الثلاثاء, 25 يونيو 2019 00:57 مساءً 0 272 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

وبئس السيادة هي!

 

جذوة بغيضة

الصراع الدائر رحاه بين السودانيين كلاما يخفض من درجات الإحتقان السياسى وحالات الزكام المجتمعية والإنسداد فى العلاقات الإنسانية وقد بلغ ذروته وزباه منذ السقوط الداوى لرأس نظام جثم ثلاثين سنة لم يفتح الله عليه فيها بما يجمع الناس بل عمل على تفريقهم وتقسيمهم محييا فيهم وبينهم جذوة قبلية بغيضة بعد أن خمدتها طائفية الحزبين الكبيرين العريقين بصهر وبوتقة مختلف إثنياتها فى كيان واحد وهذا مما يحمد لقيادات وزعامات طائفتي الأنصار والختمية التى سعت لتعزيز وترسيخ الممارسة الديمقراطية بأجنبيتها وهنا مكمن الضعف والهزال الذى إعترى ممارستها وتطبيقها،فات على فطنة عرابي الطائفية أهمية الإستفادة من خصوصية المجتمعية السودانية نواميسها وقواميسها متأثرين بتجارب الآخرين التى عمد المستعمر على ترسيخ وتركيز ثقافاتها خصما على التقاليد والموروثات والأعراف المحلية وعيا بقابليتها للتطور وقدرتها على تفريخ حاكمية بخصوصية سودانية، ونجح فى ذلك أيما نجاح والجيل الإستقلالى إجتهد لاستنساخ تجارب ديمقراطيات أجنبية لانملك عناصر وأسباب نجاحها، ففشلنا فى تنزيلها وتدويل السلطة بها وخسرنا خصوصيتنا بعدم الإتكاء على موروثاتنا العظيمة التى أرساها وبناها جدودنا الأول بفطرة وسوية.
أهلية وأهلية
الحكومات بل الإدارات الأهلية من عبقريات السودانيين فى تسيير شؤونهم العامة التى تخلوا عنها عوضا عن تطويرها تأسيسا على منهاجها الذى أثبت نجاعة يشهد بها كل من عاصرها فى قمة أوجها وعظمتها ونجومها من القيادات الأهلية، كانت تجربة تستحق دراسة عميقة من الأجيال التى حظت ونالت قدرا من التعليم الأكاديمى وحتى التقليدى وعاصرت حقبة قيادات إدارات أهلية برعت فى إدارة الشأن العام وحافظت على الوحدة واللحمة السودانية، تستحق كانت تجربة الإدارة الأهلية وضعها فى قوالب ومناهج تعليمية طالبية من الأولية حتى الجامعية تدرس للأجيال ليتزود من يتطوعون للعمل العام من فطرية وسوية سودانيتها مع تطوير أجهزتها ومختلف مؤسساتها وإداراتها لتواكب نظيراتها فى شتى دول العالم خاصة السّباق فى تطوير مؤسساتها الأهلية حتى تسيدت كافة السلطات السيادية والتنفيذية والعدلية والإعلامية،كنا لو فعلنا الآن قادرين على تجاوز هذه الأزمات والمحن التى ما كان لها لتقع لولا مفارقتنا سيرة الأجداد باختطاط نهج سودانى لإدارة الهم العام على طريقة كبريات دول اليوم التى أسست منهاج حكمها على مؤسساتها وإداراتها الأهلية التى طالعنا قدرا منها فى أسفارها  وكتبها التاريخية والمعاصرة المجرد منها والأدبى بكل ضروبه وصنوفه،ما كنا فى حاجة لمبادرات أجنبية كما هو حالنا الآن لولا إضعافنا لمنهاج إدارتنا الأهلى من قبل نظام فاسد لمس خطورته عليه فضربه فى مقتل بسياسة فرق تسد، وبئس السيادة كانت هى! فات الكثير،لكن الفرصة لازالت مواتية لإنتاج نظام سودانى بكل خصوصيته المرتكزة على إرث لازال باق على ضعفه وهشاشته بفعل فاعل، لا ننكر وجود قيادات إدارات أهلية بذات الفطرة والسوية وكذلك من نالت تعليما متقدما، لو كان هناك تطوير لهذه الإدارة لسهلت التوأمة والمواءمة بعلمية ومنهجية بينها عبر مؤسسات أسماؤها وأشكالها ومعانيها مستمدة من سودانية ليست هى السائدة بحال الآن، على كل ليست مستحيلة وعصية الحلول بمزيد من الأهلية والأهلية.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة