محمد بابكر : خططنا للمرحلة المقبلة ستكون ملموسة في حياة الناس ومعاشهم
وضعنا 60 مليار جنيه كميزانية لكوارث الخريف
سرعة الإجراء والتعامل الطيب شعارنا للمرحلة المقبلة
ستكون هناك نقلة كبيرة في خطاب الزكاة
نظرة المجتمع لديوان الزكاة أضحت متقدمة لما يقوم به من ادوار بالغة الأهمية لتغطية مطالب المحتاجين من الفقراء والمساكين خاصة في ظل الظروف المعيشية التي توصف بالصعبة جراء ارتفاع الأسعار مع انخفاض القدرة الشرائية للجنيه السوداني من جراء تدهور الوضع الاقتصادي الراهن الذي تمر بها البلاد حاليا الأمر الذي أدى الي اتساع دائرة الفقر بشكل كبير . . حرصا منا علي معرفة تفاصيل البرامج التي طرحها ديوان الزكاة في إطار خطته المستقبلية استنطقنا الأمين العام الجديد لديوان الزكاة محمد بابكر إبراهيم في أول حوار له بعد تعينه أمينا عاما للديوان من قبل المجلس العسكري الانتقالي خلفا للدكتور محمد عبد الرازق مختار الأمين .
حوار : نادر حلفاوي: تصوير : الكتيابي
{ الزكاة في حياة الناس ؟
الزكاة حاضرة دائما في حياة الناس وفي احتياجاتهم المختلفة اذا كانت في المياه او الطعام او العلاج او جانب توفير المأوى وكل حاجات الإنسان ويجب ان ندعمها في جميع ولايات السودان بجانب العلاج وهو من الأشياء المهمة الذي يهتم بها ديوان الزكاة ويضع لها مساهمات مقدرة في جانب العلاج في الداخل والخارج والعمليات العلاجية ، وبتجاوب المكلفين والمجتمع عامة والعاملين الذين تعاهدوا في السير قدما في تحيق أهداف الزكاة وتحقيق أمر الشرع من فرضها جمعا وتوزيعا علي المستحقين لتكون بلسما علي الفقراء والمساكين ولتكون أداء من أدوات الاقتصاد الإسلامي التي تسهم في تقليل من حدة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق التوازن بين شرائح المجتمع المختلفة وسنبذل قصارى جهدنا وسنوظف قدرتنا من اجل توزيع الزكاة لمستحقيها وهي أمانة في رقابنا.
{ ماذا عن تكليفكم امينا عاما للديوان ؟
لم ان أتوقع ان أكون أمينا عاما لديوان الزكاة أو أن أكون بديلا للدكتور محمد عبد الرازق وبكل صراحة وأمانة ما قدمه محمد عبد الرازق من انجازات غير مسبوغة في كل مجالات ديوان الزكاة ربما جعل أمر تولي هذه المهمة صعبة جدا بالنسبة لي ونتمنى ان يعيننا الله في هذه المهمة الصعبة فتولي أمر الشعيرة الثالثة في الإسلام ليس بالامر السهل . وتعظيم الشعيرة واجب علينا لأنها فريضة محكمة، وما بدأه الدكتور محمد عبد الرازق سنكمله بإذن الله ومن ثم سنسعى في تطوير العمل وستكون خططنا للمرحلة المقبلة بإذن الله ملموسة في حياة الناس ومعاشهم بتوفير مشروعات منتجة غير تقليدية.
ورغم الظروف التي مرت بها البلاد في الأسابيع الماضية بحمد الله نجحنا في تكملة محاور شهر رمضان الذي بدأه الأمين العام السابق وآخر ما تم هو محور الراعي والرعية وفرحة العيد.
{ في الاحتجاجات والتظاهرات التي شهدتها البلاد تعرض بعض منشآت الزكاة للتخريب ماهي تقديراتكم المالية لهذا التخريب ؟
نعم كانت هناك بعض التفلتات في بعض المناطق رغم سلميتها خاصة في ولايات النيل الأبيض وسنار وتقدر بحوالي 10 مليار حيث تم نهب التكاتك والسكر والبلح التي كانت معدة للنفرة في تلك الولايات بجانب نهب معدات المكاتب من مكيفات ومراوح لكن الحمد الله تم إرجاع بعض الأشياء التي تم نهبها ومحاكمة الذين تسببوا في ذلك.
{ترتيبات ديوان الزكاة لشهر الخريف ؟
وضعنا ميزانية ضخمة جدا لامتصاص الصدمة الأولى للخريف في كل ولايات السودان لتخفيف الأذى على المتضررين والميزانية التي تم رصدها لا تقل عن 60 مليار جنيه لتخفيف الاذي في الوقت المناسب وهناك لجان تم تشكيلها لكوارث الخريف ترفع تقريرها للجنة المركزية بل مستعدين في المساهمة وزيادة الميزانية المرصودة للولايات التي تتعرض لكارثة كبيرة كما حدثت في ولاية سنار عندما تعرضت للاسهالات المائية لكننا نجحنا في توفير كل وسائل العلاج من أدوية وسراير وأطباء وترحيل المصابين من القري أيضا ساهمنا في تخفيف الكوارث والسيول والفيضانات التي اجتاحت شرق النيل من قبل .
{ خططكم للمرحلة المقبلة ؟
سنسعى في تكملة ما بدأه الأمين العام السابق الدكتور محمد عبد الرازق و تطوير الرؤية السابقة في إقامة مشاريع نوعية في جميع الولايات تساهم في نهضة البلاد وسنساعد في تطوير المشاريع الزراعية والاستزراع السمكي بدلا عن مشاريع تمليك التكتك وغيره للان مشكلتنا ليس فقر أفراد بل هي فقر دولة وفقر الدولة لن تحل الا بالإنتاج .وبكل تأكيد إقامة مشاريع نوعية تساهم في حل قضايا الإفقار والفقر الجماعي بجانب دعم المشاريع الخدمية في مجالات التعليم ،والصحة ،والمياه ، وهي من انجح السبل للقضاء على الفقر وتأهيل الفئات الضعيفة وزيادة مساهمتها في العملية الإنتاجية التي تصب في صالح استقرار المجتمع والاقتصاد السوداني .
ومن اهتماماتنا ايضا ستكون هناك نقلة كبيرة في خطاب الزكاة ورفع الوعي الزكوي وإيجاد رؤية لتطوير الجباية وتطوير أساليب التحصيل وتفعيل القانون وابتكار أساليب متجددة للرسالة الإعلامية والتأمين على مشروعات المصارف القومية والتي تمثل الإسناد في المجتمع. ورفع قدرات العاملين على أمر الزكاة وتدريب المستهدفين على إدارة شأنهم لان الزكاة اذا وظفت توظيفا صحيحا ستؤثر تأثيرا كبيرا اجتماعيا واقتصاديا علي المجتمع السوداني في الاستقرار وتقليل حدة الفقر .
ستكون هناك مشاريع غير تقليدية بمشاركة جهات اختصاص كل في مجاله ،اقتصادي وزراعي وسنستعين بالجامعات وبيوتات أصحاب الخبرة وزارة الصناعة والزراعة وكل الإمكانيات المتاحة بالدول .
ومن خططنا في المرحلة المقبلة ان نصل للمستحقين والفقراء والمساكين في أماكنهم قبل ان يصلونا في مكاتب الديوان، وفي هذا المجال يقدم ديوان الزكاة خدمة الاستعلام الآلي (الكول سنتر) على الرقم المختصر ٢٢٢٨ مجاناً عبر شبكتي (زين ، إم تي إن ) وذلك خدمة للمواطنين الكرام تحقيقاً لشعار الزكاة (بحسن المعاملة وسرعة الإجراء).
{ آخر دراسة لنسبة الفقر ؟
آخر دراسة لنسبة الفقر في السودان كانت في العام 2011 والتي قدرت نسبة الفقر ب 46 ٪ وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة نتوقع ان تكون قد ذادت نسبة الفقر ولكن الحمد الله رغم الظروف الاقتصادية لم تنخفض الجباية بل ذادت معدلات الجباية بصورة كبيرة جدا وفي بعض الولايات تحقق الربط الكلي من الربع الاول وهذا هبة من الله لدافعي الزكاة وسنسعى بإذن الله في تقليل حدة الفقر في المرحلة المقبلة بتوظيف مال الزكاة.
{ كان هناك مقترح في الاجتماع الأخير لأمناء الزكاة بإقامة إذاعة مختصة بالزكاة لتكون واحدة من روافد خطاب الزكاة ؟
بكل تأكيد الإعلام واحد من اهتمامات الديوان ولعب دورا كبيرا في الدعوة لشعيرة الزكاة والتبصير بها تطهيرا للأموال وتزكية للنفوس وإبراز مناشط الديوان عبر الوسائط الإعلامية المختلفة كما ساهم في توثيق تجربة الزكاة في السودان وتقديمها للعالم بجانب تعزيز الوعي الزكوي في المجتمع وسنسعى في المرحلة المقبلة في توسيع دائرة الاعلام وستكون أبوابنا مفتوحة لكل الاجهزة الاعلامية وسنعمل بكل مقترحاتهم وسيتم ربط شبكة الديوان بكل الولايات وقريبا بإذن الله.
{ دور الزكاة في حل مشكلة الفقر خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد ؟
كما ذكرت في بداية الحوار من اهتماماتنا في المرحلة المقبل إقامة مشاريع زراعية واقتصادية نوعية وغير تقليدية تساهم في استقرار البلاد اقتصاديا وبالتالي حل مشكلة الفقر تلقائيا فالزكاة فضلا عن أهميتها كشعيرة دينية، تعدُّ أداة اقتصادية، وركيزة من ركائز الاقتصاد الإسلامي .
{ هل أنت راضٍ عما يقدمه الديوان للفقراء والمساكين والمستحقين ؟
راضٍ عما يقدمه الديوان ولكننا نطلع للأحسن والأفضل،وشعارنا الذي وضعناه في المرحلة المقبلة سرعة الإجراء وانجاز العمل والمقابلة الطيبة والتوظيف الجيد.
وسنسعى في توظيف مال الزكاة في تقديم مشاريع نوعية كل علي حسب ظروف المنطقة مثل مشاريع أحواض الأسماك وتحسين الماشية وتربية و العجول والضأن ومشروع فول الصويا وتصنيع السماد البلدي بطرق علمية كما في الهند .
الأمين العام في سطور
محمد بابكر إبراهيم عمل في وزارة المالية ثم انتقل إلى ولاية النيل الأزرق وكردفان ودارفور وبحر الغزال وجوبا قبل الانفصال ومن ثم عاد مرة أخرى إلى وزارة المالية قبل الانتقال الي التعليم العالي وعاد مرة أخرى إلى وزارة المالية قبل الانتقال الي ديوان الزكاة في العام 1990 .
وكان من مؤسسي مكاتب ديوان الزكاة في الجنوب بأعالي النيل في الجنوب والرنك وملكال ومن ثم عمل بالخرطوم وبحري وأم درمان وولاية كسلا والبحر الأحمر قبل العودة إلى رئاسة الديوان ومن ثم انتقل إلى ولاية النيل الأبيض والجزيرة وسنار قبل العودة إلى رئاسة الديوان في إدارة المصارف ونائبا للامين العام للديوان الدكتور محمد عبد الرازق قبل تعينه أمينا عاما مكلفا للديوان من قبل المجلس العسكري الانتقالي .
