلاميين لهم سمعة طيبة وسط الشباب ولهم مواقع في الشبكة العنكبوتية  ذات موثوقية عالية كان الأحرى أن يتم نفي الشائعات عن طريقهم حتى تسلم البلاد وتتقي شر الفتنة.
هذه الشائعات أثرت على أسعار المواد التموينية رغم أن الشائعة تؤثر على  هبوط أسعار العملات الصعبة فالأسعار في الخرطوم تختلف عنها في بحري وأمدرمان وبقية المحليات وارتفاعها أتى من الشائعة، علينا أن نعلن أن الشائعة ليست أصل وأن مكانها ليس عند هذه المحن التي أصابت البلاد،  فلترفرف فينا رايات الصدق ونبتعد عن كل ما يصيب الوطن  من إحن ومحن، ففي السياسية ليس هناك خصومة دائمة ولا صداقة دائمة، فلتكن خصومتنا لمصلحة الاقتصاد.
إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
يوسف حمد النيل